تعمل سلطات الاحتلال ووفق خطط ممنهجة على هدم وتهجير سكان النقب، بما يضمن لها إخلاء الأرض من سكانها الفلسطينيين، لإقامة المشاريع التهويدية.
وترى (إسرائيل) في النقب، كنزاً كبيرا ضمن مخططاتها التهويدية، وهو ما دفعها للاهتمام الكبير به منذ النكبة عام 1948.
مسؤولون في شؤون البدو في النقب، يؤكدون أن الاحتلال يضيّق الخناق على أهالي النقب في محاولة تهجيرهم وتنفيذ مخططاته الخبيثة.
** خطط ممنهجة
عضو الهيئة الوطنية لمساندة فلسطيني الداخل المحتل، الشيخ سالم الصوفي، أكد أن الاحتلال ومنذ احتلال فلسطين يعمل وفق خطط ممنهجة على التهويد والتهجير والقتل.
وقال الصوفي في حديث لـ "الرسالة نت": "الاحتلال حاليا يصب اهتمامه بشكل كبير جدا على النقب الفلسطيني، ويعمل على مشاريع عدة شكلها الخارجي صوري ولكن هو يريد التهويد والتهجير".
وأوضح أن الاحتلال يرفض إيجاد بنية تحتية مناسبة للسكان البدو، ويعمل على التنغيص عليهم واستمرار عملية الهدم والمزيد من المخالفات.
وشدد على أن أهلنا في النقب صامدون في أرضهم ضد قرارات الاحتلال، ولا تثنيهم ممارسات الاحتلال التعسفية.
ودعا لضرورة تعزيز صمود السكان البدو في أراضيهم، والتصدي بكل قوة لمخططات الاحتلال الخبيثة في النقب.
في حين، هدمت قوات الاحتلال منذ مطلع عام 2023 وحتى مطلع سبتمبر الجاري، ما يزيد عن ألفي مبنى ومنشأة في النقب، وفقًا لمعطيات كشف عنها المركز الميداني للقرى غير المعترف بها في النقب.
وقال المركز إن عدد المنازل والمباني التي هدمت في النقب خلال العام الأخير يفوق عدد المباني التي هدمت خلال عامي 2022 و2021".
وأوضح أنه خلال الأعوام الأخيرة وتحديدا السنوات الخمس، عانى النقب من عمليات هدم كثيرة، ولكن في عام 2023 ازداد الهدم مقارنة بالسنتين الأخيرتين، وتحديدًا منذ شهر سبتمبر 2022، وصولًا ليناير 2023، أي مع استلام الحكومة اليمين المتطرف".
وبيّن المركز أن الهدم يتم بشكل أسبوعي ويومي، والوضع لم يكن هكذا من قبل، ففي السنوات السابقة كانت تقتصر عمليات الهدم على مرة خلال أسبوع أو أسبوعين، وفي هذا العام بالتأكيد العدد أكبر.
رئيس المجلس الإقليمي للقرى البدوية غير المعترف، عطية الأعسم، أكد أن الاحتلال يضع عينه على النقب حتى ما قبل الإعلان رسمياً عن نشأة دولة الكيان.
وقال الأعسم في حديث لـ "الرسالة نت": "نجد أن التضييق يزداد على أهلنا في النقب عبر محاصرة القرى الفلسطينية وإنشاء نقاط عسكرية".
ولفت إلى أن عدم إنشاء بنية تحتية للسكان البدو، يزيد الخناق على سكان النقب، في وقت تتواصل عملية الهدم بشكل غير مسبوق.
وبيّن أن الاحتلال يعمل وفق خطط ممنهجة على التهجير والاستيطان، حيث أقامت (إسرائيل) مطارا ومشاريع استراتيجية، وكذلك قاعدة عسكرية.
كما أعلنت عن خطط كبيرة لعدة مشاريع يقولون إنها استراتيجية ولكن في المجمل نراها أنها تخدم المشروع الاستيطاني.
وأكدّ أن النقب يمثل عنوان مواجهة حقيقية لمنع حدوث نكبة ثالثة يخطط لها الاحتلال بتشريد مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل.