رشا فرحات
عند منصف ليل الثالث من آب الماضي سمعت عائلة خلوف صوت انفجار قوي في المنزل، وقبل أن تذهب زوجة سلطان خلوف لمعرفة مصدر الصوت، سمعت صوت انفجار آخر.
الانفجاران كانا لأبواب المنزل الاثنين بهدف فتحهما، ومباغتة العائلة باقتحام آخر، لاعتقال سلطان، المعتقل الآن لدى الاحتلال منذ ذلك الوقت من بلدة برقين، ولم توجه له تهمة حتى الآن، ويعاني من أوضاع صحية صعبة، وعائلته لا تعرف عنه شيئا منذ إضرابه عن الطعام من اليوم الأول لاعتقاله.
زوجته شرحت ما حدث في تلك الليلة قائلة: "زوجي معتقل خمسة اعتقالات، بمجموع أربع سنوات ونصف، منها واحدة لدى السلطة، وهو مريض بالسكر ومضرب عن الطعام، ويعاني من مشاكل صحية بعد إضرابه الأول ل67 يوما في عام 2019
ويضيف والده: "علمنا هذه المرة بإضرابه وأصابنا القلق، لأنه لم يتعاف من نتائج الإضراب الأول، ولا أدري ما الذي سيحدث لابني في سجون الاحتلال التي تهمل المرضى ونحن قلقون عليه جدا، ونأمل أن يكون الله إلى جانبه وأن يمن عليه بالصحة والعافية".
وضع سلطان خلف الصحي صعب وقد عرفت العائلة مؤخرا أنه محتجز والاحتلال يرفض مقابلة المحامين له، ويرفض زيارة عائلته، كما علمت عائلته أنه أجرى عملية لدى سلطات الاحتلال خلال اعتقاله السابق ويعتقد والده بأنه حقن بمادة منعته من الإنجاب خلالها.
ويؤكد والده أنه مصاب بالربو وأمراض القلب والقولون، وقد أخبرتهم كل المؤسسات الحكومية أنه الآن في مركز الجلمة وقد نقل من سجن مجدو.
سلطان مهندس زراعي معروف في بلدة برقين، وقد عمل في عدد من الجهات الدولية والمؤسسات الزراعية وامتلك متجره الزراعي الخاص لبيع الأسمدة والمعدات الزراعية، ثم اعتقل بعد افتتاحه لمشروعه بأشهر: "لا يريدون أن يعيش ابني حياته ككل الناس"، يقول والده.
نقلت إدارة سجون الاحتلال الأسير المضرب عن الطعام سلطان خلوف، من سجن "مجدو" إلى معتقل "الجلمة"، في إطار إجراءاتها التنكيلية بحقّ المعتقل خلوف وبقية المعتقلين المضربين عن الطعام.
وهذا النقل بالنسبة للمتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه هو عقاب آخر، فمستوى المعيشة في الجلمة أسوأ من المعتقلات الأخرى، فمبنى المعتقل قديم ومتهالك ويعود لأيام الانتداب البريطاني، ويختفي بين الأشجار والأحراش. كما قال عبد ربه في مقابلة مع (الرسالة).
ولفت إلى أن هذه زنازين قمع وعزل، ويعامل فيها الأسير معاملة أسوأ من المعتقلات الأخرى، موضحا أن أسرى النفق الستة نقلوا للجلمة.
ولا زال خلوف منذ اعتقاله الماضي وإضرابه عن الطعام في عام 2019 يعاني من تراجع في صحته حيث بسبب خلل في الدماغ وتقرحات شديدة في الفم وضعف في الرؤية وآلام في مختلف أنحاء جسده، ونقص كبير بالوزن، كما أنه يشتكي من "شهقة" مستمرة ولا يستطيع القيام بأي حركة، وكان لا زال يتلقى علاجه منذ ذلك الوقت قبل أن يعتقله الاحتلال مرة أخرى.
وحمّل نادي الأسير في بيان له إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير خلوف المضرب عن الطعام منذ أكثر من أربعين، مطالبا بضرورة التدخل الفوري للإفراج عن الأسرى، ووقف جريمة الاعتقال الإداري.