قال د. بسام حمود نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان، إنّ المطلوب من الجميع وعلى رأسهم حركة فتح الالتزام بما تم التوصل اليه من اتفاقات، إن كان في سفارة دولة فلسطين، او الاتفاق الأساسي الذي تم بين القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية، أو ما توصلت اليه هيئة العمل الفلسطيني المشترك، التي تمثل الكل الفلسطيني.
وأوضح حمود لـ"الرسالة نت" أن أول بنود الاتفاق وقف اطلاق النار، وبقية البنود تم التوافق عليها، ومنها تشكيل لجنة تحقيق، ثم تسليم المطلوبين.
وذكر أن عدم المقدرة على تسليم المطلوبين، لا يعني تدمير مخيم عين الحلوة، مضيفا: "هناك طرق كثيرة يمكن عبرها تنفيذ ما يمكن تنفيذه من بنود الاتفاق الذي تم".
وأضاف: "الضرب بعرض الحائط لكل المساعي والمبادرات التي تدعو لوقف اطلاق النار، تحت عنوان تسليم المطلوبين، سيؤدي كما نشاهد ونرى، لمعارك ضارية منذ أيام، لن يستطيع فيه أي طرف تحقيق شيء سوى تدمير المنازل وقتل الأبرياء، فضلا عن الحالة النفسية وانعكاس ذلك على مدينة صيدا التي تشكل الحاضنة الشعبية للقضية الفلسطينية".
وأوضح أنّ هذا الانعكاس السلبي الأمني والاقتصادي، قد يؤدي تجاهل الأذى وتداعيات الاشتباكات لقضايا لا نتمناها، ويسعى كثيرون لوجودها بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وتابع: "كقوى صيداوية ندعو مجددا لوقف اطلاق النار، وتعجيل الالتزام بالاتفاقات، وكان آخرها اللقاء مع قائد الأمن العام اللبناني اليوم، والاتفاق معه".
وأكدّ أن ما يحدث جعل نظرية المؤامرة تتقدم على غيرها من النظريات، متابعا: "كأن هناك مشروع محدد يطبق في مخيم عين الحلوة"، مكملا: "الجميع بما فيهم فتح كانوا مشاركين ومؤيدين لكل الاتفاقات، وهم مدركون أن مسألة التسليم دونها عقبات كبيرة، وهناك سوابق استشهد واغتيل فيها قادة كبار، وكانت تتم تسوية الأمور بطرق معينة نظرا لحساسية الموقف في عين الحلوة".
وعدّ هذا المشروع استهداف القضية بشكل أساسي للقضية، ويستهدف بشكل مباشر ضرب كل مكونات المقاومة، مشددًا على أن الجميع لن يقبل بهذه المؤامرة ولن نسمح بها، وسنكون إلى جانب كل من يسعى لاطفاء نار الفتنة، والوقوف في وجه كل المشاريع التي تستهدف القضية والمقاومة.
ويشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوب لبنان، منذ يوم الخميس الفائت، اشتباكات على عدد من محاور، أسفرت حتى اللحظة عن مقتل ستة أشخاص وجرح أكثر من 50، بينهم 5 عسكريين لبنانيين، أحدهم بحالة حرجة، بالإضافة لنزوح مئات العائلات.
يُذكر أن اتفاقًا تمّ التوصّل إليه مؤخرًا لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، إثر اشتباكات مسلحة عنيفة بدأت في 29 يوليو/ تموز الماضي واستمرت لعدة أيام، وأدت إلى مقتل 13 شخصًا وإصابة العشرات.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" علّقت في منتصف أغسطس/ آب الماضي، كلّ خدماتها في مخيم عين الحلوة، احتجاجًا على استمرار وجود المقاتلين المسلّحين في منشآتها.
وتأسس مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين عام 1948، وهو الأكبر في لبنان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفًا.