شهدت مدينتا أم الفحم، وطمرة، وبلدة الفريديس، اليوم الجمعة، تظاهرات احتجاجية، ضدّ الجريمة واستفحالها في المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، وتواطؤ شرطة الاحتلال، وتقاعسها عن محاربتها، وبالتزامن مرّ موكب رئيس حكومة الاحتلال (الإسرائيلية)، بنيامين نتنياهو، خلال التظاهرة على مفرق الفريديس.
وشارك العشرات من أهالي مدينة أم الفحم، ومنطقة وادي عارة، اليوم الجمعة، في صلاة جمعة، أقيمت في ساحة السوق البلدي في المدينة، والتي توجّه المشاركون بعدها إلى مركز الشرطة الجديد، حيث احتجوا على تواطؤ الشرطة في ما يخصّ محارية الجريمة، مطالبين بإيجاد حلول.
ورفع المشاركون في المظاهرة اللافتات التي تطالب الشرطة بإيجاد حلول، والتحرك الفوري بصدد الجريمة المتفشية في المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل.
وجاءت الصلاة والمظاهرة بدعوة من التحالف الفحماوي لمحاربة العنف والجريمة المتفشية في المدينة.
وتولّى خطابة صلاة الجمعة رئيس حركة شباب التغيير في مدينة أم الفحم، علي عدنان بركات، الذي تحدث عن الجريمة المتفشية في المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل، وضرورة العمل بشكل موّحد ضد الجريمة التي تفتك بالمجتمع العربي.
وأكد بركات خلال خطبته على العمل الموّحد ضد الجريمة، ووضع كل الأمور الأخرى جانبًا من أجل المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل.
ووجه بركات لجيل الشباب، بضرورة العمل بشكل فوري، وعدم انتظار التعليمات من السياسيين واللجان الشعبية، إنما العمل بشكل موّحد بين أطياف الشباب، حتى يعيش المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل بأمن وأمان.
وفي طمرة، شارك العشرات من أهالي المدينة، اليوم الجمعة، في وقفة تحت شعار: " هبة البلد لمواجهة العنف"، وذلك أمام مسجد الرحمة.
وردّد المشاركون شعارات تندد بتواطؤ الشرطة، ورفعوا شعارات من قبيل: "الدم العربي مش رخيص".
وتأتي الوقفة بدعوة من بلدية طمرة والمجلس البلدي، واللجنة الشعبية، ورابطة الأئمة، وبخاصة بعد ازدياد محاولات جبي الإتاوة من أهال في المدينة.
وأشار رئيس بلدية طمرة، سهيل ذياب إلى أن "هذه الوقفة، بمثابة انتفاضة ضد العنف، وهي رسالة وحدة وتضامن وتكاتف لأهالي طمرة، فمن يتعرّض لمواطن طمراوي، فهو يتعرض لجميع أهالي طمرة".
وأضاف: "لن نصمت فقد طال سكوت المجتمع العربي، حيث لم نقم بواجبنا كمجتمع لمحاربة العنف، وآن الآوان أن نقف متحدين أمام هذا العنف المستشري بمجتمعنا. فجميعنا نعرف الأشخاص الذين يطلقون النار، ولكن الجميع يصمت بسبب الخوف، ولكن علينا كأهال، مقاطعة المجرمين".
من جانبه، قال رئيس اللجنة الشعبية في طمرة، محمد صبح: "هذه الوقفة هي وقفة بلد وشعب بأكمله ضد العنف والجريمة، وضد تواطؤ الشرطة والحكومة والشاباك، نحن قلنا دائما إن الدم العربي ليس رخيصا، ولا يمكن لـ’عدّاد’ القتلى العرب، الاستمرار بازدياد دون تحرك منا. وقد تحرك في السابق مجتمعنا في خطوات عملية، حيث كانت مدينة طمرة السباقة في هذه القضية، ولكن بعدها طرأ تراجع، ونحن الآن أمام خيارين؛ التحرك لمواجهة العنف، أو جميعنا سنقتل".
ودعا صبح للمشاركة في "الوقفات التي سيتم الإعلان عنها، والتي ستبدأ في المدينة، ومن ثم الخروج إلى مفترق المدينة، وصولا إلى إغلاق شوارع رئيسية".
وقال: "نحن بصدد تشكيل لجان حراسة محلية، فالموضوع قيد البحث".
بدورها، قالت المربية مريم عواد، عضو اللجنة الشعبية: "مجتمعنا العربي الفلسطيني في الداخل، يواجه نكبة جديدة، تهدد أمننا واستقرارنا، ووجودنا بسبب الجريمة المستشرية، وبسبب تواطؤ الشرطة، والسياسيات الممنهجة للحكومات المتتالية، والتي أدت الى استفحال الجريمة، وانتشار تجارة السلاح والمخدرات والسوق السوداء".
وأضافت: "في جميع هذه الملفات، ليس هناك معتقلون، وليس هنالك فكّ لرموز أكثر من 90% من هذه الجرائم، وفي الآونة الأخيرة، ازدادت مثل هذه الأعمال في مدينتنا طمرة... عصابات الإجرام تستبيح أمننا، وتعيث فسادا وتهدد استقرارنا، تستغل تخاذل الشرطة، وما يسمى بوزير الأمن القومي، بن غفير، هو المشكلة وليس الحل".
وقال رئيس رابطة الأئمة في طمرة، الشيخ أسامة ياسين: "ديننا يدعونا لرفض دفع مال (الإتاوة) ورفض الجريمة التي قضت علينا. نحن أمام مواجهة كبيرة، واجرام منظم نستمر بالدفاع عن حقنا وارضنا وبيتنا ومالنا وحقوقنا، حتى نستطيع ان نغير هذا الوضع الذي نعيشه".
وتظاهر العشرات، اليوم، عند مفرق الفريديس الرئيسي، وذلك احتجاجًا على جرائم القتل المتفشية في المجتمع العربي، في تظاهرة تأتي بعد مقتل مساعد رئيس مجلس المحلي، أمس الخميس.
وأغلق المتظاهرون مفرق البلدة الرئيسي، وذلك احتجاجا على تفشي الجريمة في المجتمع العربي بشكل عامّ، وفي الفريديس كذلك.
وعرقل المشاركون في المظاهرة، موكب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي مرّ من مفرق الفريديس، وذلك بعد إغلاقه.
المصدر: عرب 48