قائمة الموقع

الخطة الخمسية لتهويد شرقي القدس.. إليك التفاصيل كاملة

2023-08-23T15:07:00+03:00
الخطة الخمسية لتهويد شرقي القدس.. إليك التفاصيل كاملة
الرسالة نت

في 13 مايو/ أيار 2018، وفي مناسبة احتفال (إسرائيل) بمرور 51 عامًا على احتلالها شرق المدينة، أو ما تُسمّيه "يوم القدس"، أُعلِن عن القرار الحكوميّ الإسرائيليّ رقم 3790، يصادق القرار على خطّة بعنوان: "الخطّة الخمسية" بهدف أسرلة المجتمع العربي شرقي القدس ودمجهم مع المجتمع الإسرائيلي وتهويد المدينة المقدسة وأنهاء كافة المظاهر العربية والإسلامية في المدينة.

أهداف الخطة:

تهدف خطة الحكومة اليمينية المتطرفة لتعميق السيطرة المطلقة على المدينة المحتلة، وتغيير وجهها العربي والإسلامي كاملًا، وتشديد قبضتها على المدينة المحتلة، وخاصة في مجالات التعليم والاستيطان، ودمج المقدسيّين بالاقتصاد الإسرائيليّ حتى تُربّط أياديهم ولا يستطيعون منه فكاكًا ويصبح خيار التعامل مع السّوق والمؤسسات الإسرائيليّة هو "الوحيد" و"المُفضّل"، وبالتالي تعميق وتثبيت السيطرة الإسرائيليّة لا على المدينة فحسب، بل على ناسها كذلك والوصول في النهاية لأسرلة المجتمع العربي وتهويد المدينة بالكامل.

مجالات الخطة:

تركز الخطة التهويدية على ستة مجالات وهي (التعليم والتعليم العالي، الاقتصاد والتجارة، التشغيل والرفاه، المواصلات، تحسين جودة الحياة والخدمات المُقدّمة للسكان، وتخطيط وتسجيل الأراضي).

•وتولي الخطة التهويدية اهتمام بشكل أساس على التعليم، ويُخصص بند التعليم والتدريب 800 مليون شيكل، بهدف "زيادة عدد ونسبة الطلاب في المناهج الإسرائيلية وبرامج الإعداد للأكاديمية الإسرائيلية، بحيث تؤدي لاندماجهم في الأكاديمية وعالم التوظيف، من خلال توفير حوافز مادية وتربوية".

•زيادة عدد عناصر شرطة الاحتلال ومفتشي البلديات في الأحياء المقدسية، بالإضافة إلى تثبيت كاميرات أمنية، وإنشاء مراكز شرطة إضافية.

•العمالة والتنمية الاقتصادية بقيمة 507 ملايين شيكل، وتوسيع نطاق المشاركين في مركز التوجيه المهني شرقي المدينة، وتعزيز التعليم التكنولوجي وصياغة خطة للحد من المتسربين من برامج التدريب، وزيادة عدد الطلاب في المدارس المهنية للشباب من خلال افتتاح مدارس جديدة.

•بناء نحو 2000 وحدة سكنية للمقدسيين، لكن في أماكن بعيدة عن القدس القديمة ومحيط المسجد الأقصى، لإبعادهم عن المسجد الأقصى

ميزانية الخطة:

رصدت حكومة الاحتلال ميزانية للخطة التهويدية بقيمة 3.2 مليار شيكل مدتها خمس سنوات من 2024-2028، وصادق أعضاء حكومة الاحتلال بالإجماع على الخطة التهويدية بعد إصرار وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، على إخراج البند المتعلق بتعزيز التعليم الأعلى للشبان المقدسيين، بمبلغ 200 مليون شيكل، من الخطة التهويدية.

من ينفذ الخطّة التهويدية للمدينة المقدسة؟

تُدفع ميزانية الخطّة التهويدية للسنوات الخمس -2.3 مليار شيكل-من مختلف الوزارات الإسرائيليّة في الحكومة المتطرفة، وَوُضِعَت مسؤولية تنفيذها الرئيسة على وزارة شؤون القدس والتراث الإسرائيليّة، بمشاركة كلّ من "الشركة لتطوير شرق القدس"2 ومرافقة "معهد ألخا - جوينت يسرائيل"3 إضافةً إلى ذلك، تشارك في تنفيذ الخطّة 8 وزارات إسرائيليّة أخرى كوزارتي المعارف والصحة، وسلطة المياه، وشركة "هجيحون" (شركة مياه إسرائيلية)، وبلدية الاحتلال. فيما يرافقها "معهد القدس لبحث السياسات"، من ناحية البحث الأكاديميّ ومن ناحية تقييم تطبيقها وآثارها.

