قائد الطوفان قائد الطوفان

بالقضاء على المقاومة

صواريخ جنين.. رسالة تحد وفضح لمزاعم الاحتلال

الرسالة- محمد عطا الله

يبدو أن صاروخ جنين الجديد يمثل رسالة تحد كبيرة لجيش الاحتلال (الإسرائيلي) بعد مزاعمه باعتقال الخلية المسؤولة عن إطلاق الصواريخ في جنين قبل أيام قليلة.

وأعلنت مجموعة كتيبة العياش التابعة لكتائب القسام في جنين، أمس الأحد، عن إطلاق صاروخ من طراز "قسام 1'" باتجاه مستوطنة "رام أون" المقامة على أراضي جنين.

وقالت الكتيبة: "في إطار الإعداد والتطوير المستمر، وردًا على جرائم العدو بحق أبناء شعبنا وثأرًا لحرائرنا وشرفنا، تمكّن مجاهدونا من قصف (رام أون) في غلاف جنين بصاروخ قسام (1)"، نافية اعتقال الاحتلال أيًا من عناصرها.

وتابعت: "إننا في كتيبة العياش نعمل في ظروف أمنية معقدة، وفي سرّية تامة، بسبب وضع الضفة الغربية الأمني؛ فالطريق الذي نسير فيه ليس سهلاً، ويحتاج للكثير من العمل والجهد، فنحن ننجح ونفشل، ولكننا مستمرون".

ويأتي بيان "كتيبة العياش" بعد نحو أسبوع من اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين واعتقال 3 شبان، وروّج إعلام الاحتلال أنه تمكن من اعتقال المسؤولين عن إطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنات (إسرائيلية) مقامة على أراضي جنين.

وفي أعقاب ذلك، طالب رئيس المجلس الإقليمي جلبوع نشر نظام "القبة الحديدية" الدفاعي في المنطقة.

وقال عوفيد نور في بيان "قلنا مرارا وتكرارا، هناك حاجة كبيرة وعاجلة لتعزيز إجراءات الأمن والحماية لبلدات جلبوع بشكل عام، وتلك القريبة من السياج بشكل خاص، نحن نطالب بنشر القبة الحديدية في منطقتنا والتحرك بشكل استباقي في أراضي السلطة الفلسطينية لتقليص الدافع لإيذاء المستوطنين".

ويرى الكاتب والمحلل السياسي محمد شاهين، أن إطلاق الصاروخ حمل رسالة تحد لجيش الاحتلال بأن عجلة المقاومة لن تتوقف بل وتتصاعد وتكذب مزاعمه باعتقال الخلية المسؤولة عن ذلك.

ويوضح شاهين في حديثه لـ(الرسالة) أن إطلاق الصواريخ من جنين نقطة محورية يمكن البناء عليها وتطويرها في ظل تصاعد المقاومة وتعدد أدواتها، وهو ما يعكس تنامي الإيمان الشعبي بالمقاومة المُسلحة بعد فشل خيارات التسوية.

ويبين أن تصاعد العمل المقاوم بدأ ينعكس على الاحتلال ومستوطنيه وسط مطالبات من المستوطنين الصهاينة بأن يتم نصب نظام القبة الحديدية وهو دلالة خوف من صعود المقاومة وتجدرها، كونه بات يمثل تهديدا وجوديا في ظل أن عدد مستوطنات الضفة مضاعف مقارنة بمحيط غزة.

ويؤكد المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن إطلاق الصاروخ مجددا كان له صدى كبير داخل كيان الاحتلال كونه يُعد المرة السابعة التي يتم فيها الاطلاق، ويعكس خشية الاحتلال من تكرار بداية المقاومة كما جرى في قطاع غزة عام 2000.

ويضيف مقداد في حديثه لـ(الرسالة) أن المرحلة المقبلة ستكون صعبة على مستوطنات محيط جنين وهو ما دفع مجلس المستوطنات للمطالبة بنشر القبة الحديدية هناك؛ استشعارا للخطر كون وصول الصواريخ سيبلغ مدى أبعد في ظل محاولات تطويرها.

ويوضح أن العمل العسكري وتطوره في مناطق الضفة جعل المنظومة العسكرية محط اتهام وفشل، مبينا أنها تُلقي باللوم على القيادة السياسية كونها تعجز عن أخذ قرار بشن عملية موسعة في مناطق الضفة خشية الانزلاق لمعركة متعددة الجبهات.

ويشير إلى أن ذلك يضع الاحتلال أمام خيارين أحلاهما مُر إما ترك الأوضاع كما هي وهو ما قد يخلق واقعا مُشابها لقطاع غزة، أو شن عملية عسكرية واسعة في الضفة قد تجر كيان الاحتلال لمعركة متعددة الجبهات وهو ما لا يرغب به.

البث المباشر