بدأ جيش الاحتلال الليلة الماضية، عملية عسكرية على مخيم جنين، في وقت شهد المخيم تناميا كبيرا في المقاومة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما وضع الاحتلال في ورطة وكمائن تفجير الآليات قبل أيام.
وتأتي عملية جنين لرفع الحرج عن قيادة الاحتلال التي لاقت انتقادات لاذعة من المستوطنين في وقت تشهد الضفة وخصوصا شمالها حالة غليان غير مسبوقة.
مختصون في الشأن السياسي، أكدوا أن الاحتلال يهدف من عملية جنين تبييض صورته وخصوصا بعد فشله في اقتحام المخيم وكمين العبوات التفجيرية الذي حطّم آلياته على أبواب المخيم.
تكاتف المقاومة
بدوره، أكد المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، أن الاحتلال يحاول الاستفراد بجنين ويعمل على تحييد المناطق الأخرى، "لكنه لا يعلم أن وحدة الساحات التي رسختها معركة سيف القدس، ستقلب الطاولة عليه".
وقال سعد في حديث لـ (الرسالة نت) إن الضفة أصبحت متكاتفة وموحدة بالقرار والموقف، والجبهة الداخلية تحيط بالمقاومة، وهو ما يفسّر تدافع العديد من المقاومين من البلدات والمدن المجاورة للدفاع عن مخيم جنين.
وأوضح أن العملية العسكرية في جنين تأتي في ظل تصاعد حالة المقاومة، وافتقار الاحتلال لخيارات وقف المقاومة، "وهو ما دفعه للقصف من الطائرات قبل أيام، في سابقة لم تحدث منذ أكثر من عشرين عاما".
وشدد سعد على رمزية مخيم جنين في تاريخ المقاومة ما قبل اندلاع انتفاضة الأقصى وما بعدها، وكذلك في معركة عام 2002، وما يمر به المخيم حاليا.
وفي بيان لها، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أنها في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان (الإسرائيلي) على جنين.
وأكدت الغرفة المشتركة أن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم.
ودعت كل فصائل المقاومة في جنين ومخيمها للتكاتف وخوض المواجهة بشكل موحد.
وأكدت أن استمرار العدوان على جنين وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد طبيعة رد المقاومة.
الصحفي والمختص بالشأن السياسي، محمد أبو قمر، أكد أن العملية على مخيم جنين، لها دلالات عدة، فهي الأكبر منذ عملية "السور الواقي" عام 2002 مما يؤشر إلى مدى الصداع الذي تشكله مقاومة جنين للاحتلال مؤخرا، واستشعاره خطورة ذلك.
وقال أبو قمر في منشور على "فيس بوك" إن الاحتلال يخشى من أن تشكل جنين نموذجا وبالتالي انتقال قوة المقاومة لبقية محافظات الضفة.
وأضاف: "يريد الاحتلال من خلال قوة النار التي يستخدمها في جنين أن يحدث صدمة للمقاومين من جهة، ويردع بقية محافظات الضفة من جهة أخرى، لكنه في ذات الوقت يدلل على عدم سهولة تعامل الاحتلال مع المسلحين على الأرض".
وأشار إلى أن تراجع دور السلطة الأمني الذي كانت تعول عليه (إسرائيل) في محاربة المقاومة، وعدم قدرتها على السيطرة على الحالات المسلحة، "هو ما اضطرها للتدخل ميدانيا بقوة".
وبيّن أن نتنياهو من خلال عمليته على جنين، يريد إثبات أنه الرجل القوي الذي يمكنه مواجهة (الإرهاب) وكذلك تلبية شهية اليمين المتطرف بالمزيد من القتل ضد الفلسطينيين.
ولفت إلى أن العملية تأتي بعد أيام من تمهيد الاحتلال وحديثه المتكرر في وسائل إعلامه عن شمال الضفة المحتلة، وأنه ذاهب لعملية هناك، في محاولة منه لتضخيم التهديد الذي تشكله عليه، وبالتالي تبرير أي جرائم يرتكبها بحق أهالي جنين.