سعّرت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) من حملاتها ضد المقدسيين عبر عمليات هدم غير مسبوقة، اشتدت بشكل كبير خلال الأسبوع الأول من سبتمبر الجاري.
وتتطلع (إسرائيل) التي تقود حرباً دينية ضد المقدسيين، إلى تهجيرهم من أراضيهم وإفراغ العاصمة الفلسطينية من سكانها مقابل المزيد من التهويد.
وتجري عمليات الهدم تحت مرأى العالم العربي والإسلامي، في وقت يدفع المقدسي ثمن التهجير والعقوبات والإبعاد القسري عن المدينة.
حملة غير مسبوقة
المقدسي والمختص في الشؤون (الإسرائيلية)، إسماعيل مسلماني، أكد أن وزراء الاحتلال تحدثوا وبشكل علني عن الحرب التهويدية ضد القدس، "ولعل الحكومة اليمينية المتطرفة جاءت لتطبيق ذلك".
وقال مسلماني في حديث لـ (الرسالة نت) إن الاحتلال يهدم ويهجّر المقدسيين بوتيرة غير مسبوقة، ويضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط وينفّذ ما يريد بقوة السلاح.
وشدد على ضرورة وقف تغوّل الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، وأن يقف العالم الإسلامي عند مسؤولياته في هذا الجانب.
واستغرب حالة الصمت المطبق عمّا يجري في القدس والمسجد الأقصى، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات جدية لوقف المزيد من التهويد في المدينة المقدسة.
وأشار مسلماني إن الطقوس التي يؤديها المستوطنون في ساحات المسجد الأقصى وحالات الهدم المستمرة في القدس وخصوصا البلدة القديمة، تؤكد بأن التهويد اشتد دون رادع.
وفي آخر عمليات الهدم في القدس، هدمت سلطات الاحتلال، منازل ومنشآت في حي البقعان ببلدة عناتا شرق مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر مقدسية إن قوات الاحتلال ترافقها جرافات اقتحمت القرية عند الساعة الخامسة فجرا، وشرعت في هدم منشآت صناعية ومحل قطع سيارات، وبعض المباني، منها سكنية.
وبعد ظهر اليوم، قالت محافظة القدس إن قوات الاحتلال انسحبت من بلدة عناتا بعد تسع ساعات من عمليات الهدم والتجريف أسفرت عن هدم 13 منشأة تجارية وحيوانية وسكنية منها 9 محال تجارية ومزرعة حيوانات ومنزل قيد الإنشاء ومنزل آخر قديم للعائلة وقاعة وديوان لعائلة غيث.
وقدّرت خسائر المواطنين بملايين الشواكل حيث بلغت تكلفة المنزل المدمر وحده مليون شيكل خلافا لباقي الخسائر المادية الأخرى، وفق المحافظة.
المختص في شؤون القدس، أمجد شهاب، قال إن الحملة المسعورة ضد المقدسيين خطيرة وغير مسبوقة وبحاجة لوقفة جادة لوقف تغوّلها.
وأكد شهاب في حديث لـ (الرسالة نت) أن الاحتلال يعمل بشتى الطرق وبغطاء حكومي لتطفيش المقدسيين من منازلهم ومحالهم التجارية عبر التضييق عليهم.
وأوضح أن المتتبع للتجارة في القدس، يجد حجم الظلم الواقع عليهم من سلطات الاحتلال، وهو ما يجبر التجار المقدسيين لإغلاق منشآتهم ومحالهم بسبب كثرة الضرائب والمخالفات.
وشدد على ضرورة إيجاد خطة وطنية استراتيجية لدعم صمود المقدسيين في منازلهم، مؤكدا أن هناك تقصير كبير على المستوى الرسمي الفلسطيني في حماية المقدسيين وتعزيز صمودهم.
وفي سياق متصل، عقدت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك لمواجهة السياسات والإجراءات (الإسرائيلية) غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، الأربعاء، اجتماعها السابع في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة.
ودعت اللجنة في ختام أعمالها إلى تنظيم زيارات للجنة إلى الدول المؤثرة والمنظمات الإقليمية والدولية في المجتمع الدولي من أجل العمل على حشد المواقف المؤيدة والمساندة للحقوق الفلسطينية وتسليط الضوء على الانتهاكات والممارسات (الإسرائيلية).