حين يتردد اسم عائلة البرغوثي في المجالس الفلسطينية، سرعان ما تذكر بطولات الشهيد أبو عاصف البرغوثي وابناءه "عاصم وصالح" وشقيقه نائل المعتقل في سجون الاحتلال منذ 45 عاما، والكثير من أسماء المقاومين الذين قهروا الاحتلال بعنادهم ودفاعهم عن الأرض.
في عائلة البرغوثي لم تقتصر المقاومة على الرجال، بل كانت النساء تساندهم فاسم "فرحة" والدة الشهيد أبو عاصف والأسير نائل، وشقيقتهم المعتقلة الحالية "حنان – أم عناد" كان يهز الكيان، فكانت تتصدى لهم بالكلمة، وفي كل مرة كان يحاول جنود الاحتلال التنغيص عليهم كانت تتسابق للمشاركة في اعتصامات الأسرى وأي نشاط وطني فيه رفعة للمقاومة.
وكما يقول المثل الشعبي " البنت بتطلع لأمها" فهذه أم عناد كما والدتها فرحة، هي زوجة أسير محرر ومن حين لآخر ينتقم الاحتلال منها باقتحام بيتها وتدميره وتهديدها بالاعتقال ومنعت من زيارة شقيقها الأسير نائل حتى كانت النهاية اعتقالها والحكم عليها بالاعتقال الإداري لمدة أربعة أشهر بذريعة وجود ملف سري، وهذا الحكم غالبا يمارس ضد الأسرى الذكور وليس الأسيرات.
تحكي صديقتها وابنة عائلتها الناشطة السياسية فدوى البرغوثي لـ (الرسالة نت) أن "أم عناد" منذ عمر الثالثة عشر وهي تعيش حالة النضال مع عائلتها وتتردد على السجون لزيارة اشقاءها ووالدها، وذكرت أن "أم عناد" ورثت عن والدتها وعائلتها الصغيرة مقارعة المحتل وتقديم التضحيات، فهي بعد العمليات التي نفذها أبناء شقيقها عمر (الشهيد صالح والأسير عاصم) وصلت لها تهديدات كبقية أفراد العائلة "بأنهم لن يتركوا في حال سبيلهم وسيتعرضون للمزيد من المضايقات".
وأشارت الناشطة السياسية إلى أن صديقتها المعتقلة قبل أسرها تم اعتقال ابنها عمر ثم أفرج عنه، ليعاد اعتقال ابنها عبدالله مرة أخرى بحجة أنه حاول تنفيذ عملية وقت مسيرة الأعلام (الإسرائيلية)، ومن وقتها والاحتلال يضيق على عائلتها الصغيرة وبشكل معلن.
وأوضحت أن أي نشاط تقوم به أم عناد فيه دعم للأسرى والأقصى يشن الاحتلال عليها حملة من التهديدات ومحاولة اجبارها على وقف الأنشطة لكنها تعاند وتواصل نضالها الذي تربت عليه.
وفي ذات السياق يقول إسلام عبده مدير الإعلام في وزارة الأسرى إن الاحتلال (الإسرائيلي) في الآونة الأخيرة وسع من سياسة الاعتقال الإداري لتغييب أبناء الشعب من المؤثرين والأكاديميين والمقاومين وذويهم داخل السجون دون تهمة أو محاكمة بحجة وجود ملف سري لا يمكن الاطلاع عليه.
وذكر لـ (الرسالة نت) أن هناك 1200 أسير معتقل اداري في سجون الاحتلال، وهذا الرقم لم يصل إليه الأسرى منذ 20 عاما، مرجعا السبب إلى أن ذلك دليل ترجمة لعقلية الحكومة (الإسرائيلية) اليمينية المتطرفة في تكثيف عملية الاعتقال وزج أكبر عدد من النشطاء والمقاومين في المعتقلات.
وعن اعتقال أم عناد، ذكر أنها تأتي ضمن سياسة استمرار معاناة الأسرى وذويهم، فهي ناشطة سياسة ودوما تطالب بحق الافراج عن شقيقها نائل، عدا عن سمعة عائلتها المقاومة التي تقارع المحتل بشكل يومي.
وبحسب عبدو فإن الاحتلال يخضع الصحفيات والمؤثرات دوما للاعتقال الإداري كما جرى سابقا مع الصحافية بشرى الطويل، لافتا إلى أن الاحتلال لا يفرق بين اسير وأسيرة فالجميع سواء في الأحكام العالية أو الاعتقال الإداري.