القاهرة – الرسالة نت
كشف الدكتور حسام بدراوي، الذي شغل منصب الأمين العام للحزب "الوطني" الحاكم لعدة أيام قبل أن يقدم استقالته الجمعة، أن الرئيس حسني مبارك أعلن تنحيه من منصبه يوم الخميس، أي في ذات اليوم الذي أعلن فيه عن تفويض صلاحيات منصب رئيس الجمهورية لنائبه عمر سليمان، الأمر الذي شكل صدمة لملايين المصريين الذين كانوا يترقبون إعلانه التنحي.
وقال بدراوي في تصريحات نشرتها "المصريون" إن أنس الفقي وزير الإعلام رفض إذاعة بيان التنحي على الجماهير في ليلتها، لأسباب قال إنه لا يعلمها، وبدلاً من ذلك جاء الخطاب الذي أعلن فيه مبارك تفويض اختصاصاته لنائبه، على خلاف توقعات المصريين الذين تأهبوا لإعلانه التنحي، في أعقاب صدور البيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة مساء الخميس.
وكان بدراوي صرح مساء الخميس- قبيل خطاب مبارك الذي بث في وقت متأخر من ذلك اليوم- إنه يتوقع أن يعلن مبارك تنحيه، وإنه سيندهش إذا ما استمر حتى يوم الجمعة، بيد أنه خالف التوقعات واستمر مكانه حتى أعلن نائب الرئيس عمر سليمان مساء أمس الأول تخلي الرئيس عن السلطة في بيان مقتضب.
وأشاد بدراوي بثورة الشباب التي نقلت مصر إلى مصاف جديد سيعيد إليها مكانتها العربية والدولية مرة أخرى، وأعرب عن تفاؤله بأن الأيام القادمة ستحمل كل الخير لمصر ولشعبها الذي ظلم وقهر من نظام "فاش لا يرضي أن ينتقده أحد أو يخرج من عباءته أحد".
وطالب صناع الثورة والأحزاب السياسية وكل مواطن مصري يخاف على بلده أن "يخاف عليها ولا يعيدها إلى نقطة الصفر"، ودعا الشعب المصري إلى مسامحة الموالين للنظام السابق، بزعم أنهم كانوا مجبرين على ذلك وإن امتنعوا فسيكون مصيرهم السجن أو التشويه السياسي والأخلاقي.
وأكد بدراوي أن وزارة الداخلية هي التي كانت تدير شئون البلاد، وقال إن اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المقال كان "الرئيس الفعلي لمصر ولا يستطيع الرئيس مبارك أن يعارضه كثيرا لأنه وضع ثقته فيه، فكانت ميزانية الداخلية أكبر من ميزانية التعليم والصحة".
وقال بدراوي إن السبب الحقيقي وراء استقالته بعد أيام قليلة من قبوله منصب الأمين العام للحزب خلفا لصفوت الشريف هي "محاولة تحميلي أوزار قيادات الحزب السابقين جراء ما فعلوه من تزوير وتجاوزات في حق البلد".
وأضاف: "عندما كلفت بتولي الأمانة العامة كانت أرغب فى بعض الإصلاحات التي أراها تأخرت أكثر من 25 عاما، لكن عندما وجدت نفس الأشخاص مستمرين في مواقعهم داخل الحزب تقدمت باستقالتي احتراما لنفسي ولتاريخي، فأعضاء الحزب لن يتغيروا ولن تتغير معهم سلوكهم التي اكتسبوها على مدار أعوام طويلة".
لكنه قال إن "هناك أعضاء محترمين جدا حاولوا مرارا التغيير دون جدوي بسبب القيادات القابعة التي لا تريد التغير الحقيقي".
وقلل بدراوي مما كان يتردد حول دور جمال مبارك أمين السياسات السابق داخل الحزب، موضحا أنه لم يكن له دور ملموس وفعال والأمور كلها في أيدي أحمد عز أمين التنظيم وصفوت الشريف الأمين العام والدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد.
ووصف جمال مبارك بأنه "شخص طيب إلى حد الضعف، ولم يكن لديه القدرة على إدارة الأمور، لذا كان احمد عز مسيطرا علية إلى أبعد الحدود".
وذكر أن عمليات التزوير التي شابت انتخابات مجلس الشعب الأخيرة كانت بإيعاز من أحمد عز الذي كلّف وزير الداخلية تلك المهمة وإجراء التزوير خاصة في الدوائر الهامة المرشح فيها الوزراء والقيادات.
وأضاف: ساعد جمال مبارك في حدوث هذا التزوير بعد أن وردت تقارير تفيد أن "الإخوان المسلمين" وأحزاب المعارضة ستحصل على ثلث المقاعد بالبرلمان، موضحا أن هيئة مكتب الحزب جميعها تعاونت في هذا التزوير ووصفته بالانتصار، وأكد أنه وعددا من أعضاء الحزب "الوطني" رفضوا تلك التجاوزات.
وقال بدراوي إنه تقدم أكثر من مرة باستقالته من الحزب، بسبب تجاهل آرائي لكن جمال مبارك كان يوعدني بأن تلك التجاوزات لن تستمر ولكن للأسف كانت تتكرر. ولم يقرر بدراوي بعد ما إذا كان سيعتزل العمل السياسسي أم يتفرغ لمهنة الطب.