قائد الطوفان قائد الطوفان

في القدس.. خطة خمسية جديدة ما الذي تغير؟

الرسالة نت- رشا فرحات

استكمالا لمسلسل التهويد وإحكام السيطرة على القدس رصدت حكومة الاحتلال أكثر من 800 مليون دولار كجزء من ميزانية تقدر بثلاثة مليارات ونصف، لأسرلة ومحاربة التعليم وفرض المنهاج الإسرائيلي وقد اقرت الحكومة الخطة بميزانية تزيد بمليار شيكل عن الخطة السابقة، فيما أزالت البند المتعلق بالتعليم العالي.

وبناء على ضغوط ما يسمى بوزير الأمن القومي بنغفير ستشمل الخطة الخمسية العاملة زيادة مفتشي ورجال الشرطة التابعة لبلدية الاحتلال، كما تشمل استثمارات في البلدية وخطة الاحتلال تهدف تغيير معالم المدينة وتهويدها وتعتبر ضمن الحرب المفتوحة على القدس وأهلها وفقا لمحللين.

وبالنسبة لما يتعلق بالتعليم فقد بدأت خطة أسرلة التعليم منذ عام 2014 في محاولة لغسل أدمغة أطفال القدس بعد ارتكاب الاحتلال لجريمة مقتل الطفل أبو خضير فيما سمته أيضا بالخطة الخمسية بميزانية 2.3 مليون شيكل.

وفي عام 2018 وبمناسبة احتفال (إسرائيل) بمرور 51 عاماً على احتلال القدس، أعلنت مصادقتها على خطّة بعنوان: "الخطّة الخمسية: تقليص الفجوات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتطوير الاقتصاديّ لشرقيّ القدس، 2018-2023".

وقد حددّت الخطّةُ ستّة أهداف ستعمل فيها: التعليم والتعليم العالي، الاقتصاد والتجارة، التشغيل والرفاه، المواصلات، تحسين جودة الحياة والخدمات المُقدّمة للسكان، وتخطيط وتسجيل الأراضي، والآن جدد الاحتلال أهدافه ذاتها بخطة خمسية جديدة ولكن بميزانية تزيد مليارا عن المرة الفائتة.

راسم عبيدات المختص بالشأن الإسرائيلي يرى أن المخطط الإسرائيلي يعمل على موضوع التعليم أكثر من أي هدف آخر وقد أقر خططا في الأعوام الماضية وبميزانيات كبيرة أيضا، لكن لم يقر مسبقا ميزانية كبيرة بهذا الحجم لمدينة القدس فقط وهذا الجديد في الخطة المقبلة.

ويقول عبيدات: الاحتلال يعتبر مناطق عربية مثل مخيم شعفاط، مناطق خارج نطاق مسؤولية بلدية القدس، وهي مناطق ظل يطاردها حتى أصبحت خلف الجدار، لا تدخلها أي خدمات صحية، ومع ذلك نراه يتدخل في المنهاج الذي يدرس في مدارسها ويريد أن يفرض عليها المنهاج الإسرائيلي.

الاحتلال كان قد بدأ مشروعه بالمرات السابقة تحت شعار (إدارة الصراع)، ولكنه الآن يبدأه تحت عنوان (حسم الصراع)، يعني أنه يريد أن يحسم أمر مدينة القدس الذي لم يستطع حسمه حتى الآن، ويريد تهويدها بالكامل وهنا تكمن الخطورة على حد تعبير عبيدات .

ويضيف :" لذلك نرى أن الخطة أمنية بامتياز، رصد لها 120 مليون شيكل فقط للأمن، أما ما يحاول تروجيه من فكرة بناء وتحسين معيشة للمقدسيين فهذه مجرد أكاذيب.

ويختم عبيدات: التطور والمخططات والطرق، والمستوطنات والبناء كله لصالح الاستيطان والمستوطنين، شقة في مدينة القدس قد تكلف المقدسي أكثر من 200 ألف دولار، عدا أنه لا يعطى تراخيص بالبناء في الأحياء العربية كحي سلوان مثلا، فكيف يريد الاحتلال أن يقنعنا أن خطته تسعى إلى تحسين جودة الحياة، هي تسعى لتحسين جودة الاستيطان وحياة المستوطنين فقط".

المحلل المقدسي ناصر الهدمي يعلق على الميزانية الضخمة قائلا: رغم خطورة الأمر، خاصة أسرلة المنهاج، و زيادة الاستيطان إلا أن المبالغ المرتفعة والميزانية الضخمة تدل على الواقع الأمني الذي يعيشه الاحتلال الذي يسعى بكل ما اوتي من قوة لتثبيت فكرة السيادة المطلقة وهذا الأمر الأكثر خطورة .

ولكنه يضيف: الاحتلال فقد توازنه الأمني حينما واجه رد حقيقي ثابت لا يتغير من أهالي القدس الذين ظلوا عاما بعد عام يدافعون عن القدس ومقدساتها، ويواجهون الاستيطان بصدورهم العارية رغم كل هذه الأموال التي ترصد كل عام للمحافظة على الأمن الإسرائيلي، ولكن لا زالت ( إسرائيل) لا تشعر بالأمن ولا السيادة التي تريدها داخل القدس.

البث المباشر