لطالما أثبتت المقاومة الفلسطينية الباسلة في الضفة الغربية المحتلة أنها قادرة على نسف نظريات الردع والأمن لدى الاحتلال، والقدرة على الدفاع عن شعبنا الفلسطيني في ظل الاعتداءات المتصاعدة على شعبنا ومقدساته وأسراه.
وكانت عملية حوارة الأخيرة أمس خير مثال على هذه الإرادة الحرة في استعادة شعبنا لحقوقه المسلوبة والتصدي لجرائم الاحتلال، فجاءت الضربة في بلدة حوارة الأكثر تحصينا وانتشارا عسكريا لقوات الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة.
نسف الردع
الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق قال إن عملية حوارة البطولية نسفت ردع الاحتلال وأمن مستوطنيه، والمقاومة أرادت بهذه العملية رسالة أمنية حملت مفاهيم الاستنزاف والتوقيت والمفاجأة، على خلفية الانتهاكات المتصاعدة والمسعورة التي يقوم بها المستوطنون في الضفة والمسجد الأقصى المبارك.
وأشار القيق إلى أن الجديد في هذا المشهد هو تكثيف أجهزة السلطة من هجومها على المقاومة وإحداث الفتنة وتفتيت الجبهة الداخلية بالتزامن مع عمليات الشاباك في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح القيق أن عملية حوارة نسفت واحبطت الخطة "ب" التي وضعتها قمم أمنية وتستهدف الجبهة الداخلية بالفتنة، بالتزامن مع بلطجة المستوطنين، وعمليات الشاباك لترميم الردع واستعادة الأمن.
رد طبيعي
الصحفي محمد أبو ثابت أكد على أن عملية حوارة التي أدة لمقتل اثنين من غلاة المستوطنين تأتي بعد أيام من ارتقاء عدد من الشهداء في جنين وطولكرم ونابلس والهجمة الشرسة على الأسرى والمسجد الأقصى والقدس.
وأضاف أبو ثابت أنه وفي ظل مواصلة الاعتداءات على شعبنا الفلسطيني فعلى الاحتلال أن يتوقع مثل هذه العمليات التي تأتي كرد طبيعي على جرائم الاحتلال ومستوطنيه.
استعادة حقوق
من جانبها قالت الداعية الناشطة الدكتورة زهرة خدرج إن شباب فلسطين المقاوم البطل يترصدون الأهداف مثل الصقور يترقبون ومثل الأسود ينطلقون في هجومهم ليستعيدوا حقا سلب منهم عنوة.
وأوضحت خدرج أن الحقوق التي سلبت عنوة لا تستعاد إلا بالطريق ذاته، تستعاد عنودة من محتل لا يفهم إلا لغة القوة، وقد أثبتت الجولات الكثيرة التي خاضها شعبنا فشل كل الأساليب إإلا أسلوب القوة والندية.
ولفتت إلى أن شعبنا الأبي لن يترك السلاح حتى استعادة ارضه وحقوقه كاملة غير منقوصة، وحتى طرد المعتدين، وعملية حوارة رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته.
وأكدت خدرج أن عمليات المقاومة لن تتوقف وستستمر وتتضاعف، وبرهن على ذلك أبطالنا قولا وفعلا، فكانت بالأمس غزة واليوم الضفة وغزة وغدا القادم أسوأ على المعتدين.
وأشارت إلى أن حوارة مرة أخرى تتصدر البطولة وتستهل الرد، وهي التي كانت مستباحة من المستوطنين في ما مضى أصبحت الرعب الذين ينتظرهم في شوارعها وبين أزقتها.
وقتل مستوطنان، أمس السبت، في عملية إطلاق نار بطولية في بلدة حوارة جنوب نابس، وسط مواصلة الاحتلال لعمليات بحث واسعة عن منفذ العملية.
وتشهد بلدة حوارة وبلدات نابلس منذ أمس، إجراءات عسكرية مشددة واقتحامات متواصلة بحثًا عن منفذ عملية إطلاق النار.
ويواصل المستوطنون اعتداءاتهم وانتهاكاتهم بحق المواطنين وممتلكاتهم وأراضيهم في الضفة الغربية، بحماية قوات الاحتلال.
وتصاعدت تهديدات المستوطنين المجرمين للهجوم على بلداتنا ومدننا في الضفة والقدس المحتلة، في ظل غطاء من حكومتهم المتطرفة، وحماية من جيش الاحتلال، سيما بعد تصاعد عمليات المقاومة المؤثرة، وآخرها عملية حوارة البطولية.
حرية نيوز