بين من يرى أن تفوق الآلة على الإنسان شيء مستحيل، وبين من يعتقد أن هذا الاختراع يمكنه محاكاة الذكاء البشري، وأن عرقلته ستكون له عواقب وخيمة على الاقتصاد؛ يستمر الجدل حول موضوع الذكاء الاصطناعي. فما انعكاسات هذه الثورة على عقول البشر ووظائفهم؟
وناقشت حلقة (2023/7/10) من برنامج "للقصة بقية" مع خبراء موضوع ثورة الذكاء الاصطناعي، والهواجس المحيطة باستخدام تطبيقاته العديدة وتأثيرها على القوى العاملة البشرية، وما يمثله استخدام بعضها من تهديد لقيم الخصوصية والاستقلالية الفردية.
وبخصوص ثورة الذكاء الاصطناعي، وصف المدير التنفيذي المؤسس لمعهد قطر لبحوث الحوسبة أحمد خليفة المقرمد هذه الثورة التكنولوجية بأنها مهمة جدا في حياة البشر، وهي كأي تكنولوجيا لها سلبيات ولها إيجابيات، مؤكدا أن قطر من أوائل الدول التي أعلنت إستراتيجية بشأن استخدام هذه التكنولوجيا، وهناك نقاش جاد حول دراسة مخاطر استخدامها.
وبينما استبعد أن تستحوذ الآلات على وظائف البشر، وإنما تكون مكملة لهم، قال أحمد خليفة إنهم في معهد قطر للبحوث والحوسبة توصلوا من خلال دراسة قاموا بها إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستحوذ على بعض الأعمال المكتبية والروتينية، لكنه لا يمكن أن يحل محل الموظف.
وفي ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، يكون التركيز في المقابل على ترقية الموظفين وتدريبهم لرفع مستواهم لتحسين الأعمال التي يقومون بها، وهو ما يحدث في قطر، كما أوضح المدير التنفيذي المؤسس لمعهد قطر لبحوث الحوسبة في حديثه لبرنامج "للقصة بقية".
وعن موقع المنطقة العربية من ثورة الذكاء الاصطناعي، أكد خليفة المقرمد أن هناك تقدما في استخدام هذه التكنولوجيا، وهناك معاهد بحثية جديدة في هذا المجال في بعض الدول العربية، على غرار قطر، لكن الأمر ما زال في بدايته وهناك حاجة للاهتمام بالبنية التحتية وبنية المعلومات تحديدا.
خطورة الذكاء الاصطناعي
من جهته، أعرب خبير الذكاء الاصطناعي والحوكمة الدكتور دانيال آرايا عن تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي، لكنه حذر من أن خطورته مرتبطة بالمنظومة الاجتماعية، ولذلك يجب تنظيمه على المستوى العالمي، خاصة على مستوى استخدام البيانات التي تغذي الذكاء الاصطناعي.
وتوقع أن المجتمعات الصناعية هي التي ستتأثر أكثر من غيرها، وقال إن تغيرات اجتماعية ستحدث خلال العقد القادم بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي.
وشدد دانيال على أهمية وضع التشريعات لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي، ودعا إلى ضرورة أن تشرع الدول في نقاش حول القطاعات التكنولوجية الجديدة وكيفية وضع قيود عليها، مشيرا إلى أن جزءا من المشكلة يرتبط بالنظام التعليمي الذي وصفه بالبالي.
وفي السياق نفسه، أشار المدير التنفيذي المؤسس لمعهد قطر لبحوث الحوسبة إلى أهمية وضع قوانين وتشريعات لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي، وإلى وجود تعاون دولي في هذا المجال، خاصة بين الدول الصغرى التي تتشابه ظروفها، لكنه أوضح أن التقنين يتبع التكنولوجيا.
يذكر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أقرت إطار عمل عالميا للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي يحدد طرق الاستفادة القصوى منه مع تقليل المخاطر الناجمة عنه.
وحسب خبراء، فإن الذكاء الاصطناعي هو برمجيات وتقنيات قادرة على محاكاة الذكاء البشري في حل المشكلات ومعالجة البيانات وأداء المهام.
المصدر : الجزيرة