قائمة الموقع

عباس يهادن خشية الخلع

2011-02-14T09:05:00+02:00

غزة- عبد الحميد حمدونة - الرسالة نت

يهرب محمود عباس الرئيس الذي يخشى الخلع على الطريقة التونسية أو المصرية إلى الأمام من خلال قرارات يسعى من خلالها إلى إعادة الحد الأدنى من العلاقة التي افتقدها على الصعيدين الشعبي والدولي.

وفاجأ عباس المراقبين المشغولين بالثورة المصرية ونتائجها بسلسلة إجراءات أولها اعتزامه إجراء انتخابات على مستويات مختلفة مروراً بإسقاط حكومة وتعين أخرى تلتزم نفس ذات النهج وانتهاءً بوقف مهاجمة دولة قطر الشقيقة وأميرها الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني.

تنازلات هائلة

وفقد عباس الذي يستفرد بالقرار الفلسطيني منذ سنوات الحضن الدافئ والداعم لطريقته في إدارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني قبل بضعت أيام.

ويعني خلع الرئيس محمد حسني مبارك ونظامه من سدة الحكم بداية النهاية لنظام عباس الذي بنى نظامه على الطرية المصرية بحسب مراقبون مخضرمون.

ويستدل من إصدار عباس تعميم يحظر على وسائل الإعلام الرسمية والناطقين الرسميين باسم منظمة التحرير والسلطة الوطنية وحركة فتح، التعرض للإساءة إلى أمير دولة قطر أو الحكومة القطرية أن الرجل بات يخشى على مسيرة المحتوم وهو الخلع.

وكان الإعلام الرسمي التابع لسلطة رام الله والناطقون باسمها وباسم المنظمة وفتح قد كالوا عشرات الاتهامات والسباب لقطر وقناة الجزيرة عقب كشف القناة الوثائق السرية لمفاوضات التسوية التي جرت بين السلطة و"إسرائيل" والتي تقدم تنازلات هائلة عن الحقوق الفلسطينية.

يشار إلى أن كبير المفاوضين في "م. ت. ف" الذي استقال من منصبه أو أقيل، كان قد اتهم في وقت سابق أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالمساهمة في شركات صهيونية تقوم على إعمار المستوطنات وهو الأمر الذي نفته السلطة فورا.

وقالت مصادر إن كلام عريقات كان أحد أسباب القرار الرئاسي وإن عريقات روجع فيما قاله وأبدى خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يوم السبت الماضي اعتذاره عن الكلام وطلب الرئيس عباس منه توجيه اعتذار علني لأمير قطر.

ولن تنسى كلمات المطرود ياسر عبد ربه الذي يعرف على أنه أمين سر اللجنة التنفيذية لـ" م. ت. ف" هجومه غير المسؤول على أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وقناة الجزيرة التي كشفت المستور.

عباس حيران

يقول الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة إن عباس يحاول من خلال سلسلة الاجراء التي اتخذها على الصعيدين المحلي والدولي مجاراة التغييرات العربية وإحساسه بأن أيامه باتت معدودة في سدة الحكم.

وقال أبو شمالة لـ"الرسالة نت": "عباس حيران ويلتقط أنفاسه الأخيرة بخطواته الأخيرة".

وحول استقالة حكومة فياض اللاشرعية، أشار إلى أنها مسرحية هزلية باتت مكشوفة وهي فقط تغيير حجارة شطرنج، مطالبا بتغيير الاستراتيجية السياسية لحركة فتح وإعدام النهج التفاوضي السابق وليس فقط تغيير الوجوه.

وأوضح أن التغيير في قيادة فتح لا يقدر عليه عباس ولا فياض، بقوله :"تغيير السياسة لا يستطيع فعلها قيادة فتح فقد سقطوا في أمور شائكة جرفت الشعب الفلسطيني إلى حافة الهاوية"، مبينا أن تلك الإجراءات لن تخفف من غضب واحتقار الشعب للمفاوضين المتخاذلين.

وعقب المحلل أبو شمالة على قرار محمود عباس بحظر مهاجمة أمير قطر من قبل قيادات سلطة رام الله، قائلا:" أقدر أن عباس اكتشف عار مراهنيه الذين كشفتهم قناة الجزيرة القطرية من خلال وثائق كشف المستور"، لافتا إلى أن عباس سارع إلى المهادنة لتبييض وجهه أمام أمير قطر والذي سودها فريقه المفاوض.

وأضاف بأن عباس وفريقه توهوا الرأي العام الفلسطيني وباعوا القدس بثمن بخس دراهم معدودة في محاولة منهم للقفز عن مضمون هذه الوثائق والتي بينت سقوطهم في التضحية بالقدس واللاجئين.

وعلى ما يبدو فإن عباس قد تعلم درسا قاسيا من أقرانه زين العابدين ومبارك، فعمد إلى تبييض وجهه مع الدول العربية كقطر، حتى لا تتكرر معه قصة الرئيس التونسي وهو في طائرته لا يعرف أين يهبط وقد لفظته جميع الدول عدا السعودية.

اخبار ذات صلة