في أحد بيوتِ بلدة "جبع" المقاوِمة والشّاهدة على جرائم الاحتلال على مدى سنواتٍ طويلةٍ، تطلّ نتائج الثانوية بشيءٍ من الفرحة وكثيرٍ من الألم، ففرحة "ياسين" ابن القيادي في حركة حماس نزيه أبو عون بنجاحه في الثانوية العامة منقوصة لوجود والده في زنازين الاحتلال الصهيوني.
الصبرُ والجلدُ بديا على وجه الطالب "ياسين" ووالدته المكلومة الصابرة على فراق زوجها الذي يقبع في زنازين الاحتلال التي تحرمه من الفرحة في كثيرٍ من المناسبات العائلية.
الطالب "ياسين" أهدى نجاحه لأهالي الشهداء والجرحى ولوالده الأسير "نزيه أبو عون" في سجون الاحتلال.
وأعقب بالقول: "الحمد لله، درست وصبرت ونجحت، ليست المرّة الأولى التي يغيب فيها والدي في أفراحنا وأحزاننا، فرحتي منقوصـة، وهذا ما نعانيه بسبب الاحتلال الصهيوني".
وتابع: "الاحتلال يتعمّد سرقة الفرحة من قلوبنا، وهذا حالنا وحال الشعب الفلسطيني، لقد مضت سنة عصيبة على شعبنا وعلى جبع التي قدّمت العديد من الشهداء".
أما زوجة القيادي الأسير "نزيه أبو عون" فأهدت نجاح ابنها لزوجها في سجون الاحتلال، متمنّية أن يفرج عن جميع الأسرى وزوجها حتى تكون الفرحة فرحتين.
21 عامًا من الغياب في سجون الاحتلال
وواصلت بشيءٍ من الحزن والصبر: "الشيخ غاب عن مناسباتنا 21 عامًا ولم يشاركنا أفراحنا ولا أحزاننا، وأجرنا عند الله لا يضيع من صبر واحتسابٍ.. لقد غاب الشيخ أيضًا عن أفراح أبنائه الآخرين خلال السنوات الماضية".
ويبلغ الشيخ القيادي في حركة حماس نزيه أبو عون من العمر 58 عامًا، وقضى في سجون الاحتلال 21 عامًا، ويعد أحد أعمدة الحركة الأسيرة حيث نال في عام 2010 لقب عميد الأسرى.
واعتقل الشيخ عدة مرات في سجون السلطة، وفي 18 أغسطس 2022 أعاد الاحتلال اعتقاله مرة أخرى وما زال معتقلًا حتى اللحظة.
حماس تُبارك للناجحين بالثانوية العامة
وكانت حركة المقاومة الإسلامية حماس قد باركت لأبنائنا المتفوّقين والناجحين في الثانوية العامّة بقولها: "إننا إذ نبارك لأبنائنا المتفوقين والناجحين في الثانوية العامة، ونشدّ على أيادي كل طلبتنا لمواصلة مسيرتهم التعليمية بكل عزم وإصرار؛ لَنشيد بإرادتهم وصمودهم ومواجهتهم بكل إرادة بطش الاحتلال وظلمه وإرهابه، والذي مارَسه بكل وحشيّة وفاشيّة، ضد كل مسارات الحياة لشعبنا الفلسطيني المجاهد، ومن ضمنها العملية التعليمية".
ودعت الحركة طلبتنا وطالباتنا إلى المزيد من النجاحات والإنجازات العلمية التي تهيّئ لشعبنا مقوّمات الصمود والتقدّم، وترسّخ المقاومة الشاملة في مواجهة مخططات العدو التي تستهدف أرضنا ومقدساتنا وهويتنا الوطنية.
وأبرق القيادي حسين أبو كويك في وقت سابق اليوم، بالتهنئة إلى الناجحين من طلبة الثانوية العامة، ولا سيما من أبناء الشهداء والأسرى والمهدّمة بيوتهم وأصحاب الجراح والذين تحدّوا كل الظروف والصعاب خلال مسيرتهم التعليمية.
ورأى أن نجاح أبناء الشهداء والأسرى وأصحاب التضحيات الجسيمة، هو صورة مشرقة وفاضلة تبين حرص الشعب الفلسطيني على الحياة الكريمة والعزيزة رغم كل المعاناة بفعل الاحتلال وجرائمه.
وأشاد بنجاح أبناء الشهداء والأسرى الذين تعالوا على الجراح وصابروا وصبروا وحصّلوا ما يمكن تحصيله من الدرجات.
وكانت الكتلة الإسلامية في الضفة الغربية قد تقدمت من الطلبة الناجحين في الثانوية العامة وذويهم، بأحر التهاني والتبريكات، وخصّت بالذكر أبناء الشهداء والأسرى.
وتمنت الكتلة لمن لم يحالفهم الحظ أن يوفقهم الله في امتحانات الإعادة واللحاق بزملائهم الناجحين.
وقالت: إن الظروف الاستثنائية التي عاشها شعبنا هذا العام، كان لها انعكاسات مباشرة على طلبة الثانوية العامة وذويهم، حيث استشهد 6 من زملائنا الطلبة، واعتقل ما لا يقل عن 17 آخرين.
وأعلنت الوزارة، صباح اليوم الخميس، نتائج الدورة الأولى لامتحان الثانوية العامة للعام 2023، الذي تقدم له 87826 طالبًا وطالبة.