غزة- أيمن الرفاتي- الرسالة نت
أكد الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني أن الوضع الاقليمي بعد 25-1 سيكون مختلفاً عما كان عليه، مشيراً إلى أن المنطقة ستشهد تغيرات واسعة النطاق وليست محدودة ستصل لدول جديدة .
وشدد رزقة خلال برنامج "لقاء مع مسئول" الذي يقيمه المكتب الاعلامي الحكومي على أن التحضير للانتخابات من قبل السلطة في الضفة الغربية هي مناورة اعلامية للبقاء في السلطة، موضحاً أنه لا يمكن اجراءها بدون تواقف وطني حقيقي.
وامتدح رزقة ثورة الشباب في مصر التي غيرت النظام المصري برمته، مؤكداً أن الثورة أحدثت نقلة كبيرة لم يصل من خلالها الثوار للحكم بشكل مباشر بل جعلت الجيش ينقلب على النظام بطريقة غير مباشرة لفترة محدودة وبطريقة تعتمد على بقاء الدستور مع تغيره بما يناسب المرحلة.
وأشار إلى أن ما حدث في مصر هو صورة مصحوبة بروح تغير برزت من خلاله قوة الشاب ستسري في الأفاق وستصل للآفاق العربية والغير العربية خلال الأشهر والأيام القادمة, مبيناً أن ثورة مصر وتونس قلبت واقع الأحزاب حيث رفعتهم عكس ما كانت عليه الأحزاب في رفع الشعوب ونهضتها.
ونوه رزقة إلى أن التغير في مصر وتونس سيمثل رافعة لمصر ذاتها لتصبح ذات منزلة وذات مكانة على المستوى الدولي والعربي والاقليمي, مشيراً إلى أنها ستكون رافعة للشعب الفلسطيني سواء على مستوى حركة حماس وغيرها من الفصائل.
وقال: "هذه الثورة ستخرج عنها موجات ارتدادية عميقة الأثر وغير محدودة في أماكن مختلفة فعصر الخوف والقمع وخشية الحكومة قد انتهى ".
وشدد يوسف على أن ثورة مصر غيرت الواقع فقد أنهت الخشية من التدخلات الأمريكية في المنطقة وأعطت الفرصة لتجاوز التدخلات والسياسية الإسرائيلية المفروضة على بعض الدول العربية, لأن الضمير الشعبي هو الذي سيحكم في الوقت القادم.
ودعا يوسف مصر لأخد دورها الريادي في المنطقة من جديد بما يكسر الحصار الذي تفرضه (اسرائيل) على غزة من خلال السماح بالتصدير والاستيراد عبر مصر وليس عبر (اسرائيل).
الوثائق
وحول وثائق المفاوضات التي نشرتها قناة الجزيرة أكد رزقة أن ما بعد الوثائق سيختلف كلياً عما قبلها , منتقداً من يقولون إن هذه الوثائق معروفة وغير جديدة بالقول: "في السابق كانت كلها ظنون وتحليلات , لكن الآن هي حقائق وثائق".
وأشار المستشار السياسي لرئيس الوزراء إلى أن الاتفاق الفلسطيني الداخلي لن يكون إلا بعد اصلاح المرجعيات السياسية المتمثلة في منظمة التحرير, داعياً إلى اعادة الأجندة الوطنية بشكل فعلي يبدأ بالتغيير ثم سحب الوثاق من التداول بما يتيح الأجواء المناسبة للاتفاق الفلسطيني الداخلي .
وشدد على أن استقالة صائب عريقات من منصب رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير دليل على تورطه وخيانته للشعب الفلسطيني, مؤكداً على ضرورة تغيير الأشخاص في الواقع الفلسطيني في الضفة ليتم تغيير في السياسيات.
ونوه إلى أن الوثائق أثبتت أن السلطة اخترقت المرجعيات الدولية التي تثبت حقوق الشعب الفلسطيني بعدما تنازل المفاوضون عن حقوق أقرتها الأمم المتحدة بما يخالف القرار 194.
