وصلت مجموعة أولى من اللاجئين الفارين من إقليم ناغورني قره باغ، الأحد، إلى أرمينيا، بعد أيام من تحقيق الجيش الأذربيجاني انتصارا خاطفا على الانفصاليين الأرمن في الإقليم المتنازع عليه.
كما أعلنت وزارة الداخلية الأذربيجانية أنها ستوفر وسائل لنقل الانفصاليين الأرمن الذين نزعوا سلاحهم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 سبتمبر/أيلول الجاري، وسيتم السماح لهم بالمرور من قره باغ إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مجلس الأمن الأرميني أن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف سيجتمعان في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل على خلفية التصعيد الأخير في قره باغ.
كما ذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيلتقي هو أيضا نظيره الأذربيجاني في منطقة ناخيتشيفان الأذربيجانية غدا الاثنين.
وكان الحليفان أعلنا في يونيو/حزيران الماضي أنهما يريدان تكثيف الجهود لفتح ممر بري يربط تركيا بالأراضي الرئيسية لأذربيجان عبر ناخيتشيفان وأرمينيا، وهو مشروع طويل الأمد ومعقد. كما أعلن الرئيس التركي عدة مرات هذا الأسبوع دعمه لتحركات الجيش الأذربيجاني في قره باغ.
محاولة انقلاب
تأتي هذه التطورات في وقت أعلن فيه مجلس الأمن القومي الأرميني إحباط محاولة للاستيلاء على السلطة في أرمينيا واعتقال 8 أشخاص على صلة بالقضية. في حين اتهمت روسيا قادة هذا البلد بمفاقمة التوتر في إقليم ناغورني قره باغ، وأبدت أملها أن يبقى البلد في فلك موسكو رغم الاضطراب الذي يعيشه.
وجاء الإعلان عن إحباط المحاولة الانقلابية وسط احتجاجات مستمرة منذ أيام ضد باشينيان على خلفية الأحداث الجارية في قره باغ.
أولى الدفعات
ونشرت وسائل إعلام أرمينية وروسية اليوم مشاهد لوصول أول دفعة من أرمن قره باغ إلى أرمينيا تنفيذا لاتفاق وقف الأعمال العدائية.
وقالت قيادة منطقة ناغورني قرة باغ لوكالة لرويترز إن المنتمين لعرقية الأرمن في المنطقة سيغادرونها إلى أرمينيا، إذ إنهم لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان، ويخشون من التطهير العرقي.
وأشارت إلى أن قوات حفظ السلام الروسية سترافق الأسر المشردة في المنطقة إلى أرمينيا إذا أرادت.
وقال ديفيد بابايان مستشار رئيس "جمهورية أرتساخ" -المعلنة من قبل الانفصاليين من جانب واحد- "شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان، و99.9% يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية".
وأضاف أن من غير الواضح متى سيتوجه الأرمن في قره باغ -وعددهم نحو 120 ألف نسمة- إلى ممر لاتشين.
وجدد رئيس الوزراء الأرميني استعداد بلاده لاستقبال أرمن قره باغ إذا أصبحت إقامتهم في هذا الإقليم مستحيلة، حسب تعبيره.
يشار إلى أن أذربيجان شنت الثلاثاء الماضي هجوما عسكريا على إقليم قره باغ ذي الأغلبية الأرمينية، محققة انتصارا خاطفا. ووافق الانفصاليون الجمعة الماضي على تسليم أسلحتهم بعد إقرار اتفاق لوقف لإطلاق النار.
ويشكل جيب ناغورني قره باغ محور نزاع طويل بين أذربيجان وأرمينيا، حيث ألحقت السلطات السوفياتية الإقليم بأذربيجان عام 1921. وخاضت الجمهوريتان السوفياتيتين السابقتان حربين بشأنه: إحداهما بين 1988 و1994 وراح ضحيتها 30 ألف قتيل. وآنذاك سمحت الهزيمة التي منيت بها باكو ليريفان بالسيطرة على المنطقة ومناطق أذربيجانية مجاورة.
واندلعت حرب جديدة حول الإقليم عام 2020، أسفرت عن مقتل 6500 شخص خلال 6 أسابيع، لكنها انتهت هذه المرة بهزيمة أرمينيا التي أُجبرت على التنازل عن مناطق مهمة لأذربيجان في قره باغ ومحيطه.
الجزيرة نت