هنا في هذا الكتاب ستجد الكثير من القصص عبر التاريخ، قصص المرضى التي قد لا تستوعب معظمها، لأنها غريبة على العقل البشري السوي، رصدتها الكاتبة في هذا الكتاب لتكون دليلا ومرجعا، وليس أجمل وأكثر إفادة من قصص رصدها التاريخ لتكون شاهدا .
تقول الكاتبة في مقدمة كتابها وتحديدا في الفصل الأول كیف یُصنع المستبد كان أستاذي -رحمة الله علیه- یرفع بنطاله بكلتا یدیه ویقول بصوت عال: اقرأوا التاریخ وقصصه تفھموا الحیاة بحاضرھا وتستقرئوا المستقبل بمجھوله
تذكر ُت جملته بعد تلك السنوات الطويلة وأنا أكتب عن فصول عاتية من الظلم والاستبداد. فكم عدد الطغاة ُمرتكبي الجرائم وسافكي الدماء الذین تعاقبوا على ُحكم شعوب العالم؟ وكم عدد َمن صفَّق وھلَّل لھم من الفاسقین؟ وكم ھي أوجه التشابه بینھم في سیكوباتیتھم، كأنھم توائم في المضمون الفكري والعقلي والنفسي والعلمي؟
وقد سجل كتاب «كيف حكم المرضى النفسيون العالم؟» على قائمة الكتب الأكثر مبيعا في عدد كثير من البلدان ودور النشر ومعارض الكتاب، وقد تناول مجموعة من الحكام عبر التاريخ ، والذين حكموا ولم يكونوا بالاتزان المناسب فقتلوا وأعدموا وأحرقوا وجعلوا العالم جحيما.
وكل ذلك بأسلوب الكاتبة السلس الشيق، كما وقدمت الكتابة تصنيفا للاضطرابات النفسية التي توصل لها الأطباء وأقروا حقيقة إصابة الحكام بها، وكيف أثر ذلك على سلوكهم وطرق تعاملهم في الواقع. ومن هؤلاء هتلر وكومودوس الإمبراطور الرومانى الذى حكم من 180 إلى 192 ميلاديا، والذى عانى من اضطراب الشخصية النرجسية، فأعاد تسمية روما وشوارعها المختلفة على اسمه لأنه اعتقد أنه من نسل هرقل. ونيرون الإمبراطور الرومانى فى الفترة من 54 إلى 68 بعد الميلاد.