أهازيج ومواويل ودبكةٌ شعبية، هكذا تسير أجواء جني ثمار الزيتون بداية موسمه في فلسطين. يبدأ الحصاد مع ساعات الصباح الأولى، تخرج العائلة والمزارعون لأراضيهم بعد أن تتناول الإفطار الذي عادةً ما يعدونه على الحطب برفقة إبريق الشاي ثم ينطلقون لقطف الزيتون وهم يدندنون أهازيج "على دلعونا على دلعونا.. زيتون بلادي أجمل ما يكونا".
وتعد شجرة الزيتون أحد الثوابت والرموز التي تُعبر عن حق الفلسطيني بالعودة لجذورها الضاربة في الأرض، والتي تمثل تشبث الفلسطيني بأرضه فلقبت فلسطين "بعروس الزيتون".
كما يعتبر موسم الزيتون موسم رزق لعدد كبير من العائلات التي تنتظره بشغف لتوفر مصروف العام بعد بيع كميات الزيتون والزيت الموجود بأراضيهم.
(الرسالة) تواصلت مع مزارعين ومسؤولين لمعرفة كميات الزيت والزيتون المتوفرة لهذا العام.
طقوس القطف
المزارع صبري الفليت وصف موسم قطف الزيتون "بالعرس المنتظر"، فهو باب الرزق الذي يفتح له ولأبنائه، مشيرا أنهم لهم طقوسا عائلية مميزة في هذا الموسم حيث يلتفون جميعا حول أشجار الزيتون ويجنون ثمارها.
وقال (للرسالة) إن أبناء عائلته يتقاسمون المهام فبعضهم يقطف الثمار من فوق الشجر وبعضهم الآخر يضع الكميات في صناديق ويجهزها لمرحلة العصر أما نساؤهم وأطفالهم فيفرزون الثمار إما للعَصر وإما سيتجه للأسواق للكبيس.
ويضيف الفليت: "نعتمد على هذا الموسم لتأمين قوتنا السنوي، فيعد بيع الزيتون والزيت مصدر رزق، فنسعى طوال العام للاهتمام بهذا الشجر ليجني أكبر قدر من الثمار.
ويؤكد أن حِمل الأشجار من الثمار لهذا العام أقل بكثير من العام الماضي، مبينا أن هناك أشجارا حملت كميات كبيرة من ثمرة الزيتون فيما لم تحمل أخرى أي حبات، لذلك من الطبيعي أن تشهد الأسعار ارتفاعا ملحوظا؛ لأن العرض قليل والطلب كبير.
ويعود السبب في قلة المحاصيل لهذا العام لظاهرة "المعاومة" وهي تبادل الحمل حيث يكون المحصول غزيرا في عام وخفيفا أو معدوما في العام التالي، وهو ما يتسبب بخسائر للمزارعين في العام قليل الحمل.
الوزارة تتجهز
وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة عن افتتاح موسم قطف الزيتون في الأول من أكتوبر، مبينة أنه يمكن للمزارعين البدء بقطف الزيتون من نوع "الشملاني" و"السري" أما "النبالي" و "k18" فيستحسن تأجيل قطفه إلى ما بعد الثلث الأخير من أكتوبر.
ونصحت الوزارة المزارعين بالتأخر بالقطف وخاصة للزيتون المخصص للعَصر لضمان نضج الحبة وزيادة معدل السيولة.
وتتجهز الزراعة لهذا الموسم بالفِرق الميدانية وفرق الإشراف ومختصين لضبط الأسعار نظرًا لأهمية هذا الموسم وإستراتيجيته على مستوى الوطن.
أقل من المتوسط
وحول الكميات قال المتحدث باسم وزارة الزراعة في قطاع غزة محمد أبو عودة " للرسالة نت" إن موسم الزيتون لهذا العام يشهد تراجعا في الكميات إلى أقل من النصف مقارنة بالعام الماضي، حيث شهد العام الماضي موسما تاريخيا لم يشهده منذ أعوام طويلة، فتجاوز الإنتاج 40 ألف طن من الزيتون.
ويفسر أبو عودة تراجع الإنتاج هذا العام إلى ظاهرة "تبادل الحِمل" أو "المعاومة" التي تسير على ثمار الزيتون إضافة للتغيرات المناخية التي يمر فيها قطاع غزة والتي أثرت بالسلب على هذا الموسم.
ويتوقع المتحدث أن يكون إنتاج القطاع من الزيتون هذا العام ما بين 9 آلاف إلى 10 آلاف طن، من المساحة المزروعة والتي تصل إلى 50 ألف دونم.