يرى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن زيادة الحضور الصيني في الشرق الأوسط "تطور إيجابي"، قد يدفع الولايات المتحدة لزيادة انخراطها في شؤون المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات صدرت عن نتنياهو خلال مشاركته في جلسة مغلقة عقدتها لجة الشؤون الخارجية والأمنية في الكنيست، قبل نحو أسبوعين.
وقال نتيناهو خلال الجلسة، إن "مشاركة الصين المتزايدة في الشرق الأوسط هي تطور إيجابي، لأنه يُلزم الولايات المتحدة أيضًا بزيادة مشاركتها في المنطقة".
جاء ذلك قبل إعلان نتنياهو، أمس، الثلاثاء، خلال استقباله لوفد من أعضاء الكونغرس الأميركي، أنه تلقى دعوة لزيارة رسمية للصين، وأنه أبلغ الإدارة الأميركية بهذه الدعوة.
ونقل موقع "واللا" عن عضوي كنيست شاركا في الجلسة، أن نتنياهو سُئل عن دور الصين في الاتفاقية التي تم إبرامها مؤخرا بين السعودية وإيران، وإذا ما كان النشاط الصيني في المنطقة يخدم المصالح الإسرائيلية.
فأجاب نتنياهو قائلا إن "التدخل الصيني في الشرق الأوسط ليس بالضرورة أمرا سيئا. يمكن أن يكون مفيدا (لإسرائيل) لأنه سيلزم الولايات المتحدة بالبقاء في المنطقة".
وأشار موقع "واللا" إلى أن اتفاقية تجديد العلاقات بين السعودية وإيران التي تم التوصل إليها بوساطة صينية، تركت انطباعًا حو تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة لمصلحة الصين.
كما لفت إلى أن السياسات الخارجية الأميركية تتأثر بشكل كبير بالأولوية التي حددتها إدارة جو بايدن، وهي المنافسة الإستراتيجية مع الصين.
يأتي ذلك في ظل شعور (إسرائيل) وحلفاء واشنطن العرب بـ"قلق" إزاء ما يُنظر إليه في السنوات الأخيرة على أنه تقليص للدور الأميركي في المنطقة وانعكاسات ذلك على أمنهم.
وعن زيارة نتنياهو المرتقبة للصين، نقل التقرير عن مسؤولون في مكتب نتنياهو قوله إنه "حتى الآن لم يجر أي نقاش مع الجانب الصيني بشأن تحديد موعد لزيارة".
ورجح المسؤول (الإسرائيلي) ألا تتم الزيارة قبل تشرين الأول/ أكتوبر المقبل. وقال "ستكون زيارة عادية وروتينية تماما وليست إشارة أو رسالة سياسية لأي طرف".
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة (الإسرائيلية) أن نتنياهو قال لأعضاء الكونغرس أن "التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة و(إسرائيل) في ذروته، وأن الولايات المتحدة ستكون دائما الحليف الأهم لإسرائيل وأن لا بديل لها".
وقال موظف (إسرائيلي) رفيع إن الحكومة الصينية عبرت مؤخرا عن رغبتها باستضافة نتنياهو في بكين في إطار اللقاء السنوي للجنة الابتكارات (الإسرائيلية) – الصينية، والتي تنعقد منذ العام 2014، حسبما نقل عنه موقع "واللا" الإلكتروني.
وخلال العامين الماضيين، شرعت الحكومة (الإسرائيلية) بالحد من الانخراط الصيني في الاقتصاد (الإسرائيلي)، وخاصة في مجالات البنية التحتية، كما انخفضت الاستثمارات الصينية في قطاع الهايتك (الإسرائيلي)، وذلك بضغط من إدارة بايدن.
وخلال السنوات التي قضاها في منصب رئيس الحكومة، عزز نتنياهو من تعاونه مع الصين، ولكن قبل عودته إلى السلطة في نهاية العام الماضي، قال في مقابلة صحافية إنه بات "أكثر وعيًا من ذي قبل باعتبارات الأمن القومي التي يجب مراعاتها في ما يتعلق بالعلاقات مع الصين".