لم يترك الفلسطيني وسيلة ليعبر من خلالها عن رفضه لانتهاكات الاحتلال (الإسرائيلي) ضده،
فمؤخرا أطلقت المحكمة الجنائية الدولية منصة خاصة لتوثيق انتهاكات الاحتلال (الإسرائيلي) وتقديم الشكاوى ضده، وسط إشادة بهذه الخطوة التي اعتبرها الفلسطينيون انتصاراً لهم وخطوة متقدمة لتحقيق العدالة التي حرموا منها لسنوات طويلة.
وتتيح المنصة للفلسطينيين من سكان قطاع غزة أو الضفة الغربية تقديم الشكاوى المدعمة بالصور والفيديوهات ضد مرتكبي الجرائم من (الإسرائيليين)، بحيث يطلب منهم إدخال بياناتهم واختيار المنطقة السكنية وكتابة الشكوى، ثم إرسالها إلى الجهة القضائية لفحصها، وإذا توافقت مع معايير معينة تفرضها المنصة فإنها ستدمج مع ملفات الانتهاكات (الإسرائيلية).
تمكين المستضعفين
يقول سائد حسونة مدرب واستشاري الإعلام الاجتماعي إن المنصة الجنائية الدولية تعتبر أداة مهمة لرصد وتوثيق انتهاكات الاحتلال وتقديمها كدليل قانوني، حتى لو كانت متأخرة.
وذكر حسونة لـ (الرسالة نت) أن أهمية المنصة تكمن في التالي:
التوثيق القانوني: حيث تسمح المنصة بتوثيق الانتهاكات بشكل رسمي وقانوني، مما يزيد من فرص إحالة القضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
دليل قوي: توفر المنصة معلومات وأدلة موثوقة يمكن استخدامها لدعم الجهود الدولية لوقف الانتهاكات وتحقيق العدالة.
الوعي العالمي: تساعد على نشر الوعي العالمي بما يحدث في فلسطين وتسليط الضوء على الأحداث والممارسات غير المشروعة.
التوثيق بالصوت والصورة: فتعمل المنصة على توثيق الانتهاكات بالصوت والصورة، ما يزيد من قوة الأدلة ويسهم في تحقيق العدالة.
تجاوز الرقابة: بينما يمكن لمنصات التواصل الاجتماعي تقييد المحتوى وحجبه، المنصة الجنائية الدولية تمثل منبرًا قانونيًا يمكن الاعتماد عليه بشكل أفضل.
أما عن دلالة التوقيت ذكر أن وجود منصات التواصل الاجتماعي لا يقلل من أهمية المنصة الجنائية الدولية، موضحا أن كل منصة لها دورها وأهميتها في توثيق ونشر الأحداث، والتعاون بين هذه المنصات يمكن أن يكون فعالًا في تحقيق الهدف النهائي، وهو تحقيق العدالة ووقف الانتهاكات.
وأكد أن المنصة الالكترونية ستشكل فرصة كبيرة للمستضعفين وستقدم لهم العديد من الفوائد والدعم، حيث سيتمكنون من التعبير عن تجاربهم وشهاداتهم بشكل قانوني ورسمي، كما وستتيح لهم فرصة لمشاركة قصصهم وتوثيق الانتهاكات التي تعرضوا لها.
وأشار حسونة إلى أن المنصة ستساعد في نشر الوعي حول قضايا المستضعفين والانتهاكات التي يتعرضون لها على الصعيدين الوطني والدولي، مبينا أنها ستوفر إمكانية الوصول إلى محامين ومحاميات ومنظمات حقوقية لتقديم المشورة القانونية والدعم اللازم.
وأكد أنه من خلال توثيق الانتهاكات وتقديم الأدلة، يمكن للمنصة زيادة الضغط الدولي لحل الكثير من القضايا، موضحا أنه من الممكن أن تعتبر هذه المنصة وسيلة قوية لتمكين المستضعفين وتوجيه الضوء على قضاياهم، مما يساهم في تحسين وضعهم وتحقيق العدالة.
كما وتأتي هذه المنصة وسط تفاؤل فلسطيني بسماع صوتهم ووقف الانتهاكات بحقهم للوصول إلى العدالة، عبر نقل الانتهاكات (الإسرائيلية) في حقهم التي ترقى إلى جرائم حرب وتقع ضمن اختصاص الجنائية فلا تمر من دون عقاب، فقد تمثل هذه المنصة فرصة لإنهاء ظاهرة الإفلات من المحاكمة.