قائد الطوفان قائد الطوفان

خلال ندوة فكرية نظمها مركز حوار للدارسات

مختصون وباحثون: "اتفاق أوسلو" كارثة سياسية وشعبنا يدفع ثمنها

الرسالة نت - غزة

أكد مختصون وباحثون أن اتفاق "أوسلو" ما زال يشكّل كارثة سياسية تلقي بظلالها على شعبنا، ويدفع ثمنه حتى اليوم، مشيرين إلى أنه بات يشكّل "عقبة على طريق المقاومة".

جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز حوار للدراسات في مدينة غزة اليوم السبت بعنوان ""ثلاثون عامًا على توقيع اتفاق أوسلو.. الحصاد والتقييم"، بحضور مختصين سياسيين واقتصاديين ومحللين من غزة والضفة والخارج.

لن يكون مستقبل لأي سلطة بالضفة

الأكاديمي في العلوم السياسية بجامعة بيرزيت جورج جقمان، قال :"إنه بعد 30 عامًا من توقيع اتفاق أوسلو باتت منظمة التحرير دائرة تابعة من دوائر السلطة الفلسطينية".

وأضاف جقمان "نحن أمام مرحلة انتقالية لما بعد الرئيس أبو مازن، وعلى الرغم من الصراع الجاري لخلافته يوجد صراع آخر على من ستبقى فتح، وبدأ صراع ميداني يتطور بظهور عمل مسلح لكتائب الأقصى وعرين الأسود في الضفة.

وتابع "ستنشأ مجموعة من الأسماء بعد رحيل أبو مازن لمعرفة مصير منظمة التحرير ومن يمثلها، لن يكون مقبولا لشعبنا أن يمثله سلطة غير منتخبة، ولن يكون هناك مستقبل وطني لأي سلطة تحكم الضفة وتدعي أنها تحكم شعبنا".

تقزيم المشروع الفلسطيني

وقال مدير مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات محسن صالح في مداخلة له من بيروت إن أحد الإشكالات الرئيسية لاتفاق أوسلو بعد مرور 30 عامًا على توقيعه أنه تسبب في تقزيم المشروع الوطني الفلسطيني.

وأوضح صالح أن مسار التسوية السلمية كان يفترض أن يؤدي إلى دولة فلسطينية؛ لكن الذي حدث أن مسار "أوسلو" لم يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، وبات عقبةً في طريق المقاومة.

وأضاف "إن هذا الاتفاق أسس لإدارة إسرائيلية لمسار التسوية، وربط حل قضية فلسطين بإرادة الاحتلال؛ حتى خلال مفاوضات أوسلو أوقفوا العمل المسلح، وباتوا عاجزين عن مواجهة الاحتلال ومرهونين لإرادته".

وأكد صالح أن اتفاق "أوسلو" أسس لأكبر حالة انقسام فلسطيني في تاريخنا المعاصر، قائلاً "هو لا يعود لأحداث عام 2007 بل منذ توقيع هذا الاتفاق، إذ أنه أسس لوجود كتلة تمثل الشريحة الأكبر في مقابل فصيل فلسطيني يستفرد بالقرار الوطني المصيري".

اتفاق باريس الاقتصادي

أستاذ العلوم المالية والاقتصادية في الجامعة العربية الأميركية برام الله نصر عبد الكريم، أكد أن الاحتلال أدرك منذ توقيع اتفاق "أوسلو" وملحقه اتفاق "باريس" الاقتصادي أنه لا يمكن التعامل مع الشعب الفلسطيني أنه كيان اقتصادي مستقل؛ لذا يجب أن يبقى تحت الهيمنة والإدارة الإسرائيلية وهو ما يحدث.

وأوضح عبد الكريم أن أهمية اتفاق باريس للاحتلال أنه يبقى ورقة مهمة لابتزاز شعبنا على الصعيد السياسي والأمني، في وقت أن الانقسام الفلسطيني زاد للأسف من ضعف الاقتصاد الوطني.

وأوضح أن البحث عن حلول اقتصادية بمعزل عن جوهر صراع كمشكلة سياسية وامنية هو أمر غير واقعي، وهو تساوق مع أطروحة نتنياهو ونحذر منه؛ لذا يجب حل القضية مع الاحتلال حلاً عادلاً ثم بعد ذلك نتحدث عن حلول اقتصادية.

