الرسالة نت - خلود نصار
في الشوارع العتيقة لحي الدرج تشتم رائحة الماضي المنبعثة من اشكال منازلها ذات الحجارة المنقوشة و بعض معالمها المتبقية و رائحة جدرانها الرملية المخضرة التي بللتها أمطار الشتاء
سارت( الرسالة نت ) في شوارع حي الدرج لتستكشف بعض من معالمه التاريخية التي لا يعرفها الكثيرين .
(الأسبطة) في هذا الحي سر الحكاية القديمة فهي إحدى هذه المعالم التي ميزت المكان بشكلها و لونها الذي يميل للإحمرار و السباط هو ممر ضيق لا يتعدى عرضه الثلاثة أمتار له سقف مقوس يقع بين بيتين متقابلين ، و يعلو هذا السباط حجرة مقببة و يسمى السباط على اسم العائلة التي تملك هذه الحجرة كسباط العلمي و سباط كساب الذان يعتبران من الأسبطة الوحيدة المتبقية حيث وجدت بعض الاسبطة ولكنها إندثرت .
و يعود تاريخ هذا المعلم الإسلامي إلى عهد العثمانيين و يعتبر أحد عناصر المدينة الإسلامية التي كانت قائمة في مركز غزة التاريخي، والتي كانت تتكون من العديد من المباني والمنشآت التي لا يزال بعضها قائما إلى هذا اليوم مثل المسجد العمري الكبير، وسوق القيسارية، وحمام السمرة، وقصر آل رضوان .
و يذكر أنه تم ترميم هذه الأسبطة من خلال مركز عمارة التراث- إيوان التابع لقسم الهندسة في الجامعة الإسلامية في عام 2003 كخطوة أولى على طريق الحفاظ المعماري والترميم في منطقة حي الدرج حيث يسعى المركز إلى تحقيق هدفه الرئيسي بالحفاظ على المباني الأثرية وذلك من خلال أرشفتها وتوثيقها والتعريف بها, كذلك التواصل مع الجهات الممولة والداعمة والمهتمة بالتراث المعماري لإيجاد سبل تعاون لتمويل ترميم وإعادة تأهيل لهذه المباني سواء مهجورة أو مستخدمة.
و تذكر منسقة المشاريع بمركز إيوان المهندسة نشوة الرملاوي و التي رافقت (الرسالة) خلال جولتها أن الهدف من بناء الأسبطة كان التظليل أسفل منها لأنها كانت مسقوفة و كذلك لإعطاء نوع من التوسعة سواء للشارع الواقعة عليه أو للبناء الملاصق له، كما أنها كانت تشكل مداخل رئيسية للحارات وتفصل بين الحارة والأخرى .
و تشعر عائلتي كساب و العلمي بالفخر لكون السباطين حملا اسمي عائلتهما و أنهما ما زالا يحتفظان بشيء من الموروث التاريخي .
و يذكر سهام العلمي أحد ملاك بيت العلمي الأثري و الذي سمي سباط العلمي نسبة لعائلته أنه سكن في منزله الأثري ما يقارب الخمسون عام و يعتز بهذا السباط التاريخي الذي يبلغ عمره ما يقارب ستمائة عام و الذي لن يقبل ببيعه مهما كانت الظروف .
و بهذا تكون الأسبطة شاهدا رئيسيا على عراقة مدينة غزة و تاريخها الذي ما زال حيا رغم موت من صنعوه .