في منتصف أغسطس آب هدمت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي)، مدرسة عين سامية والتي تخدم عدد من التجمعات البدوية شرق رام الله، ضمن مسلسل متواصل لاستهداف التعليم الفلسطيني.
وأقيمت مدرسة عين سامية على أرض خاصة تبرع بها مواطن فلسطيني من بلدة كفر مالك، شمال شرق رام الله بتاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2022، بتنسيق مع وزارة التربية والتعليم وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان وبتمويل أوروبي.
وبعدها بأيام، اعتدى المستوطنون على البدو في تجمع وادي السيق البدوي شرق رام الله، واعتقلوا ثلاثة شبان من التجمع واعتدوا بشكل وحشي على السكان.
ويتعرض الأهالي في تجمع وادي السيق لاعتداءات متكررة من المستوطنين وقوات الاحتلال، بهدف ترحيلهم وتهويد المنطقة.
ويعد الوادي تجمع لأربعين عائلة فلسطينية، يقيمون في الأراضي التابعة لقرية رامون الممتدة من خط الون الاستيطاني حتى منطقة نهر الأردن، وهي جبال شاسعة ومناطق كبيرة ممتدة أسفل أريحا.
ويعيش في الوادي قرابة 200 شخص من البدو الكعابنة ممن سكنوا من المنطقة من أكثر من أربعين سنة ويمتلكون بنى تحتية وطرق ومدرسة كان الجيش والإدارة المدنية يعمل على عرقة هذه المشاريع التي كانت تتم خلال الليل فقط.
أيمن غريب ناشط من وادي السيق تحدث عن قضية الوادي قائلا:" الوادي منطقة مستهدفة الآن بعد اخلاء التجمعات الخمس تحت اعتداءات المستوطنين الذين استهدفوا المدرسة الوحيدة للمنطقة قبل يومين واعتدوا عليها بالتكسير، وسرقوا مواتير الكهرباء والاضاءة والطاقة الشمسية، واعتدوا على البيوت والنساء والأطفال في غياب الرجال في أعمالهم.
ويضيف غريب: "المستوطنين مدربين على استخدام السلاح والشرطة متآمرة معهم لذلك لا تقدم خدمات ولا تعمل على منع اعتداءات المستوطنين بل أنها حينما أتت الى المنطقة اعتقلت الشبان، واليوم ينام نشطاء في تجمع وادي السيق للدفاع عن الأراضي والمنشآت التابعة للتجمع.
ويتابع: "يجب على الجميع التوجه الى مناطق وادي السيق الطلاب وأساتذة الجامعات وكل النشطاء ليحموهم من جماعة المستوطنين وما تسمى " فتيان التلال " التي ترسل للشبان تهديدات على مدار الساعة عبر صفحاتهم الرسمية على الفيس بوك"
بدوره يقول وليد عساف المختص بالاستيطان إن هذه المناطق فيها 159 تجمع بدوي تمتد من الظاهرية جنوبا حتى الخان الأحمر شمالا ويريد الاحتلال تهجير السكان منذ عام 67 وهي كلها تقع على خط آلون الذي يريد الاحتلال افراغه والسيطرة على كل الأراضي حوله.
ويذكر أن الهجمات تستهدف مسافر يطا وحتى بيسان على طول التجمعات البدوية، مشيرا إلى أن المستوطنون اعتدوا بالأمس على تجمع حمصة واعتقلوا نساء من الخان الأحمر حينما حاولن حماية شقيقهن الصغير.
وأكد عساف أن سلطات الاحتلال تصعد في المدة الأخيرة ممارساتها العنصرية ضد تجمع "وادي السيق" البدوي، ضمن محاولاتها الرامية إلى تهجير سكانها وإحلال مستوطنين مكانهم.
وأضاف: يتم الاستيطان باستخدام ما يسمى منظمة "فتيان التلال" وهي منظمة إرهابية تبدأ ببناء الأبنية في المناطق التي تريد الاستيلاء عليها، ثم التواجد الدائم والمتقطع لإزعاج المواطنين هناك، ثم جلب الأغنام للرعي في تلك المناطق والبدء بتوسيع مساحة الرعي حتى الاستيلاء على أكبر منطقة ممكنه، تحت ما يسمى الاستيطان الرعوي.
ويوضح عساف أن هذه المناطق مصنفة ضمن المنطقة ج ليس بها مؤسسات سلطة ولا يسمح بها بالبناء قائلا:" نحن المسؤولون كهيئة محاربة الاستيطان عنها بشكل كامل، بنينا تجمعات ومدارس فيها، لكنها تتعرض للهجوم يوميا، وما يحدث الآن هو عملية تهجير قسري".
يتابع عساف:" يعتدون على الأطفال ويعتقلون البنات، يخلعون ملابسهم أمام الناس، يقومون بأفعال قبيحة، يدخلون بيوت المواطنين يفتحون خزائنهم وثلاجاتهم، يقطعون الأشجار، ويسممون الأغنام، والشرطة تنضم إليهم وتعتقل أي فلسطيني يتصدى للعدوان"
وهكذا نجح المستوطنون منذ بداية العام في افراغ خمس تجمعات شرق رام الله، وهي رأس التين، والغور، وعين سامية، والبقعة والقبون، كل تجمع فيه خمسين عائلة انتقلت الآن الى وادي السيق وعين الرشاش والمعرجات، وفق عساف.
ويلفت عساف إلى أنه بنجاح الاحتلال في تفريغ هذه التجمعات يكون استطاع تفريغ شرق رام الله كلها من سكانها والاستيلاء على أراضي مساحتها 250 ألف دونم.
وقال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن البدو المحامي حسن مليحات، في بيان للمنظمة، إن ما حدث من اعتداءات مبرمجة ومنسقة ضد تجمع وادي السيق البدوي شرق رام الله، والكشف عن مخطط لبناء 20 مستوطنة في النقب، بالإضافة لعمليات الهدم التي تجري تحت اشراف وزير الأمن القومي (الإسرائيلي) المتطرف ايتمار بن غفير، وهي تجسيد واضح لسياسيات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ومستوطنيه.
ويضيف مليحات أن دولة الاحتلال تتقاسم الأدوار مع مستوطنيها للتنكيل بالتجمعات البدوية، ويجري ذلك كله في غفلة من الزمن وأمام ناظري العالم الذي يدعي التزامه بمبادئ العدالة.
وذكر أن (إسرائيل) تهدف من خلال طرد البدو من تجمعاتهم إلى تحقيق معادلة التفوق الديمغرافي في تلك المناطق ليصبح عدد اليهود أكثر من عدد الفلسطينيين، بغية فرض سيطرتها على الأرض واقامة المشاريع الاستيطانية عليها.