أوسلو كارثة سياسية واقتصادية

من جهته، أكد المختص الاقتصادي سمير أبو مدللة أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة والانقسام الفلسطيني شكلا أسبابًا مهمة في تدهور الأوضاع الاقتصادية لشعبنا، موضحًا أن اتفاق أوسلو وملحقه اتفاق باريس شكلا أيضًا كارثة سياسية واقتصادية ألقوا بظلالهم على تدهور الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية.

وأوضح أبو مدللة أنه كان الاعتقاد عند توقيع اتفاق باريس الاقتصادي أن ذلك سيفتح آفاق، وأن الوضع سيتحسن، وأن غزة ستصبح سنغافورة الشرق الأوسط؛ لكننا اليوم بتنا في وضع لا نحسد عليه".

وأضاف للأسف "أعطى هذا الاتفاق السيطرة لإسرائيل على المعابر والموانئ والحركة التجارية، هم يحاولوا أن يقزموا القضية الفلسطينية؛ وكأن الحل هو اقتصادي، بل هو حل سياسي بامتياز".

اتفاقية أوسلو أساسها اتفاقية أمنية

رأى اللواء واصف عريقات خلال كلمته في الندوة الفكرية، أن إسرائيل أرادت من اتفاق أوسلو أن تكون السلطة الفلسطينية خدماتية.

وقال عريقات، :" إن اتفاقية أوسلو أساسها اتفاقية أمنية، حيث عملت إسرائيل على إغراق الشعب الفلسطيني بعدد كبير من الاتفاقات لبسط سيطرتها حياة الفلسطيني".

وأضاف:"بعد 30 عاما من فشل اتفاق أوسلو، خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لتحرير الأرض من الاحتلال".

وأشار عريقات إلى أنه اليوم أصبح للشعب الفلسطيني مقاومة قادرة على مواجهة الاحتلال وإلزامها بالاتفاقيات.

بدوره، قال الدكتور هشام المغاري "المختص الأمني"، :"إن اتفاقية أوسلو هي اتفاقية أمنية تأتي في إطار سياسي.

وأضاف المغاري في كلمة، :" إن البنود الملزمة للفلسطينيين كانت واضحة جدًا، أما البنود التي تلزم إسرائيل كانت وهمية وغير واضحة".

وأشار إلى أن الاحتلال لا يستجيب لمطالب السلطة لتحقيق الأمن للشعب الفلسطيني، فيما تلزم إسرائيل السلطة على الحفاظ على أمن المواطن الإسرائيلي.

وأكد المغاري أن التمسك بخيار التسوية لن يوصلنا إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، قائلًا :"لا بد من الجميع التمسك والجمع بين مسارات التفاوض والمقاومة في وقت واحد".

سياسية تهجير فلسطيني الداخل

الدكتور إبراهيم جابر (فلسطين 48)، قال: "إن بعد توقيع اتفاق أوسلو، صعدت إسرائيل من حملاتها في تهجير فلسطيني الداخل المحتل".

وأضاف جابر، أن اتفاقية أوسلو واعتراف السلطة بإسرائيل أعطى الفرصة للاحتلال باتخاذ قرارات تخدم المواطن الإسرائيلي على حساب فلسطيني الداخل المحتل.

وأشار إلى أن الاحتلال يلاحق الرموز السياسية في الوسط العربي ويرفض وجود أي جسم فلسطيني بالداخل المحتل.

بدوره، قال عوض عبد الفتاح (فلسطين 48) خلال كلمته في الندوة الفكرية، :"إن اتفاق أوسلو عمل على إخراج فلسطيني الداخل المحتل من الصراع، بعد اعترافها بإسرائيل".

وأضاف عبد الفتاح، أن أتفاق أوسلو يعتبر كارثة على الشعب الفلسطيني. وأضاف :"بعد 30 عاما من اتفاق أوسلو "الفاشل" نحن بحاجة إلى جسم فلسطيني موحد لمواجهة الاحتلال وإلزامه بالاتفاقيات الموقعة".

