قائد الطوفان قائد الطوفان

محطات الطاقة الشمسية أسلوب جديد لتعزيز الاستيطان بالضفة

غزة – مها شهوان

لم يترك الاحتلال (الإسرائيلي) وسيلة للسيطرة على المزيد من الأراضي عبر سياسة الاستيطان، ‏وتمزيق المدن والقرى الفلسطينية بهدف منع أي تواصل جغرافي ولجعل إقامة دولة فلسطين ‏مستحيلا.‏

ومن الأساليب الجديدة التي استعملها مؤخرا، ما كشفت عنه صحيفة هآرتس العبرية وهو اعتزام ‏حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، المضي قدما في تعزيز المشروع الاستيطاني في ‏الضفة المحتلة، عبر إقامة محطات للطاقة الشمسية تجعل من المستوطنات المزود الرئيسي للكهرباء ما ‏سيعمق الاعتماد عليها.‏

وحسب الصحيفة العبرية فإنه في الوقت الذي تواجه إقامة منشآت طاقة شمسية في (إسرائيل) ‏جدارا من المماطلة البيروقراطية، تدفع الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال بـ 22 خطة لإقامة ‏محطات لإنتاج الطاقة الشمسية في مناطق (ج) بالضفة الغربية.‏

تمويل الحركة الصهيونية

وتعتبر الخلايا الشمسية أسلوبا جديدا من أساليب السيطرة على الأرض في الضفة الغربية ‏والأغوار وتعزيز الاستيطان، وذلك ضمن سياسة فرض الأمر الواقع لشرعنة المستوطنات والبؤر ‏الرعوية.‏

ويقول عبد العزيز صالحة المختص في الشأن (الإسرائيلي) إن مشروع محطات الطاقة الشمسية ‏هو أحد البرامج والمخططات الاستيطانية ولها عدة أهداف أهمها زيادة سرقة الأراضي الفلسطينية، ‏موضحا أن محطات الطاقة تحتاج لمساحات شاسعة وخدمات، لذا يجري استغلال مناطق عالية ‏كسفوح الجبال، فيحاول العدو باستراتيجيته السيطرة على التلال والجبال لمكانتها في موضع ‏الضفة وعمق الكيان.‏

وذكر صالحة أن الاحتلال يحاول السيطرة على الموارد الطبيعية ضمن سياسته الاقتصادية التي ‏تساهم في تنمية المناطق المستولى عليها لتشجيع الاستيطان في المناطق التي تقام عليها ‏المستوطنات من أجل تحريك اقتصاد المستوطنين وجلب المزيد منهم عبر تشجيع حركة الاستيطان ‏في الضفة.‏

ولفت إلى أن التمويل الدولي لمشاريع الطاقة التي تنفذها الحركة الصهيونية يساهم في دعم وجود ‏المستوطنين في الأراضي المسروقة، من خلال تعزيز استراتيجية الكيان في الوجود الاقتصادي ‏والاستيطاني في الضفة، وضرب مشروع حل الدولة الفلسطينية.‏

يذكر أنه تم تنفيذ 4 مشاريع بشكل كامل من الـ22 مشروعًا، بدءًا من شمالي مدينة أريحا، قرب ‏مستوطنة “نعمة” حيث جرى إقامة مزرعة ألواح شمسية على 250 دونمًا، ثم تتجه إلى الوسط ‏والشمال.‏

وعندما تتجه إلى بيسان شمالًا، تشاهد هناك في كل مستوطنة (إسرائيلية) مساحات من الأراضي ‏ما بين 200 إلى 300 دونم، مقام عليها ألواح شمسية، في مسعى لفرض السيطرة على الأرض.‏

تقول "هارتس": "ستقام في غور الأردن منشأة قوة إنتاجها، هي الأكبر من جميع منشآت الطاقة ‏الشمسية في (إسرائيل)، وهذه الخطط يمكن أن تحول الطاقة الشمسية لفرع اقتصادي مهم في ‏المستوطنات وتعمق اعتماد البلاد عليها، وثمار هذه الخطوة ستقطفها، من بين جهات أخرى، ‏المستوطنات في الغور”.‏

إحلال المستوطنات

ووفق ما أوردته "هآرتس" فإن المصادقة على الخطة تمت قبل أسبوعين، والمزرعة الشمسية ستقام ‏على الأراضي الزراعية في مستوطنة نعمة و12 مستوطنة أخرى، وستمتد على مساحة 3250 ‏دونما، بقدرة إنتاجية تبلغ 320 ميغاوات، في حين ما توفره المنشأتان الأكبر اللتين تمت ‏المصادقة عليهما في (إسرائيل) تبلغ قدرتهما 250 ميغاوات.‏

يقول معتز بشارات الخبير في الشأن الاستيطاني إن الاحتلال يحاول السيطرة على كل المناطق ‏المصنفة (ج) وخاصة آبار المياه والمراعي والمناطق الجبلية عبر الاستيطان الرعوي.‏

ويذكر أن الاحتلال يرفض إمداد الفلسطينيين الذين يعيشون في مناطق (ج) خاصة في المناطق ‏الجبلية بالكهرباء والماء حيث يمنع أي محطة تريد السلطة إنشاءها، لكن في ذلك الوقت يعلن ‏عن إمدادات شبكات الطاقة الشمسية للمستوطنين.‏

وأكد أن منع تزويد التجمعات السكانية الفلسطينية بالكهرباء يأتي من أجل خلق بيئة طاردة ‏للعائلات الفلسطينية لصالح المستوطنات.

البث المباشر