قائمة الموقع

الذكرى الـ22 لاغتيال القائد القسامي فواز بدران من طولكرم

2023-07-13T11:21:00+03:00
فواز بدران
الرسالة نت - الضفة المحتلة

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ22 على اغتيال مجهّز الاستشهاديين القائد القسامي الشهيد فواز بشير بدران (27 عاماً)، من بلدة دير الغصون بمدينة طولكرم في الضفة الغربية.

سيرة الشهيد

ولد فواز في اليوم السادس عشر من شباط/ فبراير لعام 1974، في بلدة دير الغصون بطولكرم، وله أربعة إخوة وعدد من الأخوات، أحدهم الشهيد سيف الله بدران الذي استشهد بتاريخ 1/1/2003 في عملية فدائية بمستوطنة "مئور" قرب الخضيرة بالداخل المحتل، ولا يزال جثمانه محتجزًا حتى الآن.

التحق بمدارس طولكرم، ودرس المرحلتين الأساسية والثانوية في مدارسها، وكان مميزاً بين أقرانه بحب العلم والدين والوطن، وتعليم رياضة "الكراتيه"، والتحق بالمسجد لتعلم "علم الحديث"، وبذلك يكون الشهيد قد ابتدأ حياته في طاعة الله وحب المساجد وتعلق قلبه بها.

حصل على الثانوية العامة في الفرع العلمي، ليجمع بين العلم والدين والأخلاق، مدفوعا بالفطنة والذكاء، وانتقل إلى الأردن لإكمال دراسته الجامعية، والتحق بجامعة عمان الأهلية في الفترة بين عامي 1991 و1992، وبدأ دراسة الكمبيوتر بناء على رغبة والده.

تزوج من فتاة فلسطينية فاضلة ومن أصل كريم، ورزق منها بابنتين وولد هم: "عزة" و"بيسان" وآخرهم "أحمد".

كان فوّاز مميزاً في دراسته، وبدا تميزه في أروع صورة عندما أتمّ حفظ القرآن الكريم بسبع قراءات، ليس هذا فحسب بل وحاز على السند بالتواتر في زمن قدره ثمانية شهور.

أداء العمرة

ورغم عزمه على دراسة الكمبيوتر إلا أن قلبه بقي متعلقا بالدين، وكان شديد الرغبة في دراسة أفضل العلوم ألا وهي العلوم الشرعية والفقهية، فدفعه ذلك إلى الالتحاق بكلية الدعوة وأصول الدين في عمّان عام 1992/1993م حتى حاز على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية بامتياز.

وعادت به أيام الطفولة إلى العلم الذي أحبه منذ صغره والذي تربى عليه في المساجد، فالتحق في عام 1996/1997م بجامعة آل البيت في الأردن ليحصل بعدها على درجة الماجستير في علم الحديث.

 وفي تلك الفترة عمل أستاذا لمادة التربية الإسلامية واللغة العربية للصفوف الثانوية في مدرسة العروبة بضاحية الروضة في عمان، وكان يدرّس التجويد في مسجد عبد الرحمن بن عوف بمدينة صويلح ليربي الأجيال على حب كتاب الله كما تربى هو على حبه ليكون من أهل القرآن حفظا وعملا وتعليما.

أدى العمرة مرتين، وكانت الأولى مع طلاب الجامعة، أما الثانية من أجل والدته، بعد أن فاجأها بحجز تذكرة السفر لتؤدي العمرة التي طالما انتظرتها مع فلذة كبدها.

وفور حصول فوّاز على فرصة العودة إلى أرض الوطن ومسقط الرأس، سارع عام 1999 إلى الاستقرار بطولكرم مع والدته التي ضمته في أحضانها، وهي تجد فيه الأمل والسند والهمة التي تناطح بها عنان السماء.

عمل مدرسا في مدرسة الأقصى بطولكرم، واستأجر بيتاً جديداً ليعيش فيه مع زوجته، ولكنه ما نسي يوما أن له أمّاً تنتظره لحظة بلحظة، فكان يأتي لزيارتها في كل يوم برفقة زوجته وأطفاله.

ونال المركز الأول في مسابقة حفظ القرآن الكريم، والتي أجرتها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، لكنه رفض أخذ الجائزة المالية واكتفى بتكريمه بمصحف وقلم.

رحلة الجهاد

تعلم شهيدنا كيفية تصنيع مادة المتفجرات من أحد الطلاب الشيشان الذين رافقهم خلال دراسته الجامعية، وعند عودته إلى طولكرم قبل بداية الانتفاضة بأشهر، بدأ بالعمل والتجهيز وعرض الأمر على القائد القسامي عباس السيد، والذي رفض الفكرة بالبداية قبل أن يوافق عليها.

قام بتجنيد أحمد الجيوسي مع بداية الانتفاضة، وتعليمه تصنيع المادة المتفجرة والعبوات الناسفة، واستكمل ذلك بتجنيد أحمد عمر عليان من طولكرم، لينفذ عملية استشهادية في نتانيا بتاريخ الرابع من آذار/ مارس 2001، وأسفرت العملية عن مقتل 4 صهاينة وجرح ما يزيد عن 40 آخرين.

موعد الشهادة

بعد أن نجحت المادة المتفجرة قام فواز بعرض الأمر على القائد القسامي عباس السيد، فوافق بشدة وتم التنسيق ما بين قيادة طولكرم ونابلس لاستقبال فواز بدران في نابلس والاستفادة من العلم الجديد الذي بحوزته، وهكذا انضمت المجموعة الثانية لقيادة عباس السيد.

إلا أن الاحتلال قام مباشرة باغتيال فواز بدران من خلال وضع عبوة داخل سيارة من نوع "ميتسوبيشي" بالقرب من منزله، ما اخترقت الشظايا جميع جسده الطاهر، وكان ذلك يوم الجمعة الموافق 13/7/2001م، وبعدها قامت أجهزة السلطة بعمليات تفتيش واسعة فوجدت كميات كبيرة من المتفجرات.

وقد أصبح أحمد الجيوسي بعدها مطلوباً لهم وللاحتلال، فتم إعطاء التعليمات من عباس السيد لأحمد الجيوسي بمغادرة طولكرم إلى نابلس والبقاء فيها وهذا ساعد أيضا في الاستفادة مما لدى أحمد من خبرة جديدة في تصنيع المادة المتفجرة، التي اكتسبها من فواز قبل استشهاده.

لقد عرف شهيدنا فواز طريقه منذ البداية ورسم لها خارطة الوصول، وأحسن الاختيار فبلغ الهدف، أرادها شهادة مشرّفة بقلب قرآني نقيّ، فوجدها على قارعة الطريق تنتظره على رصيف مدخل بيته، حيث ترك العدو الغادر الجبان سيارة مفخخة له أثناء عودته إلى المنزل.

حرية نيوز

اخبار ذات صلة