يمثل مخيم جنين أيقونة المقاومة بالضفة، إذ كان من بين أبرز المساهمين في تاريخ الصراع مع الاحتلال منذ احتلال الضفة الغربية.
وتصدر مخيم جنين المشهد خلال الانتفاضة الثانية وعملية (السور الواقي) الصهيونية، والتي ارتكب فيها الاحتلال مجازر، ظاناً أنه قضى على المقاومة في المخيم.
وينتفض مخيم جنين بعد قرابة عقدين من الزمن، ليذيق الاحتلال الويلات وهو ما بدا واضحا في عجز الاحتلال عن دخول إلى المخيم خلال السنوات الماضية.
عنوان المرحلة
الناشطة والكاتبة فادية البرغوثي، أكدت أن المخيمات تبقى برمزيتها أحد مظاهر الصمود والدليل على الحق الفلسطيني في العودة.
وقالت البرغوثي في حديث لـ (الرسالة نت): "مخيم جنين مثّل مرحلة مهمة خلال تاريخ الصراع مع (إسرائيل)، وأثبت أنه دائما ما يكون في طليعة مقاومة الاحتلال في الضفة".
وأوضح أن الاحتلال ظنّ بتدمير المخيم عام 2002 أنه أنهى المقاومة، ولكن عادت المقاومة أشد وأقوى ما يدلل على ديمومة جذوتها.
ويمثل مخيم جنين وحدة للمقاومة بين فصائل عدة، وهو ما فشل الاحتلال خلال سنوات طويلة في تشتيتها.
وأضافت: "أهالي المخيم كانوا خير حاضنة للمقاومة وأهلها ولولاهم لما تنامى العمل المقاوم، الاحتلال سيفشل في سحق العمل المقاوم وحاليا نجد أن هناك تراجعا في التصريحات (الإسرائيلية) تجاه أهداف العدوان على مخيم جنين".
وبحسب ما تناقل الإعلام (الإسرائيلي)، فإن ما دفع في اتجاه تنفيذ هذه العملية، هو الكمين الأخير الذي تعرّضت له قوات الاحتلال في مخيم جنين.
ويعمل الاحتلال على فصل مخيم جنين عن محيطه من خلال تجريف الطرقات وإقامة السواتر الترابية، في وقتٍ يشهد هذا المخيم تطورا استراتيجيا وعسكريا في مواجهة الاحتلال.
وبالرغم من الضربات التي وجّهها الاحتلال للمقاومة منذ الاجتياح حتى يومنا هذا، فإنّ الاحتلال لم ينجح في القضاء على حالة المقاومة.
وعدا عن أن مخيم جنين ظل ولاداً للمقاومين وحاضناً للمقاومة، فقد أعاد اسم هذا المخيم الرعب في ذهن الاحتلال مع تنفيذ 6 أبطال من مخيم جنين عملية تحرّر فريدة من نوعها من سجن "جلبوع" في سبتمبر من عام 2021، "نفق الحرية".
الكاتب في الشأن السياسي، ثامر سباعنة، أكد أن جنين وخصوصا مخيمها بات يمثل نموذجا للمقاومة وحالة الرفض للاحتلال، "وأصبحت واحة يلجأ لها المقاومون من كل الضفة الغربية وخير مثال هو عبد الفتاح خروشه منفذ عملية حوارة".
وقال سباعنة إن الاحتلال لا يريد لهذا النموذج أن ينتقل إلى بقية مدن وقرى الضفة، وتتحول مدن الضفة إلى حالة شبيهة بجنين لذا الاحتلال يحاول ضرب هذا النموذج لإنهاء حالة المقاومة، وإيصال رسالة لباقي المدن.
وأضاف: "نجد أن المقاومة متجذره في جنين ومخيمها، منذ الاحتلال البريطاني وصولا إلى الاحتلال (الإسرائيلي).
ولعل الأبرز في جنين بروز كتائب القسام التابعة لحماس، رغم كل ما تتعرض له الحركة من ملاحقة وضربات في الضفة الغربية سواء من الاحتلال أو سلطة أوسلو.
وأكد سباعنة أن بروز القسام شكّل تحديا للاحتلال، وساهم في تطوير حالة المقاومة في جنين، "لا يزال شباب جنين تسكن في عقولهم وذاكرتهم أحداث الاجتياح والمواجهة البطولية لأبناء ومقاتلي جنين مع جيش الاحتلال في عام 2002".