من الملاحظ أن حكومة الاحتلال زادت من استهدافها للأحياء العربية في مدينة القدس منذ تشكيل الحكومة (الإسرائيلية) الحالية التي تضم أكبر عدد من المتطرفين يقودهم نتنياهو وبن غفير، فقبل يومين اقتحمت طواقم بلدية الاحتلال برفقة عناصر الشرطة، حي البستان في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى.
وعلقت قوات الاحتلال وطواقم البلدية إنذارات هدم على عدد من البيوت في حي البستان، كما صورت الشوارع والمنشآت. وقبل شهر أخطرت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) بهدم تسعة منازل في حي البستان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى استدعاءات لأصحاب المنازل المخطرة، لمراجعة ما يسمى "قسم الرقابة على الأبنية" في البلدية.
وقال الباحث والمختص في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن قوات الاحتلال وزعت إخطارات هدم في حي البستان، لعائلات: أبو ذياب، وأبو رجب، وقراعين، وأبو شافع، وعايد، لافتا إلى أن الاحتلال يخطط لدفع أصحاب المنازل المخطرة للاعتراف بالبناء دون ترخيص، من أجل تسهيل عملية الهدم دون الرجوع إلى المحكمة.
ويشير أبو دياب إلى أن بلدية القدس تشرف على هذا المخطط بدعم من بن غفير للانتقال للهدم الجماعي لإيجاد خلل ديمغرافي لصالح الاحتلال وقد عادت البلدية منذ بداية العام لفتح ملفات الأحياء المقدسية القديمة مثل البستان والشيخ جراح وكل الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة وذلك لبناء حديقة على حساب المواطنين.
ويحذر أبو دياب من نوايا الاحتلال قائلا: "وإن هدموا البستان سينتقلون لبطن الهوى ثم الشيخ جراح وكل ذلك لإعادة رسم خريطة القدس وديمغرافيتها ما يهدد ألف شخص على الأقل بالطرد".
صالح الشويكي عضو لجنة الدفاع عن أهالي القدس يذكر أن هناك مخططا حقيقيا ترعاه هذه الحكومة المتطرفة قائما على تكثيف الهدم لبناء ما يسمونه الحدائق التوراتية والتي يصفها الشويكي بأنها "مشروع نصب وكذب لأن كل الحفريات والتنقيب لم تثبت حتى الآن أن هناك أي آثار لليهود في القدس ولا حتى في فلسطين كلها".
ويلفت الشويكي إلى مطامع الاحتلال في البلدة القديمة منذ قديم الأزل، فهو يريد خلق جذور لم تكن يوما له في هذه المدينة، مضيفا: وقد شارف على الانتهاء الآن من مشروع الجسر المعلق الذي يعتبر ضمن مشروع الحدائق وسيأكل جزءا من أراضي وادي الربابة، ببلدة سلوان، وهو واحد من أضخم المشاريع الاستيطانية، جنوب المسجد الأقصى المبارك.
والهدف من هذا المشروع هو تسهيل حركة المستوطنين والبحث عن تفوق ديمغرافي لطالما بحث الاحتلال عنه، على حد قول الشويكي.
ويؤكد الشويكي أن سلطات الاحتلال تريد من خلال مشاريعها التي تمولها الجمعيات الاستيطانية أن تفرض واقعا تهويديا يخترق فضاء البلدة القديمة بالقدس المحتلة من خلال تحويل أحيائها إلى “مسارات وحدائق توراتية”، وزرع القبور الوهمية في أجزاء أخرى من الحي.
ويشار إلى أن حدائق داوود هي المشروع الذي ستُصادر لأجله أحياء البلدة القديمة ومنها حي البستان الذي سيهدم الاحتلال فيه 116 وحدة سكنية تأوي 1500 نسمة.