قائمة الموقع

الغنوشي: (إسرائيل) الخاسر الأكبر من إسقاط الطغاة

2011-02-18T13:27:00+02:00
زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي

سنخوض الانتخابات التشريعية لا الرئاسية

الثورتان المصرية والتونسية أثبتتا قوة الشعوب

الرسالة نت- كمال عليان

لم يكن الوصول إلى الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية العائد إلى أرض وطنه مؤخرا بعد سنوات طوال من التهجير القصري أمرا سهلا، كما لم يكن الظفر بالاتصال بجواله  بالمتيسر، فقد كان مشغولا طوال الوقت لكثرة الاتصالات التي انهالت عليه بعدما أصبح نجما مشهورا في وسائل الاعلام العالمية.

صحيفة "الرسالة" حاورته لمعرفة أوجه التشابه والاختلاف بين ثورتي تونس ومصر، ورأيه في مجريات العملية السياسية القائمة الآن في تونس ومصر، ومكان الكيان الصهيوني من هذه الثورات.

الشعوب قوية وقادرة

وبعد ثمانية عشر يوما من المظاهرات في مصر استطاع الشعب المصري اسقاط النظام الحاكم برئاسة محمد حسني مبارك ، بعد أقل من أسبوع من انتهاء ثورة تونس التي نجحت في اسقاط نظام بن علي.

الشيخ الغنوشي، أكد أن ثورتي تونس ومصر كانتا المثال الواضح على قوة وقدرة الشعوب العربية على التغيير، وأن مصير أي حكومة مستبدة هو السقوط مهما علت وطغت.

وقال في حواره مع الرسالة :" الذي حدث في مصر قبل أيام ليس بسبب تونس، ولكن الثورة التونسية أعطت مثالا يحتذى للشعوب العربية حول كيفية اسقاط الأنظمة المستبدة"، مبينا أن المناخ كان مهيأ لنجاح الثورة التونسية والمصرية بعد حالة الكبت التي كانت تسيطر على الشعوب.

وأضاف الغنوشي أن ثورتيْ تونس ومصر أثبتتا أن أسلوب النزول إلى الشوارع أسلوب ناجع وقادر على فرض كلمته، شريطة استمرار النزول حتى تتحقق مطالب الشعب.

وحول وجه الاختلاف بين الثورتين، أشار زعيم حركة النهضة إلى أن غياب الغطاء السياسي للثورة التونسية كان نقطة الضعف في تلك الثورة ، موضحا أن ثورة بلاده كانت نابعة من حركة الشارع القوية المطالبة بتغيير النظام.

ولفت الغنوشي إلى أن الأمر في مصر قد يختلف قليلا، لأن حركة الشارع كان لها غطاء سياسي من القوى الوطنية التي كانت حاضرة في الساحة، وأيضا من الجيش الذي تولى المهمة الانتقالية، وهو الأمر الذي لن يجعل مصر تمر بحالة فراغ سياسي.

اقصاء الحركة

وكشف أن دولا غربية تبذل جهودا مكثفة لإقصاء حركته عن المسرح السياسي في تونس، عازيا ذلك إلى وجود خلل في تلك الدول في معرفة الاسلام الصحيح.

وطالب زعيم حركة النهضة، الدول الغربية برفع يدها عن تونس وترك الخيار للشعب التونسي ليقرر مصيره بنفسه، مستغرباً من تنصل بعض الدول من نظام بن علي وأسرته الفاسدة رغم أنها من نصبته ودعمته على مدار 23 عاماً.

ودعا الغنوشي الأنظمة العربية إلى الاعتبار من ثورتي تونس ومصر واستخلاص العبر قبل فوات الأوان، متمنيا قيام الدول العربية بتفادي غضب الشعوب المظلومة.

ونفى أن تشكل تونس ومصر أي خطرا على الأنظمة العربية والغربية، معتبرا أن النظام التركي والفرنسي أكبر دليل على ذلك لأنهما نظامان نابعان من شعبيهما.

