نجح الفلسطينيون في إضافة إنجاز كبير لطالما سعوا إلى تحقيقه منذ خمس سنوات، وهو توثيق المدينة الأقدم في العالم والأكثر انخفاضا عن سطح الأرض (أريحا) ضمن لجنة التراث العالمي اليونسكو.
وجاء الإنجاز خلال انعقاد الجلسة 45 للجنة التراث العالمي بالعاصمة السعودية الرياض يوم 10 سبتمبر/أيلول الجاري.
وهكذا صوتت لجنة أممية لصالح إدراج المدينة القديمة في الضفة الغربية على قائمة مواقع التراث العالمي في فلسطين، وهو القرار الذي أثار غضب الاحتلال، الذي يسيطر على المنطقة ولديه الكثير من المطامع الاستيطانية فيها، كما اعتبر أن هذا التوثيق هو اعترف بالدولة الفلسطينية، وفقا لأسوشيتدبرس.
أريحا هي المدينة الأقدم على وجه الأرض والتي لا زالت تنبض بالحياة إلى يومنا هذا وتعتبر الآن خامس موقع موثق رسميا على قائمة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) والتي أُدرجت خلال الحكم الأردني للضفة الغربية، بالإضافة إلى الخليل، وبيت لحم، وقرية بتير.
وعلى الرغم من أن الاحتلال انسحب من اليونسكو عام 2019، واتهم المنظمة بالتحيز، بالإضافة إلى اعتراضه على قبول اليونسكو لفلسطين كدولة عضو في عام 2011، إلا أنها أرسلت وفدا إلى اجتماع الرياض للاعتراض على التصويت، وباعتبارها عضوا في لجنة التراث العالمي.
الباحث والمؤرخ سهيل خليلية يرى أن الاحتلال معترض لأن سيادته قد تكون مهددة. فهذا الاعتراف هو في الحقيقة اعتراف بسيادة السلطة على الأماكن الأثرية، وهذا الاعتبار بمدينة أريحا كلها كمكان أثري هو اعتراف كامل بسيادة فلسطينية على المدينة كلها.
الاحتلال يريد أن تكون المناطق كلها تحت سيطرته، وتحديدا المناطق ج، على حد قول خليلية، مضيفا: "هذا الاعتراف يقلل من سيادته وسياسة السيطرة التي يسعى لفرضها خاصة على المناطق الأثرية التي تعتبر واحدة من مظاهر سيادة الدولة، الاحتلال يريد أن يكون الإعلان عن أي مناطق أثرية على الأقل بالتنسيق معها".
وبالنسبة للحماية التي يفرضها هذا الاعتراف لمدينة أريحا يقول خليلية: "الاحتلال لا يحترم أي اتفاقيات، ها هو الاستيطان والاقتحام ينتشر في القدس والخليل وهي أماكن أثرية ومسجلة لدى اليونسكو، الاحتلال لا يحترم اتفاقية جنيف ولا أي اتفاقية دولية ولن يحترم قرار اليونسكو أيضا وسيعمل على تجاهل كل الاتفاقيات لخدمة سياسة الاستيطان.
وتضم أريحا 84 موقعا أثريا وتاريخيا ودينيا، وتتميز بتنوع حقبها وامتزاجها، إذ يمثل تل السلطان العصور الحجرية، وتمثل مواقع دير قرنطل ودير حجلة والمغطس، الفترة البيزنطية، بينما يعكس قصر هشام وطواحين السكر، العهد الإسلامي.
وعلى بُعد 3 كيلومترات شمالي أريحا، يقع تل السلطان (أريحا القديمة)، ويتربع على أكثر من 40 دونما (40 ألف متر مربع) حاليا، بينما تتضاعف مساحته مع المحيط، ويُعرف بكونه أقدم المدن الزراعية المحصنة والمسوَّرة.