المنح الجامعية.. تتسرب من الباب الخلفي لأبناء فتح

الرسالة – محمود هنية

بينما يناشد العشرات من الطلبة المتفوقين للحصول على منح دراسية لتحقيق أحلامهم، ثمة غرف مغلقة يدار فيها توزيع منح لا يعرف شيئا عن تفاصيلها، وأبواب خلفية تسربّ عبرها لـ"الحبايب فقط".
لا يجب أن تكون الأول ولا حتى من الأوائل ولا ينبغي عليك أساسا أن تنافس على العشر الأوائل في الثانوية العامة، يكفي أن تكون ابنا لمسؤول في جهاز المخابرات لتحصل على منحة في الامارات، أو منتسبا لفتح لتنتسب لجامعة الاستقلال فهي فقط شرطها أن "تكون فتحاويا ومن عظام الرقبة أيضا".
رسميا تعلن وزارة التربية والتعليم العالي، عن جملة من المنح وهي في محصلتها العامة توزع ضمن إعلانات واضحة؛ لكن ثمة منح أخرى لا تندرج أساسا تحت وصاية الوزارة، رغم مطالبات أطلقها ائتلاف أمان للنزاهة والشفافية في سنوات عديدة، لادراج جميع المنح تحت مسؤولية الوزارة.
بدوره، كشف فايز سويطي الناشط في مكافحة الفساد، عن سيطرة حركة فتح على منح بجامعات ودول، و تتحكم بها بشكل كامل.
وبيّن السويطي لـ(الرسالة نت)، أن هناك متنفذين بالسلطة يتحكمون بمنحة الامارات، وهم من يرسلون الأسماء بعيدا عن وزارة التربية والتعليم.
ولفت إلى أن فتاة من عائلة عوا اشتكت من أنها لم تقبل في المنحة قبل عامين رغم حصولها على معدل 97% ، في وقت قبلت أخرى كونها ابنة قيادي من تنظيم فتح.
وتكرر العام الحالي وقبل أيام فقط، قبول ابن مسؤول في جهاز المخابرات ومعدله لم يتجاوز 82%، بحسب السويطي.
وبيّن أن منحة الامارات تمت بناء على تنسيق بين جبريل الرجوب والاماراتيين، ثم بعد ذلك منحها للتنظيم ليتحكم بها بشكل كامل.
وأوضح أن جامعة الاستقلال في أريحا، تقبل أبناء فتح بتزكية من الحركة، مهما كان معدل المتقدم.
وذكر أن الجامعة تختار المنضمين إليها وفق معاير أمنية، مبينا أن الجامعة مخصصة لأبناء قيادات السلطة أو أبناء حركة فتح، وانتسب إليها أفراد من أبناء قيادات فتح في غزة او أجهزتها الأمنية، ولا تفتح أبوابها لحصة حقيقية لأبناء القطاع.
وأضاف: "الجميع في الضفة يعرف ان جامعة الاستقلال هي لفتح وفقط، والانتساب لها قائم على مبدأ السلامة الأمنية".
  توظيف سياسي!
أما في قطاع غزة فتوزع على الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة منحتين رئيسيتين وهما منحتي الرئيس ومجلس الوزراء، وهما تبعا لمصادر مسؤولة في التربية والتعليم تتمان بشكل معروف وواضح وضمن معايير محددة لا يجري غالبا التلاعب فيها.
لكن ووفق الجامعات فإن منحة الرئيس التي توزع على أوائل الطلبة تتأخر غالبا لسنوات، فبحسب مصادر في بعض الجامعات الفلسطينية، تتأخر فيها الدفعات المالية لسنوات طويلة، وبعضها يمتد حتى مع انتهاء الطالب لدراسته الجامعية.
وبررت جهات في وزارة التربية والتعليم العالي برام الله تأخر المنح لنقص السيولة غالبا؛ لكنها في كل الأحوال تخدم عديد الطلبة من المتفوقين.
لكنّ وفي المقابل يجري التلاعب في منح أخرى عبر الكتل الطلابية، وبعضها تكون عبارة عن منح مالية.
في إحدى الجامعات التي تسيطر عليها حركة فتح، قد تتفاجأ حين ينادي رئيس الجامعة، رئيس مجلس الطلبة بـ"يا عم فلان"، والقول هنا لأحد مسؤولي الأطر الطلابية في القطاع، في دلالة على مدى تحكم رئيس مجلس الطلبة في ادق التفاصيل التي وصلت حد تعيين عقود في هذه الجامعة.
ومن بين صلاحيات رئيس مجلس طلبة هذه الجامعة، توزيع منح داخلية وخصومات لبعض الطلبة المنتسبين للشبيبة الفتحاوية فقط، في سياق استقطابهم تحسبا لاي انتخابات قادمة، خاصة مع احتدام التنافس داخل هذه الجامعة بين اقطاب حركة فتح.
وكان حسام العجوري مفوض عام منظمة الشبيبة في ساحة غزة، قد تحدث في تصريح سابق لـ (الرسالة نت)، عما يجري في هذه الجامعة بالقول: " هذا الفريق يعتبر الجامعة بقرة حلوب، يمارس فيها البلطجة والعربدة، ويعمل على توظيف أبناء وأقارب وفق نظام الشللية".
وحاولت (الرسالة) التواصل مع إدارة الجامعة للتعليق على قضية إدارة المن الدراسية ؛ لكن الجامعة رفضت التعقيب .
وبذلت جهات فلسطينية مختلفة جهود مضنية ، لإجراء الانتخابات الطلابية في الجامعات الفلسطينية بقطاع غزة، بعد سنوات طويلة من الانقطاع، في خطوة رسمت طريقا مبدئيا لإمكانية اجرائها الفصل القادم، بحسب مصادر( للرسالة).
وانعكس الاتفاق المبدئي على أداء الفصائل الفلسطينية التي تداعت لزيارة طلبة الثانوية العامة لعام 2023، لكنها أيضا فتحت أبوابًا خلفية لتسريب منح خاصة في بعض الجامعات؛ لتترك سؤالا مشرعا حول من المتحكم بالمنح الطلابية؟

البث المباشر