التعليم أول المستهدفين:

يواجه المقدسيون جملة من التحديات في المدينة المحتلة، يعتبر التعليم جزءًا أساسيًا منها، يتدخل الاحتلال في كافة تفاصيله في محاولة لوأد الوعي الوطني الملتصق بالهوية الفلسطينية عند المقدسيين من الصغر، فتارة يعمل على فرض مناهج إسرائيلية على الطلبة الفلسطينيين يكون مفهوم المواطنة فيها ملتبسًا على الأطفال ما بين القراءة وما يرونه من ممارسات يومية من قبل سلطات الاحتلال، وتارة يفرض قيودًا على حرية الحركة والتنقل تعيق وصول التلاميذ إلى مدارسهم القليلة أصلًا.

حيث فرضت سلطات الاحتلال 13 حاجزًا إسرائيليًا، وإجراءات تفتيش وتدقيق بالإضافة إلى جدار الفصل العنصري، لتكون عائقًا أمام المدرس والطالب بشكل يومي خلال محاولة الوصول إلى المدراس.

ويستحوذ قطاع التعليم على الحصّة الأكبر من ميزانيّة الخطّة التهويدية، بقيمة 445 مليون شيكل على الأقلّ، أي أن (إسرائيل) تصرف من عام 2018 حتى 2023 ما يقارب 89 مليون شيكل سنويًّا على تشكيل القطاع التعليميّ في القدس وفق مصالحها التي تهدف لاستبدال المنهج الفلسطيني بالإسرائيلي وأسرلة المجتمع العربي.

داخل قطاع التعليم تُركّز الخطّة التهويدية على عدة مستويات، أبرزها زيادة الإقبال على المنهاج الإسرائيليّ في المدارس (بميزانية 200 مليون شيكل تشمل حوافز تعليمية وميزانيات استئجار مبانٍ وغيرها)، وتوسيع نطاق التعليم اللامنهجيّ (بميزانيّة هي الأعلى: 206 مليون شيكل)، وتعليم اللغة العبريّة (بميزانية 15 مليون شيكل)، والتعليم التكنولوجيّ (بميزانيّة 12.5 مليون شيكل).

مظاهر الخطة الخمسية (التهويدية).

•وظائف كثيرة يشغلها شبان وبتركيز أكبر على الشابات (الإناث) من القدس ازدادت وانتشرت بعد إقرار الخطّة الخمسيّة، بهدف إثراء الفرد وإبعاده عن قضاياه الوطنية.

•مُركّز لبرنامج تعليميّ بعد الظهر، مُدّربة دبكة، مدرّب كشافة، مدرّب تصوير، بهدف إشغال الطلبة ومغادرتهم المدراس في وقت متأخر لا يسمح لهم بالمشاركة بالأنشطة الوطنية، مظاهرات-رشق حجارة -رباط في الأقصى.

•فروع جديدة للمؤسسات الإسرائيليّة داخل الأحياء المقدسيّة بهدف تهويد المدينة والسيطرة على الأحياء العربية.

•العمل الواسع والمكثف على شق الشّارع الأميركي-أكبر مشروع لشق شارع في شرق القدس منذ احتلالها عام 1967.

•الإعلان على حافلات شرق القدس عن قرب دمجها بخطّ "الراف-كاف" الإسرائيليّ.

•دمج مئات الطلاب المقدسيين في الجامعات والكليات الإسرائيلية أسرلة المجتمع.

•إنشاء مراكز تعليميّة في الأحياء العربية تُعلّم اللغة العبريّة للأطفال أسرلة المجتمع.

•تخصيص 4 ملايين شيكل تستهدف أطفال الروضات، نعم الروضات! يقوم هذا البرنامج على تعليم أطفال من أعمار 3-5 سنوات كلمات وتعابير أساسية باللغة العبريّة.

