قائمة الموقع

مقال: هل تدفع الخطة الخمسية الصهيونية في القدس إلى اشتعال الحرب الشاملة

2023-08-31T18:20:00+03:00
بقلم: الكاتب ميسرة بحر

حذر الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من اندلاع الحرب الشاملة للتصدي للإرهاب الصهيوني والاعتداءات على الضفة الغربية ومحاولات تهويد القدس في خطاب التحدي الذي ألقاه يوم الخميس 2023/8/24م على قناة الميادين، عقب التهديدات الصهيونية بتنفيذ عمليات اغتيال لقيادة المقاومة، *وأكد الشيخ صالح أن الحرب الشاملة ستبدأ في الضفة الغربية وستنتهي إلى مواجهة شاملة متعددة الجبهات تحسم الصراع لصالح الشعب الفلسطيني.

الضفة اليوم باتت كرة لهب مشتعلة للتصدي لجرائم الاحتلال في الضفة والقدس ولإفشال مخططات العدو في حسم الصراع وتهويد القدس لتؤكد رؤية الشيخ صالح، فخلال أقل من 24 ساعة، شهدت الضفة الغربية 4 عمليات نوعية في مناطق متفرقة من الضفة الغربية؛ (عملية دهس في الخليل أسفرت عن إصابة جندي صهيوني، تفجير عبوة في قوة مشاة في نابلس وأصيب 4 مستوطنين صهاينة، اشتباك مسلح في جنين أصيب فيه مستوطن صهيوني، عملية دهس في بيت سيرا قضاء رام الله وأصيب فيه 6 جنود صهاينة)، بالإضافة لعملية طعن في القدس أصيب بها مستوطن صهيوني.

يسعى المتطرفون الصهاينة الذين باتوا يسيطرون على الحكومة الصهيونية إلى تنفيذ خططهم في حسم الصراع والسيطرة على الضفة الغربية، وتهويد القدس، وفي سبيل ذلك تسخر دولة الاحتلال الصهيوني كل امكانياتها، فتضع الخطط، وترصد الموازنات؛ ومن أخطر هذه الخطط هي الخطة الخميسة التي تسعى إلى تهويد القدس الشرقية من خلال خطة خبيثة تستمر لمدة خمس سنوات.

رصدت الحكومة الصهيونية ميزانية بقيمة 3.2 مليار شيكل لتنفيذ خطتهم الخبيثة للأعوام 2024-2028م، تهدف الخطة إلى تعميق السيطرة المطلقة للصهاينة على القدس الشرقية من خلال محاولة دمج المقدسين في المنظومات "الإسرائيلية" وربطهم في الاقتصاد الإسرائيلي" لتكبيلهم ومحاولة السيطرة على سلوكهم، حيث أن الخطة الخمسية تركز على ستة مجالات حيوية ومهمة وهي (التعليم، الاقتصاد، التشغيل والرفاه، المواصلات، تحسين جودة الحياة، وتخطي وتسجيل الأراضي) ويحوز التعليم على الاهتمام الأكبر حيث رصد له 800 مليون شيكل، بهدف زيادة عدد السكان الذين يتلقون المناهج الإسرائيلية.

باعتقادي أن هذه الخطة لن تمر ولن يتنازل المقدسيون عن هويتهم، فقد سطروا نماذج مشرفة من الصمود والتحدي والوقف في وجه الاحتلال رغم كل التهديدات، والمغريات، ورغم التخاذل العربي اللامحدود، والمقدسيون يعلمون جيداً أن تمرير هذه الخطة يعني سيطرة العدو على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً، بل قد تكون خطوة تسبق إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، لكن المؤشرات على الأرض تثبت تمسك المقدسيون بأرضهم ووعيهم بالخطط الصهيونية، وهو ما سيمنع تمرير هذه الخطة، فلا زال أغلب المقدسيين يرفضون الدخول إلى منظومات التعليم "الإسرائيلية"، بالإضافة إلى مظاهر التصدي للمستوطنين، ورفض المقدسيون مغادرة منازلهم رغم الإغراءات بملايين الدولارات وغيرها من المظاهر التي تثبت أن المقدسي رغم كل الضغوط لا زال متمسك بأرضه.

إن استمرار العدو الصهيوني في محاولاته لتهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى، ستكون مفجر للحرب الشاملة، التي ستشكل تحول في شكل الصراع، وستفرض قواعد اشتباك جديدة، وترسخ مبدأ وحدة الساحات؛ المفهوم الذي ولد نصرة للقدس بدءاً من معركة سيف القدس، ومرورا بالرشقة الصاروخية التي أطلقت من (لبنان وسوريا، وغزة) في رمضان الماضي، والتي أدخلت العدو في حالة من التخبط، حيث أن عقيدته القتالية واستراتيجيته العسكرية تتعارض مع الحرب متعددة الجبهات نتيجة للموقع الجغرافي للمناطق التي تحتلها "إسرائيل"، وغيرها من العوامل التي تجعل الحرب متعددة الجبهات كابوس مظلم.

اخبار ذات صلة