يبدأ الكتاب بهذا المقطع:" كثيراً ما نطرح السؤال التالي: كيف ّ نتغير؟ وما هي الطرق التي يجب أن نسلكها كي يحصل هذا التغيير؟ وهنا تتعدد الإجابات ووجهات النظر. ولكن المؤكد أيضا هو أننا نتغير بحسب العلاقة مع الآخرين. في هذا السياق يأتي كتاب ربما عليك أن تكلم أحدا للوري غوتليب ليكتب لنا عن العلاقة بين المعالجين النفسيّين والمرضى. هذه العلاقة تحتاج إلى الكثير من الثقة حتى تحدث التغيير المنتظر.
هو كتاب مضحك ومثير كما تقول عنه صاحبته لأنه ببساطة يثير فينا مجموعة من الأسئلة ويأخذ كل واحد منا في عوالم لا نعرف عنها الكثير. عوالم وكواليس العلاج النفسي. ذلك العلاج الذي يبحث فيه المريض عن إجابات تبحث عنها المعالجة أيضا وهنا المفارقة.
تأخذنا المؤلفة في عالم العلاج النفسي، والقصص الكثيرة التي يمكن أن يجمعها طبيب نفسي عن مرضاه من خلال تلك العلاقة التي تتكون نتيجة الجلسات المتعددة والمشتركة بينهما، وما يساعدك كطبيب في اكتشاف جزء من أسرار نفسك البشرية وتحليل مشاعرك النفسية وما تحتاجه لتعالج نفسك بنفسك.
هذا الكتاب يمكن أن يكون مقدمة معرفية جيدة لمن تنقصه الثقافة النفسية ليعرف المرض، وصاحبه، وكيفية التعامل معه، وما يجب أن يفعله هو تحديدا لمريض نفسي بالقرب منه، ومدى تقبل الآخر بنصائح العلاج والاعتراف بالمرض، وكيفية بناء ثقة بين الطبيب والمريض تدفعه للبوح بما في نفسه والبدء برحلة علاج مع معالجه كرفيق حقيقي.
يركز الكتاب أيضا على فكرة أهمية فهم المريض لما يحدث له، الفهم الذي يكون أول مرحلة من مراحل العلاج لاكتشاف رحلة التغيير التي ركز عليها المؤلف في بداية كتابه بحيث يدفع الطبيب المريض لعلاج نفسه والبدء بهذا التغيير وتقبله.