•تُركّز الخطّة على "زيادة دخل العائلات المقدسيّة"، عن طريق المساعدة في العثور على عمل في السوق الإسرائيليّ.

•توفير دورات تدريبيّة ومهنيّة لإكسابه بعض المهارات في المجال الذي يميل إليه.

•التشبيك مع المُشغّلين الإسرائيليين لتعريف المقدسيين بإمكانيات العمل المتوافرة.

الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب:

الخطة الخمسية التي أقرتها حكومة الاحتلال خطيرة جدًا، وتأتي كـ"ذر للرماد في العيون"، فهي تحمل في ظاهرها "تطوير وتحسين وخدمة المقدسيين"، وفي باطنها تهدف لخدمة المستوطنين.

إقرار هذه الخطة يأتي بهدف التسويق والترويج أمام العالم بأن الاحتلال يحاول المساواة ما بين غربي المدينة وشرقها، وأنه لا يتعامل بعنصرية مع المقدسيين الذين يعيشون في شرقي المدينة.

ويوضح أن الاحتلال يريد دمج الجزء الشرقي ضمن منظومته التعليمية والاقتصادية والصحية، بهدف تغيير الثقافة والعقلية لدى الأجيال المقدسية، وصرفهم عن مقاومته ومواجهة مشاريعه ومخططاته في المدينة المقدسة.

خلال الخطة سيتم استثمار مبالغ طائلة لصالح تطوير البنية التحتية في القدس، ولا سيما لخدمة المستوطنين، لتمكين وصولهم إلى المدينة.

الكاتب المقدسي فراس ياغي

-بالرغم من الأموال الطائلة وسياسات التضييق على المقدسيين، إلا أن النتائج ليس كما توقع واضعو الخطة.

-لا يزال هناك فقط ما نسبته 15% من طلبة القدس الشرقية يدرسون المنهاج الإسرائيلي من مجموع ما يقارب 99 ألف طالب في مدارس القدس.

-"يجب لإيجاد خطة بديلة لمواجهة السياسات الإسرائيلية في شرق القدس، خشية نجاح خطط الاحتلال على المدى المتوسط والبعيد في خطته التهويدية، وفرضها أمرًا واقعًا في القدس التي ستصبح كما المدن المختلطة في الداخل الفلسطيني.

-العقبة الأساسية أمام السياسات الإسرائيلية هي الصراع على البلدة القديمة والمسجد الأقصى بما يؤدي إلى زيادة الوعي الوطني لدى المقدسيين الذين يعتبرون خط الدفاع الأول عن الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية.

-وجود سكــــان مقدسيين خارج سور القدس، في مناطــــق كفــــر عقب وعنـــــاتا وشعــــــفاط، البالــــغ عددهم 160 ألف مقدسي، يشكل معضلة كبيرة أمام هذه الخطط والسياسات، حيث الشعور الوطني الفلسطيني ضمن هذه التجمعات كبير ويزداد، تبعًا لضيفنا.

-سياسة الاحتواء والأسرلة للمقدسيين فشلت وفي طريقها للفشل، وذلك يبدو واضحًا في مقاومتهم الباسلة في باب العامود والشيخ جراح والعيسوية وسلوان، وفي تمسكهم بالمقدسات والدفاع عنها بشكل يومي".

معركة لم تحسم بعد..

الناشط المقدسي ومسؤول الحملة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي

-تناقص عدد الطلبة في مدارس البلدة القديمة، يقابلها مبادرات مقدسية لحض الأهالي على تسجيل أبنائهم في البلدة القديمة، وتقديم مشجعات كتوفير وجبة طعام ومصروف جيب متواضع بهدف عكس اتجاه التطوير التهويدي.

-الوعي الجماهيري والشعبي والإجماع على رفض المنهاج الاسرائيلي وتداعياته أنتجت جدارا من الوعي وجد تجلياته في اتحاد أولياء الأمور كواجهة مقدسية، والإضرابات التي شهدتها مدارس القدس ليست سوى دليل ثبات ورفض للتهويد".

مواقف فلسطينية

1. وزارة الخارجية الفلسطينية:

-الخطة تهدف "لتعميق تهويد القدس وتغيير معالمها في المجالات كافة بما في ذلك الحد من النمو السكاني الطبيعي للمواطنين الفلسطينيين وتعزيز الاستيطان في القدس ومحيطها".

