انسحب جيش الاحتلال من مخيم جنين بعد عدوان استمر يومين، دون أي يحقق أهدافه ليعلن عن قتيل وعدة إصابات في صفوف جنوده، وهو ما عزاه مختصون إلى حالة اليقظة والتخطيط السليم الذي اتبعه المقاومون للتعامل مع أحداث الاقتحامات.
وخلّف العدوان الذي بدأه الاحتلال على جنين قبل 3 أيام، 12 شهيدا فلسطينيا وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بينهم 20 بإصابات حرجة، إضافة لاعتقال العشرات وتشريد مئات العائلات وتدمير البنية التحتية والشوارع.
اقرأ أيضاً: جنين تشيّع شهداءها وتتعّهد بمواصلة طريق المقاومة
تخطيط جيد
المختص في الشؤون (الإسرائيلية)، محيي الدين نجم، ذكر أن الاحتلال أجرى عدة حملات سابقة على مخيم جنين ولم ينجح في القضاء على المقاومة.
وقال نجم في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال يعلم جيدا أنه لا يمكن القضاء على المقاومة، ولكن هو يحاول العمل على تحجيمها.
وأوضح أن عملية السوق الواقي عام 2002 كانت دليلا على الفشل رغم المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال، "فالاحتلال يعترف بصعوبة العمل في مناطق الضفة وخصوصا شمالها حاليا".
وبيّن نجم أن الحاضنة الشعبية من المواطنين تشكل درعا ضد الاحتلال، وهي من أهم أسباب نجاح المقاومة في تطوير عملها ضد الاحتلال وخصوصا بمخيم جنين.
وشدد على أن الخبرات التي اكتسبها المقاومون في مخيم جنين والاستفادة من خبرة الآباء في عدوان "السور الواقي" أدت لنجاح المقاومة في التحضير المسبق والاستعداد الجيد والتعلم في الكمائن والمراوغة والاختباء الجيد.
وأكد أن فشل الاحتلال في مخيم جنين، سيلاحظه خلال الأيام المقبلة، مع عودة عمليات إطلاق النار من المخيم تجاه حواجز الجيش، والصعوبات التي سيواجهها مع أي اقتحام للمخيم.
شاهد أيضاً: بث مباشر| تشييع جثامين شهداء مخيم جنين
في حين، اعتبر مسؤول استخبارات العدو "أمان" سابقًا، اللواء تامير هايمان، أن العملية في جنين فاشلة بدون إطار سياسي يقنع المجتمع الدولي بجدواها.
وفي سلسلة تغريدات على توتير كتب “هايمان” أن العملية في جنين ليست “سور واقي 2″، وأقترح أيضًا التوقف عن استخدام عبارات مثل “عملية لاستعادة الردع”، استعادة الردع ليس هدفًا عمليًا لأنه غير قابل للقياس.
وأكد أن الأهداف الصحيحة هي القضاء على المقاومة وضرب معامل المتفجرات والمقاومين، فجنين ليست عاصمة المقاومة لأن المقاومة ليست لها عاصمة، فهي موجودة في قلوب الناس ودوافعهم، الأمر لا يتعلق بنقطة واحدة إننا إذا قمنا بتفكيكها، فعندئذ نكون قد حللنا المشكلة.
وتأكيدا على هزيمة الاحتلال قال مراسل الجزيرة إلياس كرام في تغريد له تعقيبا على مشهد التشيع: "ما يؤكد فشل العملية العسكرية (الإسرائيلية)، هو الظهور الطاغي الآن للمقاومين الفلسطينيين بأعداد كبيرة، عدا عن التفاف الناس حولهم والهتاف وتمجيد المقاومة، وما هو واضح أن كل ما نجح به الاحتلال هو تدمير بيوت ومحلات المواطنين بشكل متعمد ومباشر".
المختص في الشؤون (الإسرائيلية)، سعيد بشارات، أكد كسابقه أن العملية التي أعلن عنها جيش الاحتلال في جنين فشلت فشلا ذريعا.
وقال بشارات في حديث لـ (الرسالة نت) إن فشل الاحتلال في الضربة الأولى كان أحد أهم أسباب الفشل، "فعمل الاحتلال على قصف إحدى مناطق المقاومة وتوقع الاحتلال أن يكون في المكان أكثر من خمسة عشر مقاوما، في حين أن عدد الشهداء كان ثلاثة".
وأوضح أن التخطيط السليم واليقظة ووجود مخارج طوارئ للتوزع في مخيم جنين أحد أهم الأسباب في فشل الاحتلال فيها.
وأشار إلى أن الاحتلال حاول صناعة صورة نصر عبر ضرب المدنيين وتدمير البنية التحتية، "فهو يدرك جيدا أن المواطنين هم الحاضنة الشعبية للمقاومين والتي دفعت لتنامي العمل المقاوم".
وبيّن بشارات أن حكومة الاحتلال تقع تحت ضغط كبير هذه الأيام، وخصوصا بعد عملية تل أبيب ومقتل الجندي أثناء اقتحام مخيم جنين.