أكدّت عوائل معتقلين سياسيين في الضفة، إن استمرار الاعتقال السياسي بحق أبنائهم، دليل على فشل لقاءات القاهرة سلفا.
وجاءت تأكيدات العوائل في تصريحات خاصة بـ(الرسالة نت)، تعقيبا على لقاء الأمناء العامين للقوى في القاهرة.
وأعلنت قوى فلسطينية عن مقاطعتها لاجتماعات القاهرة، بسبب رفض السلطة الافراج عن المعتقلين السياسيين، وكانت الرسالة قد كشفت في وقت سابق عن رفض السلطة لمطالب الفصائل، وأعلن ماجد فرج مسؤول مخابرات السلطة بحث القضية بعد الاجتماع.
بدوره، قال المحامي مصطفى شتات، إن رسالتهم واضحة وتتلخص في ضرورة الافراج عن المعتقلين السياسيين فورا وبدون شروط، كون الملف أحد أهم الأسباب لحفظ السلم الأهلي في البلد، وبناء مشروع وطني جديد.
وأكدّ شتات أن استمرار الاعتقالات السياسية بحد ذاته يمثل معضلة وطنية كبيرة، مبينا وجود 200 شخص ما بين معتقل سياسي واستدعاء ومعتقلين سابقين لدى السلطة.
وأوضح شتات أن استمرار الاعتقالات سيكون عقبة أمام أي لقاء سياسي ووطني، وهذا يحتم من الجميع العمل على انهاء الملف.
من جهته، قال أبو أسيد معلا والد الشاب أحمد المعتقل لدى أمن السلطة منذ 114 يوما، إن الوحدة لا يمكن أن تتحقق دون سلوك يترجمها، والذي يتمثل في الحد الأدنى بالإفراج عن المعتقلين.
وأكدّ معلا لـ(الرسالة نت) أنّ السلطة تتذرع بالاعتقالات لحماية المعتقلين، لكن على ارض الواقع يجري تسليمهم واعتقالهم لدى الاحتلال، "من يخرج من عندها تتلقفه سلطات الاحتلال".
وأوضح معلا أن هذه الاعتقالات رسالة واضحة بعدم وجود رغبة للوحدة الوطنية أو انهاء الانقسام.
وبيّن أن رسالة عوائل المعتقلين تتمثل في ضرورة الافراج الفوري عن كل أبنائهم، واعتبار الاعتقالات جريمة وطنية، لافتا إلى تعرض ابنه أحمد لتعذيب شديد على يد الأمن الوقائي عند اعتقاله في المرة الأولى.
وعدّ معلا رفض السلطة الافراج عن نجله واخوانه المعتقلين، بمنزلة رسالة سلبية لإفشال اللقاءات سلفا.
وقالت زوجة المعتقل السياسي مفدى سعادة، المعتقل هو و3 من أشقائه لدى أمن السلطة، إن استمرار هذه الاعتقالات هي رسالة واضحة بعدم رغبة السلطة التعامل مع هذا الملف، وأنها معنية باستمرار معاناة عوائل المعتقلين.
وأكدّت سعادة لـ(الرسالة نت) إنّ وقف هذه الاعتقالات والافراج الفوري عن المعتقلين هي الرسالة الأكثر وضوحا لإنجاح أي مصالحة، والامتناع عن فعل ذلك يعني وجود رغبة في افشالها.
وذكرت أن المعتقلين تعرضوا لعديد أنواع التعذيب، وهذا ينسف الادعاءات بأن اعتقالهم لحمايتهم.
وشددّت سعادة على ضرورة انهاء الملف بما يمثله من انهيار أخلاقي ووطني يمسّ القضية الفلسطينية.
من جانبه، قال والد القائد القسامي المعتقل مصعب اشتيه، إنّ الاجتماع هو مضيعة للوقت ولن يكون هناك أي جدوى منه طالما لم يفرج عن المعتقلين السياسيين في سجون السلطة.
وأوضح اشتيه لـ(الرسالة نت) أنّ السلطة لم ولن تفرج عن المعتقلين، وهذا بحديث رئيس السلطة الذي ربط بحث الافراج عن المعتقلين بعد الاجتماع، وهذا دليل عدم جديته في الافراج عنهم.
وذكر أنّ الاجتماع لكسب الوقت فقط من رئاسة السلطة، و"قرار الافراج عن أبنائنا لن يكون مطروحا على طاولتها ابدا".
وسجل مركز عروبة للدراسات، 63 حالة اعتقال سياسي في الضفة منذ دعوة رئيس السلطة محمود عباس لاجتماع أمناء الفصائل، طالت محرَّرين وشخصياتٍ عسكريةً وطلبةَ جامعات.
وأظهرت الإحصاءات أنّ أجهزة السلطة الأمنية قد كثفت من حملات الاعتقال على خلفيةٍ سياسيةٍ في الأيام التي تلت العدوان الصهيوني على جنين والدعوة إلى اجتماع الأمناء العامِّين.
وتركَّز السواد الأعظم من عدد المعتقلِين في هذه الفترة في المدن التي تنشط فيها مجموعات المقاومة، خاصةً مدينتَي نابلس وجنين، وتضمنت هذه الاعتقالات عددًا من الناشطِين في مجموعات المقاومة، منهم مطلوبون معروفون وملاحقون للاحتلال.
ونددّت قوى وفصائل فلسطينية عديدة باستمرار الاعتقالات السياسية التي رأت فيها مفجرا للقاءات القاهرة، ورغبة في افشالها.