-الخطة ذات أهداف "استعمارية توسعية وعنصرية واضحة وليست بهدف ما تروج له الحكومة الإسرائيلية بشأن ردم الفجوة بين شطري المدينة بل تسعى تلك الخطة إلى تعميق عمليات مصادرة أراضي المواطنين وخلق بيئة طاردة لهم من مدينتهم المقدسة".

2. حركة حماس:

-ندين الخطة الخمسية لشرقي القدس وشعبنا الفلسطيني الصامد لن يسمح بإلحاق الضرر بالقدس وهويتها.

-الخطة تحرك يهودي خبيث تسعى من خلاله الحكومة الاستيطانية الفاشية إلى إحكام سيطرتها على مدينة القدس المحتلة، وعزلها عن محيطها الفلسطيني.

-الخطة لتفريق الكتلة الفلسطينية، وإعادة بناء الواقع الديموغرافي في المدينة المقدسة، بما يخدم مصالح الاحتلال ومخططاته لتهويده وتهجير أبنائه، مع منع البناء للمقدسيين (الفلسطينيون)، وينفذ جريمة هدم المنازل بذرائع وأعذار واهية".

-ستبقى القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، ولن تنجح كل مشاريع الاحتلال وخططه الخبيثة في القضاء على الوجود الفلسطيني هناك.

3-روحي فتوح:

-هذه "الإجراءات تكريس للاحتلال، وهي باطلة وغير قانونية وانتهاك للقرارات الدولية التي تعتبر القدس أراضي محتلة والقدس ستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.

4-ناصر قوس أمين سرّ حركة "فتح" في القدس:

-ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي من فرض أمر واقع على المدينة المُحتلة، ستبدأ تظهر ملامحه بشكل واضح خلال الأشهر السّتّة المقبلة، في مناطق باب العامود، والمصرارة، وشوارع السلطان سليمان، وصلاح الدّين، ووادي الجوز، ومحيطي المسجد الأقصى والبلدة القديمة، وحيّ سلوان، والطور.

-سلطات الاحتلال وفي إطار تهويد المدينة المُحتلة، قامت ببناء جدار حولها، وحاليا تقوم بتغيير أسماء الشوارع، وبناء الجسور، وسكّة القطار، والأنفاق، وبالتالي تفريغ المدينة من سكّانها الفلسطينيّين الأصليّين، وترصد مئات ملايين الشّواكل لاستهداف التّعليم في القدس من خلال إلغاء المنهاج الفلسطيني، وفرض المنهاج الذي يخدم روايتها، ومنع دخول الأساتذة والكتب إلى المدارس.

5-عدنان الحسيني رئيس دائرة شئون القدس في منظمة التحرير الفلسطينية:

-سلطات الاحتلال الإسرائيلي لن تنجح في طمس الهُويّة الوطنيّة الفلسطينيّة من عقول ونفوس أبناء الشعب الفلسطيني، مهما رصدت من ميزانيات.

-الاحتلال يشنّ حرباً على الوجود الفلسطيني في القدس؛ بهدف تغيير طابعها العربي الذي يفرض نفسه على كل المشاريع التّهويدية التي ستفشل رغم استمرارها منذ عام 1967.

وطالب المختصين السلطة الفلسطينية بالتصدي للخطة عبر التالي:

إعداد خطة رسمية وفق رؤية وطنية تعزز صمود المقدسيين لمواجهة هذه الخطة التهويدية.

التحرك لوقف الخطة التهويدية توفير الدعم والميزانيات اللازمة للخطط الوطنية المضادة.

تسليط الضوء إعلامياً على خطة الاحتلال وتنظيم حملة إعلامية للتوعية بمخاطر هذه الخطة، وتنظيم حملات إعلامية بهذا الخصوص.

 تحريض الأهالي في القدس على عدم التجاوب مع هذه الخطة والتمسك بالقضايا الوطنية.

 عقد مؤتمرات وورش عمل لتوعية الجمهور بمخاطر الخطة، وتنظيم يوم خاص للقدس في المدارس وتوعية الطلاب بمخاطر الخطة التهويدية.

اخبار ذات صلة