اقتحام جديد لمدينة جنين، للبحث عن مقاومين، المقاومة لا تنتهي في جنين رغم محاولات الاحتلال واقتحاماته المستمرة منذ أكثر من عامين، ولكنها جنين، المدينة والمخيم، الذي لا يريد أن يموت.
دخلت سيارات ومدرعات عسكرية للمخيم وحاصرت منزل المقاوم أبو البهاء قائد كتائب شهداء الأقصى مع رفاق مسلحين آخرين معه، وحدثت اشتباكات على نطاق واسع، وقد استهدفته قوات الاحتلال بطائرة مسيرة بالقنابل، فهنا لا يقرر الجنود الخروج دون أن يعيثوا فسادا وقتلا، وقد اعترفوا بأن إحدى الآليات قد فجرت سيارة تابعة لهم.
اعتقل اثنان من المطلوبين، وقتل ثلاثة من رفاق أبو البهاء، بينما استطاع هو الهروب، هذا يعني أن خطة الاحتلال لم تنجح، ولم يصل إلى هدفه الأول من هذا الاقتحام.
يرى البعض أن هذا الهجوم مفاجئ، ما قبل اجتماع نتنياهو ببايدين، في لحظة تأهب قصوى على الحدود مع قطاع غزة، حيث هناك يرتقي شهيد آخر، وهناك على حدود أخرى في أريحا يرتقي شهيد جديد، فيصبح المجموع ستة شهداء، أربعة منهم في جنين.
يغضب الاحتلال فيذهب لاعتقال الشيخ حسين زيدان والد المقاوم المطارد في جنين محمد أبو البهاء، والشيخ أسير سابق عمره ٦٥ عاماً –وأثناء اعتقاله، تفاجأ الجنود بتراجع وضعه الصحي، ثم إصابته بنوبة قلبية أثناء اعتقاله ما جعل قوات الاحتلال تعيد تسليمه إلى الهلال الأحمر على حاجز الجلمة.
هرب بطل، بينما رحل أبطال آخرون، محمود السعدي وعطا موسى وعمر خمايسة ومحمود خالد عرعراوي، كلهم كانوا هدفا في المنزل الذي حاصره الاحتلال.
محمود السعدي، هو ذاته ذلك الشاب الذي حكى لنا عبر لقاء مصور خطة محكمة قامت بها مخابرات السلطة لاستدراجه إلى أرض زراعية خالية، ثم اعتقاله وتعصيب عينيه واقتياده إلى سجن أريحا وتعذيبه والتحقيق معه لثمانية أيام أخرى، ثم حبسه لسبعة وعشرين يوما.
عذاب يطرح السؤال القديم الجديد، الذي لا يمل من طرحه، لكل شهيد سيرة أخرى من العذاب في معتقلات السلطة، لماذا؟! لكي يكون هناك دليل جديد لعذاب.. لم يعد يحتاج إلى أدلة جديدة!
السعدي ليس هو الشهيد الوحيد، فقد رافقه إلى الجنة الشهيد محمود خالد عرعراوي (٢٤ عاماً) والذي كتب الله لوالده الحرية من سجون السلطة أيضا بعد أن قضى فيها 26 يوما بين اعتقال وتعذيب، على خلفية طرده لرجالات السلطة من أحد بيوت العزاء في جنين.
الشهيد رأفت عمر خمايسة (٢٢ عاماً) كان رفيقا للشهداء أيضا، الذي وارى جثمانه في المقبرة الحارة الشرقية في جنوب جنين مع رفاقه الكثر
ثلاثون إصابة بين الشبان فرضت على جنين أن تتوشح بثوب الحداد وتعلن إضرابها صباح اليوم عن الحياة، غضبا ضد كل ما يمارس بحقها وحق مخيمها، هذا ما قاله كمال أبو الرب مسير عمل محافظة جنين يصف الليلة الماضية قائلا:" ما زال العدوان يستمر كل يوم على محافظة جنين، وقد بدأت الحملة ما قبل الفجر ولا زالت في قرية جلبون مستمرة".
ويضيف أبو الرب: "لقد أغلقوا كل مداخل المدينة، سيطروا على منزلين، ورفعوا عليها الأعلام (الإسرائيلية)، منعوا سيارات الإسعاف من الدخول الى مخيم جنين وأيضا الى بلدة جلبون التي لا زالت الحملة فيها مستمرة حتى الآن".
ويلفت أبو الرب إلى أن القوات (الإسرائيلية) المعتدية على مخيم جنين ليلة الأمس استخدمت صواريخ الانيرجا، وطائرة استطلاع رمت قذيفتها بين الفتية في المخيم وأصابت حوالي ثلاثين شابا وصبيا من فتيان المخيم، ومنعت السيارات من الوصول كما قال أبو الرب، ثم انتهت مع شروق شمس المخيم وبدأت تعد الشهداء والجرحى.