دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الأستاذ خالد البطش، إلى تهيئة الأجواء الإيجابية للوحدة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين بالضفة ، مؤكدا أن الاختلاف في الموقف حول الاعتقالات السياسية بالضفة لا يعني دخول الحركة في صراع أو مناكفة أو افتراق مع حركة فتح.
وجدد القيادي البطش العهد مع الله ومع الشهداء باستمرار المقاومة ورفض كل أشكال الاعتراف بالعدو وكل مشاريع التسوية والتطبيع مع الاحتلال، والتمسك الدائم بوحدة الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة للقيادي البطش خلال مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها حركة الجهاد الإسلامي بعد صلاة الجمعة اليوم، انطلاقا من المسجد العمري الكبير بغزة، وذلك نصـرة للمقـاومـة و استنكاراً للاعتقـالات السياسيـة فـي الضفـة ورفضـاً للحصـار المفـروض علـى قطـاع غـزة، وتأكيـداً علـى الوحـدة الوطنيـة.
وتتزامن المسيرة مع الذكرى السنوية الأولى لمعركة وحدة الساحات التي خاضتها سرايا القدس والمقاومة، وارتقى خلالها ثلة من قادتها ومقاتلهيا، على رأسهم الشهيد تيسير الجعبري، قائد اللواء الشمالي للسرايا، والشهيد خالد منصور، قائد لوائها الجنوبي.
وأدان القيادي البطش الاعتقالات السياسية التي وصفها بأنها شكلت ندبا أسودا في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني وطعنة في ظهر المقاومة وعمّقت الأزمات الداخلية وكرّست الفرقة بين أبناء الصف الواحد، إلى جانب مساهمة تلك الاعتقالات في إضعاف جذوة المقاومة وروحها الوطنية وتكميم الأفواه وكبت الحريات العامة.
وأوضح أن اعتقال المقاومين في الضفة دفع حركة الجهاد الإسلامي ومعها بعض الفصائل الأخرى، لرفض المشاركة في لقاء الأمناء العامين بالقاهرة، داعيا الرئيس عباس لإصدار تعليماته بوقف الاعتقالات السياسية.
وطالب الأستاذ البطش بالاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة في مواجهة الاحتلال والاستيطان ، تبدأ بتشكيل قيادة وطنية موحدة تتولى حماية أهل الضفة والتصدي لزعران المستوطنين الذين يحرقون بيوت أهل حوارة وبيت لحم وعصيرة الشمالية وترمسعيا، وتشكيل مجلس وطني جديد ومجلس مركزي جديد، والتحلل من كل الالتزامات السياسية والأمنية مع الاحتلال الصهيوني .
وأكد على أهمية تفعيل الإطار القيادي للأمناء العامين، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة ووقف كل العقوبات عنه، وناشد جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لاتخاذ القرار برفع الحصار عن غزة وتزويده بأسباب الصمود وحل أزمة الكهرباء المزمنة، مضيفا: فلا يعقل أن يضيء نفط العرب وغازهم أوروبا ومدن أمريكا فيما تبقى غزة ومخيماتها تعاني شدة الحر والظلام! ".
وجدد القيادي البطش الدعوة إلى وقف الاقتتال المؤسف في مخيم عين الحلوة وحماية المخيمات من كل المؤامرات التي تستهدفها وتستهدف سلاحها لصرف الشعب الفلسطيني عن مواجهة الاحتلال، موضحا أن استهداف قائد الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي، ليس إلا استفتاحاً لهذه المؤامرة التي تستهدف سلاح المقاومة والوجود الفلسطيني في مخيمات لبنان.
ودعا إلى وقف الصراع الداخلي في مخيمات لبنان والحفاظ على السلاح الذي سيكون له دور هام في معركة التحرير، وعدم الانجرار وراء الفتنة التي تهدف إلى خلق فوضى في لبنان لتبرير سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات والدخول في صراع هامشي مع الدولة اللبنانية وصرف الأنظار عن المعركة في الضفة الغربية وإشغال الناس في نفسها بدلا من تصعيد المقاومة ضد الاحتلال.
وشدد على أن سلاح المقاومة في الضفة الغربية وبالتحديد سلاح سرايا القدس هو لتحرير الضفة الغربية من الاحتلال ، وحماية المواطنين من اعتداءات المستوطنين وليس لمنازعة السلطة الفلسطينية سيادتها على الضفة.
وأشار القيادي البطش إلى أن الأزمة المفتعلة التي تدعيها إدارة وكالة الغوث ليست بعيده عما يدور من مؤامرة في مخيم عين الحلوة، مبينا أن أزمة الوكالة وغيرها من الأزمات المفتعلة هي لإشغال الشعب الفلسطيني عن مواجهة الاحتلال وخلق بيئة لتمرير مخطط ابتلاع الضفة الغربية وتهويد القدس.
وحذّر عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي من كل المؤامرات التي تستهدف وحدة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، معتبرا أن وكالة الغوث تحولت من جهة لتخفيف معاناة اللاجئين إلى أداة ضغط أمريكية على مخيمات الشعب الفلسطيني.
وأكد القيادي البطش أن المعاناة التي يعيشها أهل قطاع غزة تستدعي من الجميع التكاتف لتخفيف هذه المعاناة وتأمين العيش الكريم لشعب يقاوم الاحتلال ويواجه مخططاته، لافتا إلى أن الجهاد الإسلامي عملت لأجل ذلك على مدار الأعوام الماضية وبذلك جهوداً مضنية في سبيل إنهاء الانقسام لإيمانها بأنه المسبب في كل هذه المعاناة ، وأن الحركة ستواصل دورها في حماية الحريات العامة والنسيج المجتمعي وحماية الوحدة الوطنية والتوافق الوطني رغم كل المعيقات على الساحة الوطنية ، جنباً الى جنب مع كل القوى الوطنية والإسلامية وفي مقدمتها فتح وحماس.
وجدد الدعوة لرفع الحصار الظالم عن قطاع غزة وتعزيز صمود أهالي القدس والضفة وحماية صمود فلسطينيي الأرض المحتلة عام 1948، الذين يستهدفهم نتنياهو وبن غفير وسموتريتش بالقوانين العنصرية والإرهابية.