ولم يخف تورط الرئيس التونسي الهارب بن علي في إقامة علاقات وطيدة مع الكيان الصهيوني, مؤكدا أن الخاسر الأكبر من إسقاط الطاغية في تونس هي (إسرائيل).

مرحلة انتقالية

واوضح الغنوشي أن تونس معرضة للهزات ومحاولات الاحتواء والانحراف لأنها تمر بمرحلة انتقالية ، مؤكداً أن بلاده تحتاج إلى بضع سنوات قبل أن ينعم شعبها بثمار هذا التحول.

وحذر من محاولات الالتفاف والتحايل لفرض نوعا من الوصاية على الشعب التونسي، مشيرا إلى أن بعض بقايا البوليس السياسي لبن علي ما زالت تتحكم في البلاد.

وذكر  أن الشعب التونسي يبحث الآن عن "تونس جديدة مشرقة تقوم على قاعدة بناء دولة ونظام سياسي جديد يعبر عما طالبت به الثورة من تعميم الحرية للتونسيين والتوزيع العادل لثروة البلاد، والقضاء على الفساد والاستبداد والظلم".

وبين الغنوشي أن حقيقة اندلاع الثورة لم تكن ضد الرئيس المخلوع بعينه بقدر ما كانت ضد كامل النظام الفاسد الذي لم يرس الديمقراطية والحريات في البلاد.

وحول كيفية اعادة الثقة بين الحكومة والشعب التونسي، أكد أن إجراءات الحكومة الحالية غير كافية، مطالبا بالإفراج عن آلاف الشباب الإسلامي الذين لا زالوا في السجون بعد اتهامهم بحج ظالمة.

وكشف النقاب عن المئات من القضايا المرفوعة من قبل بعض العائلات التونسية لمحاكمة عائلة الرئيس المخلوع، على فسادها ومحاولة استرجاع ما تبقى من مقدرات الشعب.

ورأى الغنوشي أن الحل الصائب لمشكلة الحكومة الحالية هو تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية، واصفا الحكومة الحالية بحكومة الإقصاء.

انتخابات تشريعية

وأكد زعيم حركة النهضة نية حركته خوض الانتخابات التشريعية، مشيراً إلى أنه لن يرشح نفسه لأية انتخابات رئاسية مقبلة.

وقال: "الحركة الإسلامية غير معنية بالرئاسة، فلا نريد أن نفسد على شعبنا فرحته بثورته، فهناك الكثيرون الذين يريدون إدخالنا إلى أبجديات أخرى جديدة (...) هذه الأبجديات سندرسها في المستقبل".

وأضاف: "سنشارك في حكومة ائتلافية إذا قدر أنها ستفضي إلى ديمقراطية وتعددية حقيقيتين"، مشدداً على ضرورة حدوث إصلاح دستوري ينتج مؤسسات ديمقراطية، ويضمن احترام حقوق الإنسان، مع ضمان نزاهة القضاء وحرية الصحافة".

تجمع سياسي

ودعا الغنوشي أنصار حركته إلى البعد عن أي إجراءات انتقامية والمسارعة بالتحول إلى تجمع سياسي، مؤكدا أن أي فرد من النظام السابق ارتكب جريمة سيتم محاسبته بموجب القانون.

وفيما يتعلق بمستقبل الأوضاع في تونس بالنسبة للمرأة قال:" قانون الأحوال الشخصية خرج بإشراف نخبة من شيوخ جامعة الزيتونة، ولا يمكن نسبته إلى فجر من خارج التيار الإسلامي، وذلك على الرغم من ان حركة النهضة لديها بعض تحفظات على عدد من بنود هذا القانون مثل قضية التبني".

واختتم بالقول :" هناك من يريد إلباسنا عباءة غير عباءتنا التونسية لكننا لن نقبل ذلك، وحركة النهضة اليوم تتمتع بفكر يتسم بالاعتدال والمرونة والمزواجة بين القيم الإسلامية والحداثة".

 

اخبار ذات صلة