هل تفرض الأعياد العبرية واقعا جديدا على الأقصى؟

غزة – مها شهوان

اقترب موعد الأعياد العبرية التي تبدأ مراسم الاحتفال فيها من داخل المسجد الأقصى على مدار 3 أسابيع، إذ تبدأ برأس السنة العبرية مرورا بيوم الغفران وتنتهي بعيد العُرش.

وخلال الأعياد تتصاعد وتيرة الاقتحامات وتزداد معها الانتهاكات ضد المرابطين المقدسيين عند تصديهم لطقوس المستوطنين التي تشكل خطورة على وضع الأقصى.

ويستغل الاحتلال أعياده العبرية من أجل الوصول إلى الأقصى عبر أدواتهم الدينية حيث النفخ في البوق ومحاكاة القربان وفرض القرابين النباتية، وذلك من أجل فرض واقع جديد على الأقصى.

وفي كل مرة تبدأ طقوس الاحتفال بالأعياد العبرية، تعيش مدينة القدس حالة من المواجهات بفعل الانتهاكات التي يمارسها المستوطنون تحت حماية (الشرطة الإسرائيلية) الأمر الذي يستفز المقدسيين للرد عليهم.

محاولة لفرض واقع جديد

يقول زياد الحموري المختص في شؤون القدس إن خطورة الأعياد اليهودية تكمن في الأدوات التي يستخدموها المستوطنون كالبوق الذي حصلوا على إذن لاستعماله من المحكمة (الإسرائيلية) العليا، مما يؤدي إلى استفزاز المقدسيين كونهم يدركون بأن ذلك محاولة لفرض واقع جديد على المدينة المقدسة والمسجد الأقصى.

ويوضح الحموري لـ (الرسالة نت) أن كل يوم هناك اقتحام للأقصى؛ لكن تكمن خطورة الاقتحامات وقت الأعياد اليهودية في زيادة أعداد المقتحمين لمحاولة فرض واقع جديد من خلال حدث إجرامي جديد "الحرق أو الهدم".

ويؤكد أن الاحتلال يحاول في أعيادهم فرض وقائع جديدة في الأقصى ليعتاد عليها المرابطون في المرات المقبلة، لكن محاولاتهم تبوء بالفشل بفعل التصدي لأي انتهاك يمس بحرمة المسجد الأقصى.

وما يمكن أن نشهده في كل عيد من هذه الأعياد التوراتية هو التالي:

- رأس السنة العبرية: الهدف الأساس سيكون نفخ البوق في الأقصى، لإعلان أن الزمان العبري يبدأ منه باعتباره الهيكل المزعوم، وهذا تم على مدى عامين ماضيين ولم يوثق نتيجة عجز الأوقاف الأردنية عن ممارسة مهامها في الساحة الشرقية للأقصى أمام العدوان المتزايد.

- أيام التوبة العشر: من رأس السنة العبرية وحتى الغفران التوراتي ويجري خلاله اقتحام الأقصى بالثياب البيضاء، لتكريس حضور الثياب التوراتية في الأقصى، وتكريس حضور طبقة الكهنة فيه كذلك، وهي الطبقة التي تقود صلاة اليهود في الهيكل حسب التصور التوراتي.

-عيد الغفران التوراتي: والهدف فيه محاكاة القربان، وتسجيل رقم قياسي للمقتحمين فيه وفي اليوم التالي له، وكذلك محاولة نفخ البوق في المدرسة التنكزية بعد غروب الشمس مباشرة.

-عيد العرش التوراتي: محاولة إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى تعبيراً عن كونه الهيكل المزعوم، وأن يتم ذلك برعاية شرطة الاحتلال وبأعداد كبيرة، كما أن هذه الأيام تشكل موسماً سنوياً لرفع أعداد المقتحمين إلى ما يقارب أو يتجاوز 1500 مقتحمٍ يومياً على مدى عدة أيامٍ متتالية.

وفي هذا السياق يعلق زياد ابحيص الباحث في شؤون القدس إن موسم الأعياد هذا هو الأكثر شراسة وخطورة على هوية المسجد الأقصى، مضيفا: "نؤرخ فيه لمجزرة الأقصى 1990، ولهبة النفق 1996، ولانتفاضة الأقصى 2000، ولهبة السكاكين 2015، ما يجعل هذه الأعياد الموسم الأكثر تفجرا على مدى تاريخ الصراع، خاصة إذا ما أضفنا إليها حرب عام 1973 التي انطلقت في يوم "عيد الغفران" التوراتي".

ويوضح لـ (الرسالة نت) أن هذه الأعياد العبرية تتزامن مع ذروة صعود تيار الصهيونية الدينية المستحوذ على نصف حقائب حكومة نتنياهو الحالية، وجماعات الهيكل التي هي واجهة هذا التيار في العدوان على الأقصى، ما يجعلها مدفوعة بكل السبل لفرض مفاعيل هذا النفوذ غير المسبوق في المسجد.

وفي الوقت ذاته يؤكد ابحيص أن ما مر فيه الأقصى على مدار العشر سنوات الأخيرة من انتهاكات من المستوطنين، ساهم في زيادة الإرادة الشعبية للاعتكاف والرباط، والعمليات ذات الدافع الفردي، والتفاعل الخارجي عبر الحدود والحراك الشعبي في العالم الإسلامي، بالإضافة إلى انخراط المقاومة المسلحة في قطاع غزة.

البث المباشر