اتفاق أوسلو مات

بدوره، أشار الكاتب الصحفي ديفيد هيرست رئيس موقع ميدل ايست إلى أن اتفاق "أوسلو" مات كعملية حل لإنهاء الصراع بين الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي، قائلاً: " إن السلطة الفلسطينية فقدت بوصلتها الوطنية ولم تعد موجودة".

وأوضح هيرست أن اتفاق لا يزال قائمًا طالما أن "إسرائيل" وأمريكا تتمسك به، وأنه من مصلحة الاحتلال أن تكون هناك سلطة قائمة، مؤكدًا أن اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل من خلال اتفاق "أوسلو" شكّل كارثة سياسية حقيقية.

وتساءل: هل كان من الممكن أن يؤدي اتفاق "أوسلو" لدولة فلسطينية قابلة للحياة؟ اشك في ذلك، قائلاً: "أوجدت أوسلو نموذج لجعل الاحتلال غير مؤلم".

اتفاق أوسلو لم يفرط بالثوابت فلسطينية

أكد منذر الحايك المتحدث باسم حركة فتح خلال كلمته في الندوة الفكرية، أن اتفاق أوسلو جاء بعد مرحلتين الأولى، تشتت المقاومة الفلسطينية بين الدول العربية، وأما المرحلة الثانية جاءت بعد ضغوط عربية ودولية للقبول بهذا الاتفاق.

وقالل حايك، :"إن اتفاق أوسلو لم يفرط بأي ثوابت فلسطينية". وأضاف :"اتفاق أوسلو حقق نتائج مهمة للشعب الفلسطيني وخاصة على الصعيد الدولي".

وأشار إلى أن حركة فتح لم تتنازل وتفرط بالثوابت الفلسطينية خلال توقيع اتفاق أوسلو، منوها إلى أن إسرائيل هي من قتلت اتفاق أوسلو وتريد تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

وأكد الحايك أن اتفاق أوسلو كان مرحلة لكن إسرائيل أنهت هذه المرحلة وأفشلتها، مشيرًا إلى أن الانقسام الفلسطيني الداخلي هو أصعب من اتفاقية أوسلو.

وشدد على أن حركة فتح ترفض "التعاون الأمني" مع الاحتلال ونعتبره حرامًا، ولا يمكن لنا تسليم المقاومين للاحتلال، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية لا تستطيع أن تقاوم الاحتلال، لعدم وجود سلاح كافي لمواجهة الاحتلال.

وقال المتحدث باسم حركة فتح، إن المرحلة القادمة ستكون صعبة على الشعب الفلسطيني، لذلك يتطلب منا الوحدة الوطنية لمواجهة كل مشاريع تصفية الشعب الفلسطيني.

اتفاق أوسلو فاشل

قال صالح ناصر عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية، :"إن الرهان على اتفاق أوسلو بعد 30 عاما تكفي لتؤكد للفلسطينيين أنه يجب التخلي عن هذا المشروع الفاشل".

وأضاف ناصر :"أن المطلوب بعد 30 عاما من اتفاق أوسلو الفاشل، الالتزام بالقرارات الشرعية الفلسطينية والتخلص من اتفاق أوسلو سياسيا وأمنيا واقتصاديا".

وأكد أن الإجراءات العدوانية لإسرائيل لم تتوقف منذ توقيع اتفاق أوسلو، مشيرًا إلى الاحتلال يعمل على رفع عدد المستوطنين في الضفة من خلال توسيع المستوطنات وبناء أخرى بهدف الوصول إلى مليون مستوطن في الضفة.

وأوضح ناصر أن الاحتلال يشرع بتهويد المدينة المقدسة وتقسم الأقصى زمانيا ومكانيا، منوهًا إلى أن اتفاق أوسلو لم يلزم إسرائيل بأي اتفاقات تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.

أوسلو بمثابة خنجر في خاصرة شعبنا

قال هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، :" إن الجبهة عارضت اتفاق أوسلو منذ بدايته، حيث رأت أن هذا الاتفاق بمثابة خنجر في خاصرة الشعب الفلسطيني".

وأكد الثوابتة، أن الجبهة استشعرت بالمخاطر الناجمة عن توقيع اتفاق أوسلو، حيث جاء الاتفاق ليمنح الاحتلال شرعية على الأرض الفلسطينية، ويعطيه الحق في البقاء على الأرض.

