قائد الطوفان قائد الطوفان

تحركات الجبهة الشمالية تثير قلق منظومة الاحتلال الأمنية

الرسالة نت- محمد عطا الله

يشكل تسارع الأحداث على الجبهة الشمالية لكيان الاحتلال، حالة قلق واستنفار لمنظومة الاحتلال الأمنية، لا سيما بعد إقامة حزب الله اللبناني العديد من الخيام داخل الأراضي المحتلة وإزالة بعضها وبقاء واحدة.

وذكرت صحيفة معاريف العبرية أمس أنّ "حزب الله اللبناني يحاول تغيير الواقع الأمني على الحدود الشمالية منذ أربع سنوات".

وأفادت الصحيفة العبرية، أنّ "أي سيناريو أو خطة تضعها المؤسسة الأمنية لإخلاء خيم حزب الله من الحدود الشمالية ستقود مباشرة إلى تصعيد عسكري"، مشيرة إلى أنّ "تشكيل الحكومة الحالية التي أدخلت (إسرائيل) على الفور في دوامة من الصراع الداخلي زادت شهية حزب الله وجرأته".

وتخطى عشرات الجنود اللبنانيين وعناصر من حزب الله، يوم الأربعاء الماضي، الشريط الحدودي بين لبنان و(إسرائيل)، عند بلدة منارة (الإسرائيلية) الحدودية، حسبما ذكرت إذاعة جيش الاحتلال (الإسرائيلي) اليوم الأحد.

وجاء ذلك بحسب الإذاعة، خلال تنفيذ جيش الاحتلال (الإسرائيلي) أعمالا في المنطقة. وكان الجنود اللبنانيون مسلحين وبزيهم العسكري.

ويدعي جيش الاحتلال (الإسرائيلي) أن قواته في المكان فضلوا التصرف بحذر "وامتنعوا عن استخدام وسائل لتفريق مظاهرات، وحاولوا حل الحدث من خلال قنوات اتصال مقابل قوات يونيفيل" التابعة للأمم المتحدة.

وأضافت الإذاعة (الإسرائيلية) أن الجنود اللبنانيين وعناصر حزب الله مكثوا عشر دقائق، رفضوا خلالها الانسحاب من منطقة منارة، وبعدها "تم حل الموضوع وعادوا إلى الأراضي اللبنانية".

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي) الدكتور عدنان أبو عامر، أن الأحداث الاستثنائية في الأشهر الأخيرة شهدت عدة احتكاكات مع الحزب، أولها في حقل كاريش في 2022، وثانيها الهجوم على مفترق مجدّو حين اخترق مسلح فلسطيني الحدود الشمالية في مارس، وثالثها إطلاق الصواريخ في أبريل، ورابعها زيادة وجود الحزب على طول الحدود، وكل المعطيات تكشف عن استعداده لإنتاج الاحتكاك مع جيش الاحتلال.

ويوضح أبو عامر في حديثه لـ (الرسالة) أن هناك دوافع لدى الحزب اللبناني لزيادة حالة الاحتكاك بالاحتلال في ظل ضعف حكومة نتنياهو الحالية والتي ليس لها مصلحة في الوقت الحالي بخوض حملة عسكرية في الجبهة الشمالية.

ويبين أبو عامر أن حزب الله يعتبر التطورات الجارية فرصة له لتحسين "توازن الردع" تجاه الاحتلال، وتوسيع وجوده في جنوب لبنان على طول الحدود، ويثق بأن مصلحة الاحتلال تكمن باحتواء الأحداث، ومنع التدهور الواسع، وبالتالي لا يخاف من الاحتكاك به.

ويشير إلى أن كل المعطيات تدلل على أننا أمام تآكل ردع الاحتلال ضد حزب الله، لذلك سيذهب لإزالة الخيام وتعزيز تواجده عند الحدود كون ما يجري موقف يصعب الموافقة عليه على المستوى الإستراتيجي، لأنه يعني مزيدًا من مظاهر تآكل الردع (الإسرائيلي) المتآكل أصلًا، رغم أن ذلك يتضمن إمكانيةً لنشوب مواجهة عسكرية يهرب الجانبان منها.

وكانت شعبة الاستخبارات العسكرية (الإسرائيلية) أمان قد حذرت من أن تآكل قوة الردع في مواجهة "حزب الله" يمكن أن تفضي إلى اندلاع مواجهة شاملة على الجبهة الشمالية.

فيما نقلت قناة "كان" العبرية عن مصادر في "أمان" قولها إن تآكل قوة الردع في مواجهة "حزب الله" تمثلت في مواصلة تنظيم "الاستفزازات الفجة" على الحدود، وما ينتج عنها من مظاهر توتر.

وحسب المصادر الاستخبارية، فإن (إسرائيل) تكرس الانطباع بأنها غير معنية بمواجهة مع "حزب الله" بخلاف سياساتها المتبعة في الأراضي الفلسطينية، وهذا ما يعزز دافعية التنظيم لمواصلة "الاستفزازات"، وضمن ذلك السماح بإطلاق قذيفة مدفعية من جنوب لبنان تجاه مستوطنات الشمال، فضلا عما سبق ذلك من إطلاق صواريخ، بحسب قولها.

البث المباشر