قالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى، إيمان الطرابلسي، إن هناك "كوارث إنسانية خطيرة" تحدث في اليمن وأفغانستان والسودان، مشيرة إلى "انخفاض الدعم الدولي للعمليات الإنسانية في ظل ارتفاع الاحتياجات الفعلية ميدانيا".
وأوضحت، في مقابلة أن أزمة التمويل التي تواجه اللجنة دفعتها إلى تعليق برنامج "دعم صمود المستشفيات" في أفغانستان بطريقة مؤقتة، مؤكدة أن "هذا البرنامج يهدف للحيلولة دون الانهيار الوشيك لقطاع الصحة، وتخفيف الضغط على السلطات، ما يعطيها المجال لخلق حلول طويلة المدى".
وأكدت الطرابلسي أن "الشعب الأفغاني تجرّع مرارة 40 عاما من النزاع، ولا يمكننا أن نصف مدى الضرر العميق الذي خلّفه هذا النزاع"، موضحة أن عملياتهم في أفغانستان هي ثاني أكبر عملية للجنة الدولية للصليب الأحمر، و"نحن لا نزال مُلتزمين بتقديم الدعم خلال الأشهر والسنوات المقبلة، خاصة في ظل الاحتياجات الإنسانية الهائلة والمتزايدة".
وذكرت أن "النزاع الدائر في اليمن منذ تسع سنوات خلّف أزمة إنسانية غير مسبوقة في جميع أنحاء البلاد، حيث إنها لا تزال مُصنّفة من بين أكبر الأزمات الإنسانية حول العالم"، منوهة إلى أن "نحو نصف المرافق الصحية في البلاد باتت خارج نطاق الخدمة في حين لا يتوفر لدى العديد من المراكز العاملة سوى قدرات محدودة للغاية".
وأشارت الطرابلسي إلى أن "عمليات اللجنة الدولية حول العالم تعاني من فجوة تمويل خطيرة جعلتنا أمام خيار صعب، وهو مراجعة طريقة تدخلنا لمحاولة مواصلة تقديم خدماتنا بطريقة تتماشى بأقصى حد ممكن مع الاحتياجات الإنسانية الضخمة، فضلا عن اضطرارنا لإلغاء مئات الوظائف".
في حين لفتت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط، إلى أنهم يواصلون حوارهم مع الجهات المانحة لحشد موارد إضافية تمكننا من مواصلة جميع عملياتنا من جديد.
يُذكر أن سويسرا تحتفظ تقليديا بعلاقات وثيقة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر -التي تتخذ من جنيف مقرا لها- حيث أسّسها الحائز على جائزة نوبل للسلام السويسري هنري دونان، في القرن التاسع عشر.
وسويسرا هي الراعية لاتفاقيات جنيف الأربع. ويرأس اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقليديا مواطنون سويسريون، ومنذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تولت أول امرأة رئاسة هذه اللجنة، وهي الدبلوماسية السويسرية السابقة ميريانا سبولياريتش إيغر.