شاهد: الاحتلال ينكّل بالمرابطات بعد إبعادهن القسريّ

الرسالة نت- محمود هنية

استبقت سلطات الاحتلال عملية الاقتحام الواسعة لقطعان مستوطنيها للمسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأحد، بحملة شرسة من الإبعادات استهدفت المرابطات في المسجد الأقصى المبارك.

وصباحًا، وردت صور لاعتداء وضرب سلطات الاحتلال للمقدسية المبعدة المسنّة نفيسة خويص، التي تحدّت قرار الإبعاد الصادر بحقها.

صور لتنكيل الاحتلال بالمرابطة المقدسية نفيسة خويص

photo_٢٠٢٣-٠٩-١٧_٠٩-٥٨-٠٨.jpg

 حملة إبعادات

الحاجة عايدة الصيداوي المرابطة المقدسية التي تجاوزت الستين عامًا، زارت مركز الشرطة بالمدينة لأكثر من 3 مرات، خلال أسبوع واحد فقط، تحت عنوان "يمنع عليك زيارة الأقصى؛ لأنك تشكلين خطرًا".

تقول الصيداوي لـ"الرسالة نت" إنّ عملية المنع طال العشرات من المرابطات، بمن فيهن اللواتي بلغن من العمر فوق الستين، ومن بينهم المرابطة المسنّة نفيسة خويص.

وأوضحت الصيداوي أن عملية المنع جاءت في سياق وسائل ترهيب متعددة، من بينها الاتصال والتهديد أولا، ثم الاستدعاء للمركز ثانيا، ثم توجيه إنذارات مكتوبة، في سعي حثيث لمنع المرابطين والمرابطات من الأقصى.

وتخلل هذه الوسائل تهديد بالاعتقال أو الإبعاد عن المدينة بأسرها، كما حصل مع الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف بالقدس، بحسب صيداوي.

تشير صيداوي إلى أنّ هذه العملية شملت العشرات من المرابطين والمرابطات، إضافة إلى احتجاز بعض المرابطات كما حصل مع خديجة خويص.

من صور التنكيل بالمرابطات صباح اليوم

photo_٢٠٢٣-٠٩-١٧_١٠-٠٣-٢٦.jpg
 

وبيّنت أن التهمة التي تلصقها إدارة الشرطة هي "أنك تشكلين خطرا كبيرا، وعليك البقاء في البيت".

وتلفت صيداوي إلى أن عديد المرابطين والمرابطات يعزفون عن الحديث حول استدعائهم للإعلام، ولهذا لا يظهر العدد الكبير من المبعدين عن الأقصى.

وأوضحت أن الاحتلال يحذر المرابطين المبعدين خلال الأعياد من الاقتراب حتى لأبواب الأقصى، التي يصلي عندها المبعد.

وتنبه صيداوي إلى أن الاحتلال تعمدّ مؤخرا، إلى تكرار إخطارات الإبعاد للمرابطين، "أنا صدر بحقي إبعاد لشهرين، ثم كرره الاحتلال مجددا(..) هكذا يحدث مع عديد المرابطات".

وتؤكد صيداوي أنّ عملية المنع والاستدعاء تترافق مع تطويق للمحال التجارية في المدينة، وانتشار كثيف للشرطة في شوارع وطرقات البلدة القديمة بعشرات الآلاف، في مشهد عسكري يجتاح المنطقة بكاملها.


photo_٢٠٢٣-٠٩-١٧_٠٩-٥٨-٠٩.jpg
 

 استهداف المرابطات

من جهتها، قالت المرابطة نفيسة خويص التي تقطن في جبل المكبر، إنّ سلطات الاحتلال تهدف لإرهاب المرأة الفلسطينية وإبعادها عن باحات المسجد الأقصى، مستخدمة في سبيل تحقيق ذلك سياسات مختلفة من بينها الضرب المبرح والهجوم المباشر، أو سياسة الإبعاد والاعتقال.

وذكرت خويص لـ"الرسالة نتأنّ الاعتداء اليومي على المرابطات لا يأتي في سياق اعتباطي، بل يتكرر في كل مشهد يمسّ الاعتداء على المسجد الأقصى، وصولا لترهيب المرابطات وضمان عدم وصولهن للأقصى.

وأكدت أن هذا الهجوم يمثل استفزازا لكل المقدسيين، ويأتي بنتائج عكسية لما يرغب به الاحتلال، ويولد شعور الغضب لدى عموم المقدسيين.

وأضافت خويص: "نحن أصحاب الأقصى والحق والهوية نصلي خارجه، من أجل أن يصول ويجول المستوطنون فيه"، مكملة: "الأقصى حق خالص للمسلمين، سندافع عنه بكل ما نملك ووهبت روحي فداء له، وأناشد كل الأمة الاسلامية أن يهبوا لنصرة الأقصى".

وتلاحق سلطات الاحتلال المرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى بالاعتقال والإبعاد عنه، وتتفاوت قرارات الإبعاد من أسبوع إلى 6 أشهر قابلة للتمديد.

وخلال شهر أغسطس/ آب المنصرم، أصدر الاحتلال الإسرائيلي 21 قرارًا بالحبس المنزلي بحق فلسطينيين من مدينة القدس، فيما أبعد 23 مقدسيًا عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة.

واقتحم عشرات المستوطنين صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك؛ بحماية شرطة الاحتلال التي فرضت قيودًا مشددة على المصلين المسلمين، وذلك احتفالًا بعيد رأس السنة العبرية.

وأفادت وزارة الأوقاف الإسلامية، أنّ 180 مستوطنا، اقتحموا منذ الساعة السابعة صباحًا، المسجد الأقصى، على شكل مجموعاتٍ متتالية، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته.

وأظهرت مقاطع فيديو، أنّ عضو الكنيست السابق يهودا غليك من بين الذين اقتحموا الأقصى صباحًا.

وأشارت مصادر إعلامية، إلى أنّ عددًا من المستوطنين أدوا "السجود الملحمي" داخل باحات الأقصى، فيما ارتدى بعضهم زيًا أبيض يُعرف بـ "لباس التوبة التوراتي".

 

البث المباشر