قائد الطوفان قائد الطوفان

حوارة.. أيقونة العمل المُسلح ومقاومة تلفظ المستوطنين

الرسالة- محمد عطا الله

مجددا؛ تصدرت بلدة حوارة بنابلس العمل البطولي المُسلح، بعد العملية البطولية التي أدت لمقتل مستوطنين (إسرائيليين) أمس وانسحاب المنفذ، لتؤكد أن المقاومة متجذرة في البلدة وتلفظ خبث المستوطنين.

وتعتبر العملية البطولية امتداد لسلسة متواصلة من العمليات التي تستهدف المستوطنين وتعكس تمسك الفلسطيني بأرضه ورفض التعايش مع الاحتلال، وتمثل استكمالا لعملية الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة والتي أدت لمقتل مستوطنين في نفس البلدة نهاية شهر فبراير الماضي.

وشكَّل موقع حوارة على الشارع الرئيسي الذي يسلكه المستوطنون صيدا ثمينا لمقاوميها، وخاصة في الانتفاضة الأولى حين شنوا فرادى وجماعات هجمات ضد المستوطنين.

ورصد مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" (حقوقي مستقل) أكثر من 169 عملاً مقاوماً في بلدة حوارة، جنوبي نابلس، شمالي الشفة الغربية، منذ بداية العام الجاري، آخرها عملية إطلاق نار أدت لمقتل مستوطنين اثنين اليوم السبت.

وحسب "معطى" فقد شملت أعمال المقاومة في حوارة 28 عملية إطلاق نار، وثلاث عمليات دهس، وعملية طعن واحدة، وسبع عمليات حرق منشآت وآليات وأماكن عسكرية، و17 تحطيم مركبات ومعدات عسكرية (إسرائيلية)، وإلقاء زجاجات حارقة ومفرقعات نارية تسع مرات.

كما شهدت البلدة 44 نقطة مواجهة مع قوات الاحتلال، و19 تصدي لاعتداء المستوطنين، و36 إلقاء حجارة، بالإضافة لخمس مظاهرات منددة بحصار البلدة والتضييق عليها.

وتتعرض بلدة حوارة لهجمات من المستوطنين تستهدف منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، إلى جانب اعتداءات الاحتلال وعمليات اعدام مباشرة لعدد من الشبان.

وتقع حوارة جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، وتبعد عن مركز المدينة 9 كيلومترات، ويقسمها "شارع حوارة" (طريق نابلس – القدس كما عرف قديما) بين شرق وغرب.

ويؤكد الكاتب والصحفي أمين أبو وردة من نابلس، أن العملية الفدائية بالأمس تعطي مؤشرا على أن هناك حالة توتر وتصاعد في أعمال المقاومة شمال الضفة المحتلة، وهي رد فعل فلسطينية على اعتداءات المستوطنين.

ويقول أبو وردة في حديثه لـ (الرسالة) إن اعتداءات المستوطنين شهدت تصاعدا كبيرا منذ تولي المتطرف ائتمار بن غفير وزارة الأمن القومي في حكومة الاحتلال والذي شجع على جرائم المستوطنين ووفر غطاء لاعتداءاتهم على المدن والقرى الفلسطينية.

وبين أن المنطقة تشهد اعتداءات عديدة ومتواصلة كقلع الأشجار وتدنيس المساجد وخط شعارات مسيئة على الجدران وإقامة البؤر الاستيطانية ومحاولة احراق مواطنين داخل مركباتهم واحراق منازلهم عمليات القتل التي يمارسها الاحتلال وقطعان المستوطنين هناك.

ويشدد على أن كل ما سبق جعل رد الفعل واضح وتوج بالعديد من العمليات الموجهة في غالبيتها ضد المستوطنين، مما يشير إلى أنه كلما زاد العنف ستزيد العمليات.

ويلفت أبو وردة إلى أن جيش الاحتلال يعمل في نابلس على مسارين الأول تأمين وحماية المستوطنين والثاني تشديد الحصار والتضييق على الفلسطينيين هناك عبر إقامة الحواجز ومنع الدخول والخروج من المدينة، مما يجعل مناطق شمال الضفة تعيد صورة الانتفاضة الثانية من انتهاكات وتضييق وما يصاحبه من عمليات ورد فعل مقاوم.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة، أن ما جرى يعبر عن الإصرار الفلسطيني على مواجهة الاحتلال، والبحث عن أي ثغرة يمكن أن توجع المستوطنين وتضرب الاحتلال في كل مكان.

ويوضح أبو ستة في حديثه لـ (الرسالة) أن العملية البطولية تأكيد على أنه لا مكان للمستوطنين والجنود في مناطق الضفة ولغة الحديث معه تتم عبر فوهة البنادق والعمل المقاوم المسلح.

ويبين أن الاحتلال سيعمل على تعزيز قواته ونشر عساكر في مناطق الضفة وهو ما يمثل إنهاك له، فالمقاومة لا تقتصر على القتلى بلا حالة الاستنفار واستنزاف الاحتلال هو نتيجة مثالية ورائعة؛ تؤدي لإضعاف الكيان واشغاله عن الأماكن الأخرى مما يشكل له حالة الهاء.

البث المباشر