قائمة الموقع

مقال: الخطة الخمسية تستهدف تهويد وأسرلة ما تبقى من القدس

2023-08-26T10:58:00+03:00
عدنان القصاص
عدنان القصاص

بعدما فشل الاحتلال في اقتلاع المقدسيين من شرقي القدس بالقوة الخشنة يلجأ لأساليب أقل كلفة، ولا تسبب له حرجاً أمام المجتمع الدولي. فإنه يلجأ لتوظيف موارد قوته الناعمة المتمثلة بخطط التنمية والتطوير وربط المدينة، ومرافقها بشبكة خدمات وبنى تحتية بإدارة الجهة القائمة بالاحتلال مباشرة، بغية تعزيز التواجد الصهيوني في المدينة، على حساب الوجود الفلسطيني سواء الرسمي أو الغير رسمي. ويعرقل أي حلول سياسية مستقبلية قد تكون القدس الشرقية جزءاً منها. وبذلك يضمن الاحتلال بقاء القدس موحدة تحت سيادته.

وهذا ما عبّرت عنه، وترمي لتحقيقه الخطة الخمسية المتعلقة بالقدس للاستثمار في أحياء شرقي القدس المحتلة، والتي رصد ميزانية لها بقيمة 3 مليارات شيكل.

 وقد تم الترويج للخطة خلال الأشهر الستة الماضية من عدة جهات حكومية بحجة تطوير الجزء الشرقي من المدينة، وتعزيز التعليم والتوظيف والبنية التحتية.

وتشمل الخطة مشاريع في مجالات التعليم، والتعليم العالي وهو ما يسمح للاحتلال بالسيطرة التامة على التنشئة التعليمية للجيل، وصولاً لأسرلة التعليم.

وكذلك تشمل الخطة البنية التحتية، والحيز العام، وتسجيل الأراضي وهذا من شأنه قضم ما تبقى من أراضي الفلسطينيين الغير مسجلة بفعل اجراءات الاحتلال، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال لفرض أجندات الاحتلال. وفرض وقائع جديدة رامية لضم ما تبقى من أراضي فلسطينية.

وبالرغم من وجود اعتراضات من بعض الوزارات لدى حكومة الاحتلال، والتي تعتبر أن الخطة ستؤدي إلى تقليص في ميزانياتها من دون تنسيق مسبق معهم، إلا أن حكومة الاحتلال ماضية في تنفيذ خطتها الاستراتيجية، كونها تفضي لتعزيز وجود الاحتلال.

حيث تشمل الخطة الخمسية التي تستهدف شرقي القدس مشاريع، أبرزها:

البنية التحتية: وتشمل الخطة بناء طرق جديدة، وتطوير وسائل النقل العام، وتحسين المرافق العامة.

الحيز العام: تشمل الخطة إنشاء متنزهات ومراكز ترفيهية، وتطوير المساحات العامة.

تسجيل الأراضي: تشمل الخطة تسهيل عملية تسجيل الأراضي في شرقي القدس، والتي تواجه صعوبات بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

وعليه؛ من الأهمية أن يكون لدى الشعب الفلسطيني لاسيما في مدينة القدس؛ الوعي الكامل بأهداف تلك المساعي الناعمة الرامية لتهويد الأرض وأسرلة المؤسسات، وتغيير الوقائع التي تشهد على الوجود التاريخي للفلسطينيين على أرضهم.

والأمر الأهم؛ هي دعوة عاجلة لتكثيف التواجد الفلسطيني في القدس، وتظهير التراث الفلسطيني والهوية الأصلية للمدينة، بشتى الوسائل المتاحة.

وكذلك بذل الجهود لتعزيز الفعاليات والنشاطات التي تعكس فلسطينية القدس وأحيائها، وحضور أهلها في كل تفاصيل الحياة بالمدينة.

عدم السماح بأسرلة التعليم مهما كلف الأمر من أثمان، والحفاظ على الأجيال من الأسرلة، والغزو الثقافي الهادف لانتزاع القيم الدينية والوطنية لديهم.

مطلوب من الجهات الرسمية ممثلة بالسلطة الفلسطينية والفصائل واللجان الشعبية القيام بدورها من نشر للوعي، في مواجهة مخططات الاحتلال التي لا تقل خطورتها عن ما تفعله آلة القتل والإبادة بشكل يومي في مناطق الضفة والقدس المحتلتين. والتي تهدف لتحييد مدينة القدس واستثنائها من أي حلول سياسية مستقبلية قد يفرضها الواقع السياسي الدولي على الاحتلال مستقبلاً على أساس القرارات الشرعية التي تعتبر شرقي القدس عاصمة لفلسطين.

اخبار ذات صلة