من الواضح أن حكومة الاحتلال المتطرفة والمنظمات الحريدية المتشددة تعمل بشكل غير مسبوق لمحاولة حسم الصراع وإنهاء أي حلم لإقامة دولة فلسطينية عبر تكثيف المشاريع الاستيطانية والسيطرة على ما تبقى من مناطق الضفة المحتلة.
وعززت المنظمات المتطرفة بدعم من حكومة الاحتلال المشاريع الاستيطانية، وقدم ما يسمى رئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة يوسي داغان، قبل أيام، إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مخططا لزيادة عدد المستوطنين في شمال الضفة من حوالي 170 ألفا حاليا إلى مليون في عام 2050.
وبحسب موقع "واينت" العبري، فإن المخطط يشمل إقامة "مدن" جديدة، ومناطق صناعية، ومستشفى، وسكة حديد، ومطار.
وشمل المخطط توسيع عدد من المستوطنات وتحويلها إلى "مدن"، وإقامة "مدن" جديدة، ومد سكك حديد باتجاه وسط إسرائيل وشمالها، وتوسيع شوارع، وإقامة مركز طبي في مركز المجلس الإقليمي للمستوطنات، ومطار، ومناطق صناعية، ومراكز ثقافية.
ومنذ مطلع العام الحالي، تصاعدت حمّى الاستيطان في غالبية مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، ولوحظت زيادة كبيرة في المصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة، وتزامن ذلك مع تصاعد انتهاكات المستوطنين على الأرض.
بالتزامن يعتزم الاحتلال إنشاء منطقة صناعية استيطانية ضخمة، تحمل اسم “شاعر هشمرون”، على أراضي الفلسطينيين بالضفة المحتلة.
وسيتم تشييد المنطقة الصناعية الجديدة ما بين كفر قاسم ورأس العين ومستوطنة “أرئيل” في غرب الضفة، حيث تم إيداعها لدى ما يسمى مجلس التخطيط الأعلى" قبل شهرين من قبل حكومة العدو.
ويعتقد الخبير والمختص في شؤون الاستيطان خليل التفكجي، أن برنامج الاستيطان وحسم الصراع متوافق عليه من كافة الأحزاب الصهيونية، ضمن مساعي القضاء على أي جهود لأي تسوية سياسية في المستقبل القريب.
ويوضح التفكجي في حديثه لـ (الرسالة) أن جميع تلك المشاريع تأتي ضمن البرنامج (الإسرائيلي) الذي يشمل خطة ألون وستموترش بهدف جلب ما يزيد عن قرابة مليون مستوطن لمناطق الضفة ومن ثم تحويل القدس كعاصمة موحدة لهم.
ويبين أن الأحزاب السابقة كانت تفعل دون أن تُعلن، لكن اليوم يتم إقرار تلك المشاريع على العلن وبرعاية حكومية رسمية من حكومة اليمين.
ويضيف التفكجي أن عدد المستوطنين وصل في مناطق الضفة قرابة 500 ألف بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 105 ألف عام 1990، وهو ما يعكس الواقع الجديد الذي يعمل الاحتلال على فرضه.
ويشير إلى أن الخطة (الإسرائيلية) تهدف إلى إقامة دولة مستعمرات وسط مجموعة قرى فلسطينية متصلة عن طريق جسور وشوارع التفافية.
ويشدد على ضرورة وضع حد لسياسة الاحتلال سواء بالضغط السياسي أو رفع قضايا في المحاكم الدولية، وصولا إلى رمي مفاتيح السلطة في وجه الاحتلال (الإسرائيلي) وتحميله تكلفة الاحتلال.
ويرى الباحث في شؤون الاستيطان إبراهيم الهذالين أن مخططات الاحتلال الاستيطانية والتي تتضمن إنشاء منطقة صناعية استيطانية غرب الضفة، تهدف لترغيب المستوطنين للسكن في الضفة الغربية المحتلة.
ويؤكد هذالين أن الاحتلال يريد أن يوسع الاستيطان بالضفة من خلال ترغيب المزيد من المستوطنين من القدوم إليها.
ويشير إلى أن ما يجري فرض أمر واقع على الأرض بهدف السيطرة على جميع أراضي الضفة والقدس خلال العامين المقبلين، مما يستعدي الاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة تلك المشاريع.