الرسالة نت – محمد ابو قمر
يومئ محمد الذي يعاني من ضمور في الدماغ برأسه رافضا وضعه المعيشي، وهو يشير لمكان نومه الرث.
بثقل في لسانه يقول ابن الأربعة عشر عاما "أنا مش مبسوط من هالعيشة".
أفرشة وأغطية بالية عفا عليها الدهر تناثرت في باحة المنزل، واتشحت الجدران بسواد الفقر الذي انتشرت رائحته في المكان. كثير هم الفقراء في غزة، لكن غياب التأهيل الاسري يزيد من عقدة مشكلة عائلة أبو محمد.
الى البريج وسط غزة كانت وجهة "ألم وأمل" وهي تنقب عن أسر نهشها الفقر والحرمان، لكن كانت الصورة قاتمة أكثر من المتوقع.
فقر وغياب تأهيل أسري أدخل العائلة في وحل غياب النظافة عن المكان.يعمل أبو محمد آذنا في احدى المؤسسات مقابل مبلغ من المال بالكاد يكفي لسد رمق أطفاله الخمسة وشقيقته التي تسكن معه الى جانبه هو وزوجته.
في المنزل الذي يبدو أنه يعود لعصور قديمة استعانت به الاسرة بملابس بالية لإشعال النيران بدلا من الغاز المفقود.
ربما من الصعب رسم الصورة كما هي بسوداويتها، لكنها تكمن في فقر انتشر بجميع أنحاء المنزل وعمت المياه العادمة جزء منه، لا ثلاجة، لا غسالة، ولا حتى فرن غاز.
تناثرت بعض حبات البطاطا في الغرفة، وبقايا طعام، حيث تقول الابنة الاكبر " نأكل بطاطا في الغالب، وبعض ما يمكن لوالدي توفيره عندما يحصل على مرتبه".
والى جانب محمد الذي يعاني من ضمور في الدماغ، فان اثنتين من شقيقاته يعانين من ضعف في النظر.
يتحلق الاطفال من بينهم المعاق حول شاشة تلفاز صغيرة -حصلوا عليها من أهل الخير-، وضعت بين الملابس المتناثرة، وانغمسوا في متابعة صورا متحركة في بيئة بعيدة عن أدنى معايير السلامة.
وتبين أن جميع الابناء غير ملتحقين بمقاعد الدراسة، بعدما كانوا في وقت سابق منضمين لمؤسسة ترعى الحالات الخاصة.
"يا الله... أين مؤسسات التأهيل الاسري من هذا المنزل، كيف لأصحابه العيش في مكان لا يمكن التمييز بين النظيف والمتسخ فيه".
كثيرا ما نسمع بمشاريع دعم اسري ونفسي واجتماعي، لكن ربما تلك الأسرة غائبة عمن يشرفون على المشاريع.
هي دعوة تطلقها "ألم وأمل" الى المؤسسات الاجتماعية المهتمة بدعم الاسر وتأهيلها للالتفات لتلك الحالة، التي ربما تعيش بمعزل عن العالم اذا ما نظرنا لتفاصيل الحياة اليومية التي يعيشونها.