وأضاف: "منذ اتفاق أوسلو بدأت عملية تسويق الاحتلال بين الدول العربية وفتح المجال لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل".

وأكد أن اتفاق أوسلو كان بوابة ومقدمة للتطبيع العربي مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن الاتفاق عمل على خرق الحالة الفلسطينية. وتابع: "غالبية الشعب الفلسطيني يقول إن مسار اتفاق أوسلو تسبب بكثير من المصائب للشعب الفلسطيني".

ورأى الثوابتة أنه بعد 30 عاما من اتفاق أوسلو يجب إعادة النظر في هذا الاتفاق ومخاطره على المشروع والقضية الفلسطينية.

أوسلو فخ للفلسطينيين

قال عائد ياغي "المبادرة الوطنية" خلال كلمته في الندوة الفكرية، إن أتفاق أوسلو لم يجر إسرائيل على وقف الاستيطان.

وأضاف ياغي أن الاتفاق هو فخ ومصيد للفلسطينيين، فبدل من الانتقال لبناء الدولة الفلسطينية، انتقلنا لمرحلة العيش تحت الاحتلال.

وأكد أن إسرائيل قتلت اتفاق أوسلو، لكن نحن كفلسطينيين لم ننتقل إلى المرحلة الانتقالية والتخلي عن هذا الاتفاق.

وأشار ياغي إلى أنه لا يوجد أي مبرر للقيادة الفلسطينية بأن تستمر بهذا النهج في تنفيذ اتفاق أوسلو.

كما وقال :"الخطة الوطنية التي ندعو لها هي تبني خيار مقاومة الاحتلال، والاهتمام بتعزيز احتياجات الفلسطينيين، والعمل في الساحة الدولية لملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية".

اتفاق أوسلو سرع التطبيع العربي الإسرائيلي

قال خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن اتفاق أوسلو كان بمثابة فخ للشعب الفلسطيني، ويصب في مصلحة إسرائيل.

وأضاف البطش، أن إسرائيل تخلت عن اتفاق أوسلو من خلال بناء مئات المستوطنات في الضفة، وتهويد القدس، والتضيق على الفلسطينيين.

وأكد أنه منذ توقيع اتفاق أوسلو، تعرض الشعب الفلسطيني لانقسام ما بين معترف بالاحتلال ومتمسك بخيار المقاوم.

وأشار البطش إلى أن اتفاق أوسلو رفع الحرج عن الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال، ونوه إلى أنه من نتائج اتفاق أوسلو هو تراجع للدور الفلسطيني دوليا.

واعتبر أن الطريق لإفشال هذا المشروع، هو تصعيد العمل المقاومة ضد الاحتلال والمستوطنين حتى طردهم من الأراضي الفلسطينية.

وشدد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي أنه يجب ترتيب الوضع الفلسطيني الداخلي، والاتفاق على استراتيجية موحدة لمواجهة الاستيطان واستعادة الوحدة الوطنية من خلال إعادة بناء منظمة التحرير وتفعيل كل مكونات المقاومة.

أوسلو أسس للانقسام الفلسطيني

قال الدكتور باسم نعيم رئيس الدائرة السياسية في قطاع غزة، إن اتفاقية أوسلو أسست للانقسام الفلسطيني ما بين مؤيد للاتفاقية وما بين يعارضها ويؤيد المقاومة الفلسطينية.

وأضاف نعيم أن أوسلو فتحت المجال للدول العربية بالتطبيع مع الاحتلال "أمنيا، وسياسيا، واقتصاديا".

وتابع: "لا يجوز أن نرفض التطبيع مع الاحتلال ونجلس ليلا مع الاحتلال لبحث الشؤون الأمنية (التنسيق الأمني)".

ورأى نعيم أن إسرائيل قضت على اتفاق أوسلو، وعملت على تقيد أي تحرك فلسطيني لبناء الدولة.

وأكد أن حركة حماس ترى أن الحل هو التنصل من اتفاق أوسلو، والعودة لشعب الفلسطيني وخيار مقاومة الاحتلال، وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية ومنظمة التحرير، وكذلك التوافق على اتفاق شامل بين الفلسطينيين.

البث المباشر