القدس – الرسالة نت
ركز المحللون الاسرائيليون على الحقبة التي ستلي حسني مبارك، حيث كتب ايتان هابر، رئيس ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، اسحق رابين، في صحيفة ايديعوت احرونوتب مع السلامة لرجل السلام، مؤكدا باسمه وباسم جميع الاسرائيليين على انّ مبارك وضع سلاحه جانبا واختار طريق السلام.
واضاف لو تمكنا نحن في اسرائيل عندما كان يلقي خطابه، ربّما الاخير، لهتفنا وبأعلى الصوت: شكرا لك، يا سيادة الرئيس مبارك، لافتا الى انّ الرئيس المصري يستحق كل الثناء والتقدير والاعجاب والشكر من الاسرائيليين، وزاد قائلا انّ الاف الاسرائيليين لم يُقتلوا في السنوات الاخيرة بفضل مبارك، على حد تعبيره.
على صلة بات واضحا من وسائل الاعلام الاسرائيلية انّ تطوّرات الساحة المصرية الدراماتيكية زيارة وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك لواشنطن من مضمونها الجوهري، اي مطالبة الادارة الامريكية بتخفيف الضغط عن الرئيس المصري حسني مبارك، والسعي الى الحفاظ على استمراره في سدة الحكم في انتظار انتقال امن ومنتظم للسلطة، بما يضمن المصالح الاسرائيلية، ولا سيما الحفاظ على اتفاقية السلام المصرية ـ الاسرائيلية.
وكان باراك، الذي وصل الى واشنطن على عجل، قد بحث مع مسؤولين في ادارة الرئيس باراك اوباما مخاوف اسرائيل من امكانية حدوث تغيير دراماتيكي في البناء السياسي في مصر، واجتمع في اليومين الماضيين مع وزيري الدفاع والخارجية الامريكيين روبرت غيتس وهيلاري كلينتون ومع مستشار اوباما للامن القومي توم دونيلون ومسؤول ملف ايران في مجلس الامن القومي دينيس روس، وعدد من اعضاء الكونغرس من بينهم رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي الينا ـ روس ليتينين والعضو الجمهوري البارز في مجلس الشيوخ جون ماكين.
وبحسب صحيفة (هارتس) العبرية، التي نقلت عن مسؤولين رفيعي المستوى في تل ابيب، فقد دعا باراك ادارة اوباما الى عدم المطالبة بضرورة تسريع تنحّي الرئيس المصري حسني مبارك عن منصبه، وفي الوقت ذاته مطالبة الحكومة المصرية بضرورة التزام اتفاقية الصلح المصرية ـ الاسرائيلية الموقعة في اذار (مارس) من العام 1979.
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر اسرائيلية وغربية رفيعة المستوى لصحيفة ’معاريف’ النقاب عن انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يلحّ على الولايات المتحدة الامريكية في ايجاد الصيغة المناسبة لنقل السلطة بسرعة داخل النظام المصري، تحسبا من ان يأتي نظام اخر يمكن ان يكون اسلاميا، يكرّر تجربة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
واوضحت الصحيفة العبرية، نقلا عن المصادر عينها، ان هذا ليس السيناريو الوحيد المرجّح، على حد قول المصادر، حيث يمكن ان تأتي الى الحكم احدى الشخصيات المستقلة، التي تحظى بقبول شعبي واسع ولها صلات قديمة داخل المؤسسة العسكرية، ما يعني ان مصر يمكن ان تتحول الى تركيا اخرى، وهذا ما يزيد التخوف والترقب داخل الاوساط السياسية الاسرائيلية.
بدوره، قال وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان ان الاحداث الاخيرة في المنطقة، وخصوصا في تونس ومصر، تثبت للغرب ان ثمة حليفا واحدا له في الشرق الاوسط يمكنه الاعتماد عليه هو اسرائيل.
ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن ليبرمان قوله، خلال لقائه الامين العام لحلف شمالي الاطلسي اندرس فوغ رسموسن الذي يقوم بزيارة رسمية الى الدولة العبرية، ان ما حصل في تونس ومصر وجب اعمال تفكير من خارج العلبة (غير تقليدي) ووضع منظور امني اكثر حداثة مما كان حتى الان.
وفي سياق تعليق المسؤولين الاسرائيليين على تطور الاوضاع في مصر، قال مصدر سياسي اسرائيلي خلال لقاء مع صحافيين، ان هناك تغييرا في مصر، وهذه الدولة لن تبقى كما كانت، لكنه توقع الا يتضرر السلام بين اسرائيل ومصر لان هناك مصلحة مصرية باستمراره.
ونقلت وسائل اعلام اسرائيلية عن المصدر قوله ان اسرائيل تعمدت الصمت وعدم اطلاق تصريحات مباشرة بشأن التظاهرات المصرية المطالبة باسقاط نظام الرئيس حسني مبارك والامر الاخير الذي نتمناه هو ان يربطونا بهذه المسألة، رغم انه كانت هناك محاولات كهذه من جانب وسائل اعلام مصرية والجزيرة.
وهذا لم ينجح. واضاف المصدر خلافا لدول اخرى، فان اسرائيل اغلقت فمها، مضيفا ان التصريحات التي اطلقها مسؤولون اسرائيليون كانت معتدلة ولم توجه الى اذان مصرية.
ورأى المصدر الاسرائيلي ان العنف في مصر هو مشكلة لكنه ليس موجها نحونا، وقد اخلينا العائلات والمبعوثين من هناك لحمايتهم، وخصوصا في اعقاب اعمال نهب بيوت وحوانيت بالقرب من مكان سكن عائلات الدبلوماسيين الاسرائيليين في القاهرة.
وقال المصدر اننا ندرك ان ثمة تغييرا في مصر، وما كان لن يبقى على حاله وثمة احتمالان، الاول هو تغيير النظام بنحو بطيء وامن ومستقر، والثاني هو حدوث تغيير متطرف وربما باتجاه الاسلام. واضاف لا يبدو الان ان التغيير في مصر سيكون مطلقا ومتطرفا، لان هذا سيؤدي الى حال فوضى لا تحتمل. وشدد على ان اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر لن يتضرر لان الحديث يدور حول مصلحة مصرية.
وقدّر المصدر ان ’هناك مفاجاة كبرى وذهولا لدى الزعماء العرب من سلوك واشنطن، ومما يحدث في مصر، والزعماء العرب الذين يتمعنون بالاوضاع يفكرون الان ببقائهم لان مصر هي دولة مركزية جدا. الى ذلك، ذكرت مصادر سياسيّة في تل ابيب ان القيادة الاسرائيلية المسؤولة عن شؤون الطاقة توصلت الى استنتاج مفاده ان مصر سوف توقف بنحو شبه مؤكد ضخ الغاز الى اسرائيل.
واوضح ان احدى الخلاصات التي توصل اليها المسؤولون عن امن الطاقة في اسرائيل خلال مناقشات طويلة اجروها منذ اندلاع الثورة المصرية، تقضي بالعمل سريعا على تأمين بديل من الغاز المصري. وبحسب المصادر ذاتها، فقد اتخذت جملة اجراءات استثنائية خلال الايام الماضية، من بينها المصادقة على اقامة محطة لاستيعاب الغاز السائل على ساحل الخضيرة، والعمل على الاستقدام الفوري لسفينة مجهزة لتحويل الغاز السائل الى غاز طبيعي وبالعكس، وكذلك تشييد بنية تحتية لنقل الغاز من المحطة على الساحل الى شبكة التوزيع الداخلية.