وأكد أن الوثائق في أثبت التنازل المهين من قبل المفاوض وخاصة في حقوق لا تنازل عنها مثل القدس واللاجئين , مشيراً إلى أن تدني سقف المطالب الفلسطينية في المفاوضات سيكون له تداعيات أخرى على أية مفاوضات ستقيمها السلطة وهذا مكسب كبير لدولة الاحتلال.
وأوضح أن التنازلات التي قدمتها السلطة أصبحت قيداً على الشعب الفلسطيني وليس على المفاوض فحسب موكداً أن رئيس السلطة المنتهي الصلاحية محمود عباس لم يطمئن الشعب الفلسطيني على قضاياه الأساسية بعد كشف الوثائق وهو ما يثبت صحتها.
الانتخابات
وحول الانتخابات التشريعية والرئاسية والبلدية التي أعلنت عنها السلطة, أكد المستشار السياسي لهنية أن الاجواء غير متهيئة لها وتوجد في ظل رفض واسع في غزة والضفة والمراكز الحقوقية مشدداً على أن من أقر هذه الانتخابات ليس لديه رؤية سياسية وهو يهرب من تداعيات الثورة في تونس ومصر للأمام.
وشدد على أن التحضير للانتخابات من قبل السلطة في الضفة الغربية هي مناورة اعلامية للبقاء في السلطة، موضحاً أنه لا يمكن اجراءها بدون تواقف وطني حقيقي.
وتساءل رزقة عن مدى أهمية الانتخابات التي تتحدث عنها السلطة بالنسبة للشباب الفلسطيني بالقول: "هل ستحل هذه الانتخابات مشكلة الشباب الفلسطينية الذي يعاني؟ انا اعتقد انها لا تلبي شيئاً من مطالب الشباب ".
وحول متطلبات المرحلة القادمة في الشأن الفلسطيني أكد على أن المطلوب الآن هو التغيير واحترام ارادة الشعب والشباب, واطلاق الحريات بما يلائم هذه الحالة, واعادة الاعتبار للمجلس التشريعي القائم, واصلاح المرجعيات السياسية للشعب الفلسطيني وخاصة منظمة التحرير لأنها ستكون صاحبة القرار الفلسطيني.
استقالة فياض
وحول استقالة فياض والتحضير لحكومة جديدة بين أنه لا تمثل جديد على المستوى السياسي فهي لا تطرح سياسات جديدة فهي مجرد تغيير أشخاص دون تغيير سياسة، موضحاً أن الاستقالة تهدف لتعزيز سلطة فتح في الحكومة على غرار سيطرتها على الميدان.
وأضاف: "الثورة المصرية سبب في استقالة فياض والأحداث المصرية وذهاب الغطاء الذي كان تمثله مصر لهم دفعهم للتحرك وتغيير الحكومة لكي يمتصوا غضب الشارع الفلسطيني ".
الوقة المصرية وايران
وعن الورقة المصرية أكد رزقة أن فتح ليس لديها رؤية حقيقية فقد ظهر لها رأيين متناقضين عبر عنهما عزام الأحمد ونبيل شعت, مشدداً على فتح لا تريد شراكة حالية من خلال ما تقوم به على الأرض.
وحول هل ستكون ايران البديل عن الدور الأمريكية شدد على أن هذه فزاعة يحاول الغرب ترويجها في المنطقة لإبقاء سياستهم مفروضة، داعياً الدول العربية لتقوية قدرتها مثل ايران والصعود لما يعزز الموقف العربي والفلسطيني في المنطقة .
وفي تعقيبه على خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي دعا جنوده لاحتلال الجولان في أية حرب قادمة أكد أن هذا الخطاب هو تعبير عن رؤية سياسية وجزء من تبادل الضغط بين (اسرائيل) وحزب الله، مؤكداً أن الحكومة ستكون سعيدة بتحرير أية منطقة في فلسطين على يد المقاومة.
وعلى صعيد التغيير الوزاري أكد أن الوقت غير مواتي للإعلان عن الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن حماس تنتظر حالياً ما تؤول إيه الأوضاع في مصر لأن التغيير في المنطقة سيغير الوضع الفلسطيني.