الرسالة نت
بات معروفا ان السوائل تلعب دورا كبيرا في صحة أجسامنا، ولا شك ان عصب هذه السوائل هو الماء، لذلك فان جميع الأطباء في المانيا لا يتوقفون عن النصح بالإكثار من شرب الماء، حيث انه يغذي كامل أعضاء الجسم بكل ما يحتاجه من السوائل، وهذا ما ذكره تقرير طبي نشرته مجلة ابوتيك روندشاو الطبية الذي فسر أيضا وبشكل مبسط وظيفة الماء وأهميتها للجسم.
فلكي يذهب الماء الى الاماكن التي تحتاجه في الجسم، فانه لا بد ان يمتص من الانبوب الهضمي، وعندما نشرب الماء فانه يسري سريعا داخل المريء وعبر المعدة الى الامعاء، حيث ينتشر جزئيا في الدورة الدموية يروي خلال ذلك خلايا الجسم. وتستفيد الكلى والمثانة من جزء من الماء وما يتبقى يذهب الى الامعاء الغليظة ليقوم بتحريك الكتل البرازية. ولذلك فان الماء يساهم في تنظيف وتفريغ الأنبوب الهضمي. وعندما لا تتوفر كمية ماء كافية في القولون فان الانسان يعاني من الامساك وهو من المشاكل الهضمية الشائعة.
والحل الوحيد لها هو تناول وجبات غنية بالالياف كتلك الموجودة في الفواكه والخضار والحبوب الكاملة، ولكن هذا الحل لا يكون فعالا إلا إذا ترافق بشرب كميات كافية من السوائل حيث تقوم الألياف بسحب الماء من كل مصادره في الجسم لتجعل البراز أكثر ليونة وأسهل إنزلاقا. كما يشار الى أهمية الماء في حماية القولون والمستقيم من السرطان، اذ تبين في العديد من الدراسات حول هذا الموضوع ان الاشخاص الذين شربوا أكثر من 5 أكواب كبيرة ( ما يعادل الليترين) من الماء في اليوم ، هم أقل تعرضا للاصابة بسرطان الكولون بنسبة 45 في المائة من الذين شربوا كوبين أو أقل. لذا فعندما نشرب كمية كافية من السوائل فان الفضلات تتحرك بسرعة وبفعالية أكبر ولذلك فان السموم لن تبقى في القولون طويلا.
لكن النصيحة الشائعة من قبل الأطباء ومسؤولي الصحة بشرب 8 أكواب من الماء يوميا أصبحت مصدر تساؤل هذه الأيام ، حيث يشكك بعض الاختصاصين في هذا المجال في وراء تحديد العدد بثمانية أي قاعدة علمية. ويوضحون ان هذا التحديد قد يكون فقط للتأكيد على شرب كمية كافية من الماء تضمن حماية كافية للجسم. لذا يقترح التقرير ان تكون الكمية المطلوب شربها معتمدة على وزن الجسم، بحيث تشكل ثلث وزن الجسم. فعلى سبيل المثال الشخص الذي يزن 70 كلغ يحتاج الى ليترين ماء.
إلا ان النصيحة الأفضل ان يشرب الانسان حتى 12 كوبا من السوائل يوميا، يحيث يكتفي أصحاب البنية النحيلة بثمانية أكواب والمتوسطة بعشرة أكواب، اما ذوي البنية الكبيرة حتى 12 كوبا. لكن يحتاج الجميع الى أعداد أخرى اضافية أثناء الجو الحار. وعلى ممارسي النشاط الفيزيائي( أي ممارسة الرياضة) زيادة كمية السوائل بشرب كوبين الى ثلاثة أكواب في كل ساعة قبل البدء باجراء التمارين الرياضية، ومن زجاجة الى اثنتين اثناء ادائها، وعلى الاقل ثلاثة اكواب من السوائل بعد ذلك.
وينوه التقرير بانه ليس من الضرورة ان يتناول الانسان الماء فقط ، فانواع من المشروبات كعصير الفواكه والحليب مفيد أيضا. وعلى الرغم من كون القهوة والصودا ليستا مشروبات مثالية بسبب احتوائها على السكر والكوفيين، لكن يمكن ان تساعد في الوصول الى كمية السوائل المطلوبة للجسم، اما الكحول فهو شأن آخر، فعلى الرغم من انه سائل إلا أنه يسبب الجفاف والكثير من المشاكل.
ويقترح التقرير حمل قوارير الماء بشكل دائما خاصة لمن يعمل في الخارج أو في المدارس أو الجامعات، بحيث يمكن البدء بشربها باكرا وبين فترات قصيرة، لذا فلا غرابة اليوم ان نجد الكثير من الالمان يحملون معهم زجاجات الماء، يجرعون منها في كل وقت، حتى أثناء التبضع او التنزه.