وقف المطارد عدي الشحروري فوق منزله يوم الجمعة متحصنا بالسماء وأخذ ينادي على عشرات من قوات الأمن التابعة للسلطة والتي أتت لاعتقاله:" ما هي قضيتي، ما هو ذنبي، قدم لي تهمة وسأنزل معك، بموت زلمة زي ما عشت زلمة، أنا ضد اليهود، ليش محاصرني"
وهكذا قبل يومين فوجئت عائلة الشحروري بأن أجهزة السلطة تحاصر منزلها في مخيم الفارعة في طوباس، وتعتقله بعد أن بات كل مقاوم هدف لأجهزة أمن السلطة لتظهر تعاونها الكامل مع الاحتلال للقضاء على كل أشكال المقاومة.
وينتمي الشحروري لكتيبة طوباس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي شمالي الضفة الغربية.
القصة ليست قصة الشحروري وحده، وليس هو الأول ولن يكون الأخير، في حملة اعتقالات وصلت رقما قياسيا هو الأعلى منذ بدأت السلطة اعتقالاتها، بل أتى العام الدراسي دون أساتذة لأنهم معتقلين في سجون السلطة وهم: أحمد حمادنة، ومحمود قصراوي، وأشرف عبد الجليل.
وفي ذات السياق يواصل المعتقل السياسي أدهم سمحان شملاوي (27 عاماً)، من سلفيت، إضرابه عن الطعام للأسبوع الثاني توالياً؛ رفضاً لاعتقاله السياسي في سجون السلطة.
ويدورها أدانت مجموعة (محامون من أجل العدالة) اعتقال الشحروري، كما أدانت حملة الاعتقالات التي تنفذها أجهزة السلطة.
وقالت المجموعة -في بيان- إنها رصدت 727 حالة اعتقال منذ بداية العام الجاري، تضم عشرات الناشطين السياسيين والمواطنين، وكلها على خلفية انتماءاتهم السياسية وحرية الرأي والتعبير، وحملات أخرى استهدفت طلبة جامعيين على خلفية نشاطاتهم الطلابية.
وأكد المتحدث باسم المجموعة ظافر صعايدة أن المجموعة وثقت عشرات حالات التعذيب منها 14 حالة عبر أصحابها بوضوح عن تعرضهم للتعذيب في محاضر التحقيق أمام النيابة أو المحكمة.
يذكر أن الأراضي الفلسطينية شهدت مؤخرا خروج عدة مظاهرات تنديدا بالاعتقالات التي تشنها السلطة الفلسطينية في الضفة، وطالب المتظاهرون بالإفراج الفوري عن المعتقلين.
خليل عساف رئيس لجنة الحريات العامة يقول:" حالة خرس تصيب الفصائل الأخرى على كمية الاعتقالات المتزايدة في الضفة، لماذا هذه الفصائل التي لها شراكة سياسية مع السلطة لا تأخذ موقف جدي لمواجهة الاعتقال، كلهم شركاء في الاعتقال السياسي لأنهم سكتوا.
ولفت في مقابلة مع (الرسالة) إلى أن سلوك السلطة الذي يزداد قمعا يوما بعد يوم يؤكد لنا أنها غير جادة في التصدي لممارسات الاحتلال بل ولا تدعم صمود الفلسطينيين، ويجب على جميع القوى الوطنية الخروج في موقف واحد في مواجهتها.
ويؤكد عساف أنها لا تستخلص العبر من جرائمها بحق شعبها، وهي غير جادة في التصدي للحكومة الصهيونية الفاشية.