من مقبرة باب الرحمة الملاصقة للمسجد الأقصى وعلى قبور المسلمين بدأ المتطرف "يهودا غليك" بنفخ الأبواق أو ما تعرف ب"الشوفار".
شيئاً فشيئاً اقترب المستوطنون ببوقهم إلى أبواب المسجد الأقصى، لتدنس أجواء القدس ومسامع المصلين.
لم يكتفوا بذلك، فخلال اقتحامه الأقصى يوم أمس للاحتفال بما يسمى عيد رأس السنة العبرية، أطلق ذلك بوق صوته الخبيث في رحاب المسجد المبارك.
ويعدّ "غليك" أحد الحاخامات المعروفين بتطرفهم وعدائهم للفلسطينيين، ويقود جهودا لتمكين المستوطنين من أداء طقوسهم التلمودية في المسجد الأقصى والسيطرة عليه لإقامة الهيكل المزعوم.
رصاص يردع الشوفار
أيقن الفدائي المقدسي معتز إبراهيم حجازي، أن حماية المسجد الأقصى وردع نافي البوق لن تكون إلا بقطع رأس الأفعى، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2014، أعاد حجازي معادلة الدفاع عن الأقصى إلى نصابها، وهي أن أي اعتداء على المسجد لا بد أن يكون له ثمن.
فبعد تخطيط ومراقبة أطلق حجازي أربع رصاصات من مسافة صفر على المتطرف "غليك" فأصابه بجروحٍ خطرة جدا، لكنه نجا منها.
استشهد حجازي برصاص قوات الاحتلال، في حي الثوري ببلدة سلوان، لكن فعله سيبقى خالداً بأن المسجد الأقصى لن يحميه إلا الفعل المقاوم.
قبل ذلك بأشهر تمكن الشاب المقدسي عرين الزعانين من واد الجوز، من ضرب "غليك" خلال محاولته اقتحام بيت عزاء الشهيد إياد الحلاق.
البوق خطر يهدد الأقصى
و"الشوفار" بالتسمية الصهيونية عبارة عن قرن كبش وله عدة دلالات، فنفخها تعبير عن فرحتهم الغامرة بسيطرتهم على الأرض المقدسة.
والنفخ في البوق لدى الاحتلال تجاوز المناسبات الدينية حيث ينفخ فيه حين يؤدي رئيس الكيان اليمين والإعلان عن بدء رأس السنة اليهودية، وعند الانتصارات التي يحققها كما جرى عند احتلال القدس وحائط البراق وكذلك عند احتلالهم لأرض سيناء، حيث نفخوا فوق جبل سيناء.
ويتعرض المسجد الأقصى حالياً لموجة عاتية من العدوان الاستيطاني من اقتحامات ونفخ في البوق، والرقص واستباحة المسجد سعيا لتهويده بشكل كامل وفرض واقع جديد فيه.
ووفق مخططات الاحتلال، تسعى جماعات الهيكل خلال ما يسمى “عيد الغفران” العبري القادم، محاكاة طقوس “قربان الغفران” في الأقصى.
ويحرص المستوطنون فيما يسمى بـ”يوم الغفران” على النفخ في البوق والرقص في كنيسهم اذي أقيم عنوة بالمدرسة التنكزية في الرواق الغربي للأقصى بعد أذان المغرب مباشرة.
ويحرص المستوطنون خلال ما يسمى “عيد العُرُش” التوراتي على إدخال القرابين النباتية إلى الأقصى، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها.