انتقد الملياردير الأمريكي ومالك منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إيلون ماسك، السياسات الإعلانية لمنافسه التقليدي "فيسبوك" المملوك لشركة "ميتا"، عبر التذكير بإحدى أكبر حملات المقاطعة في التاريخ ضد الأخير.
وأعاد ماسك، الثلاثاء، عبر حسابه في منصته الخاصة مشاركة تقرير قديم حول حملة مقاطعة واسعة تعرض لها "فيسبوك" من قبل مئات الشركات عام 2020. وكتب تعليقا على التقرير: "لقد استسلم فيسبوك لمجموعات الضغط اليسارية المتطرفة".
وأضاف الملياردير الأمريكي أن "فيسبوك يسمح لهم الآن بإملاء السياسة بصمت مقابل أموال الإعلانات".
والتقرير الذي أعاده ماسك إلى الواجهة، نشرته "مجلة السياسة الأمريكية" عام 2020 على موقعها الإلكتروني الرسمي، وتناولت من خلاله تفاصيل "عام فيسبوك المضطرب"، حيث تعرض الأخير لمقاطعة إعلانية واسعة النطاق من قبل نحو 800 شركة على مستوى العالم، تسببت بسحب ملايين الدولارات من الإنفاق الإعلاني للشبكة الاجتماعية.
وانضمت آنذاك علامات تجارية عابرة للحدود مثل "كوكا كولا" و "فورد" وغيرهما للمقاطعة، عبر مطالبة شركة "ميتا" بمراقبة خطاب الكراهية المنتشر على منصتها الأكبر فيسبوك، واتخاذ إجراءات أكثر صرامة في هذا الشأن.
ووفقا للتقرير القديم، تضمنت اللحظات الحاسمة خلال هذه الأزمة مكالمة جماعية بين المدافعين عن الحقوق المدنية والرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، وهي إحدى المرات القليلة التي فعل فيها ذلك في تاريخ الشركة.
ولعبت هذه الدعوة دورا محوريا في تشكيل خطة المقاطعة التي تهدف إلى إجبار فيسبوك على التصدي لخطاب الكراهية بشكل فعال.
كما لفتت الانتباه إلى الأساليب المختلفة التي تتبعها منصات التواصل الاجتماعي، حيث اتخذ "تويتر" آنذاك موقفا أكثر صرامة بشأن المنشورات المثيرة للجدل بينما دافع زوكربيرغ عن سياسات منصته.
ورأى التقرير أن المقاطعة آنذاك شكلت انتصارا من وراء الكواليس لتحالف جديد من جماعات الحقوق المدنية ومهندسي حملة "Stop Hate For Profit#" التي وقعت عليها العديد من الشركات.
تأتي اتهامات ماسك لمنافسه زوكربيرغ وسط تصاعد التوترات بين الجانبين بعد إطلاق الأخير منصة "ثريدز" التي اعتبرت منافسا لـ "إكس" (تويتر سابقا)، ما دفع مالكها الجديد إلى طلب مواجهة الرئيس التنفيذي لـ "ميتا" في حلبة نزال حقيقي لم يتوصل الطرفان حتى الآن إلى موعد محدد له.
وتسلط مشاركة ماسك التقرير القديم، الضوء على الجدل الدائر حول تأثير مجموعات الضغط على سياسات وسائل التواصل الاجتماعي والتوازن الدقيق بين حرية التعبير والإشراف المسؤول على المحتوى مع اقتراب انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في العام المقبل.